* السطور التي سطرها كبيرنا بالحكمة والمشروع الإنساني الأهم، الأستاذ الصادق سمل والد الشهيد عبدالرحمن يحتاج إليها كل ذو ضمير في سلطة الانتقال بعد أن عجزوا عن الصعود بالثورة إلى مستوى العدالة، لكن الصادق سمل استطاع الوصول إليها، دون تهجير أو انتقام ودون ضجيج وجدي صالح و محمدالفكي الأسبوعي. * منهج مانديلا السودان الصادق سمل مهم للغاية في السياسة لأنه رفع منسوب الإصلاح العدلي والقانوني فيها و لبس ثوب الخير على رداء السياسة البشع حيث أسس في كل مقابلاته ومنشوراته لمشروع يقوم على ضرورة إصلاح مؤسسات الدولة، وإيقاف آلة القتل مستقبلياً، واعتبار الدولة هي القاتل وليس الأفراد الذين يقومون بالقتل، لم يطالب سمل حكومة الثورة بتبني تجربة قانون اجتثاث البعث انتقاماً لمقتل ابنه عبدالرحمن ، ولم يسجن نفسه بالانتقام والثأر بقدر ما زادته صلابته في المضي لتحقيق الحلم الذي من أجله قدم ابنه ورفاقه أرواحهم رخيصة فاصبح سمل ايقونة للحياة، تقوم على التسامي والأمل، والعمل لإنجاز أهداف الثورة. *تمكن سمل من خلال منهجيته الرصينة العالية، إلى تحويل فقده ومأساته إلى رؤية وإصلاح للعدالة و تمكن من نسيان الألم وعقدة المواقف الأليمة في وقت يحتاج السودانيون، إلى منهجية قيادية قادرة على التأثير في الجماهير الواسعة، وتنقلها من مسار التراجع والتخلف، الى مضمار الدولة المدنية المتطورة من خلال تأسيس رؤية شاملة للعدالة ترتكز على الإصلاح العدلي و القانوني. *الجروح في الجسد السوداني قاتلة منذ عقود، منذ مجازر عنبر جودة وبيت الضيافة والجزيرة ابا، مروراً بالإبادة الجماعية في دارفور وليس انتهاً بمجازر محيط القيادة، أفليس من حق السودانيين تنفس بعض الهدوء ولملمة الجراح خلال السنوات المقبلة بدلاً من مزايدات اليمين واليسار خلال عقود، مضغتها الأجيال الشابة حتى تقيأتها دماً وما زال البعض يسعل بهذا الدم وما زال يكابر، فإلى متى يا أمة رقصت على قصائد ود الرضي، وتركت حكمة الشيخ فرح ود تكتوك؟ إلى متى هذه التقدمية القاتلة، والرجعية المتوحشة في الوسائل؟ السياسي