القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(حميدتي) .. الحجر الذي نسيه البناؤون فصار حجر الزاوية ؟!! .. بقلم: ابوبكر القاضي /ويلز
نشر في سودانيل يوم 23 - 08 - 2019

++ عدنا من التمرد الاصغر (ضد بني كوز الحرامية) الي التمرد الاكبر .. ضد القبلية و الجهوية .. (محمود ود احمد فوبيا) !!
++ تمردنا الاصغر بالسلاح كان ( من اجل الاعتراف .. وتأسيس دولة السودانوية ) .
+++ تمردنا الاكبر ( ثقافي. و فكري ..هو تحرير الذات من الدونية .. و كراهية الذات الافريقية ) .. الي التصالح مع الذات و قبول الذات .. مما يقود الي الاعتراف بالاخر .. و قبول الاخر كما هو .. مما يسمح بقيام دولة التنوع و التسامح .
+++ التمرد الاكبر ليس قاصرا علي المتمردين السابقين .. انما هو شان كل سوداني .. هو تمرد ضد القبلية و الجهوية .. شعاره : ( انا افريقي .. انا سوداني) :
+++ خطر الانقلابات وارد من جميع احزاب قحت ، وليس الكيزان وحدهم ، لانهم اقلية (كلهم مليون و نصف ) و صناديق الانتخابات لا توصلهم للسلطة !
1)
تمرد المهمشين في السودان الحديث الذي رسم حدوده محمد علي باشا عام 1821 في رحلة الفتح من اجل الذهب و العبيد ، هذا التمرد الاول المسلح كان عام 1955 ، و سببه المباشر مرتبط بمظالم وظايف السودنة ، حيث لم يحصل الجنوبيون الا علي 4 وظائف .. و من تلك النقطة بدات الدولة العميقة الجهوية التي جعلت النخبة النيلية تهيمن علي مفاصل الدولة السودنية في الخدمة المدنية التي تسير دولاب الدولة . للحقيقة تمرد المهمشين في السودان دوافعة اعمق من البعد المتعلق بعدالة قسمة السلطة و الثروة .. تمرد المهمشين في السودان مرتبط ب (جدلية العبد و السيد ) .. كتاب ظواهرية الروح / هيغل / 1807 ... ( العبد يصير حرا عندما يكون مستعدا للقتال و الموت من اجل قضيته ) .. و قد لخص الشهيد جون غرنق هذه القضية بقولته المشهورة .. (الذي لا يقال هو الذي يفرقنا ) .. و يعني بذلك ( قولة يا عبد ) . و الادبيات (الزائفة ) و القصص و النكات التي تكرس الاستعلاء الزائف ، مثل ( لا تبول في الشق .. و لا تصادق العبد .. الشق دساي و العبد نساي ). و العبد المعني هنا .. مبدئيا هو الانسان الاسود ، و لكنه ليس قاصرا علي الانسان الاسود ، و انما يحمل بعدا جهويا ليشمل كل الجنوب الذي رحل ، و كردفان عموما .. لاسيما جبال النوبة ، و جنوب النيل الازرق و دارفور بلا تمييز بين زنوج و عرب . باختصار التمرد الاول (بحمل السلاح ) كان سببه الحقيقي هو (الحصول علي الاعتراف ) باننا جميعا مواطنون ( من الدرجة الاولي ) في وطننا السودان .. ( او نرحل بارضنا و خيراتنا ) كما فعل الجنوب .. نعم .. قاتل المهمشون من اجل وطن بلا تمييز بين السودانيين بسبب العرق، او اللون او الدين ، او الجندر ، او الجغرافيا . . الاعتراف بالتنوع ، و الاقرار بحق الاخر ان يكون اخر .
(
2)
++ القبلية و الجهوية .. و محمود ود احمد فوبيا :
اذا كانت النخبة النيلية قد تغلغلت في مفاصل الدولة العميقة السودانية عبر هيمنتها علي وظائف السودنة ، فانها ، اي النخبة النيلية قد تغلقلت في الجيش و الشرطة منذ عام 1898م اي مع حملة كتشنر لاسترجاع السودان بواسطة دولتي الحكم الثنائي . لقد بدا صراع ( اولاد البحر ضد الغرابة ) منذ عام 1885 ، اي من لحظة انتصار الثورة المهدية بانتهاء حصار الخرطوم و دخول جيش المهدي للخرطوم ، و قطع راس غردون .
المسالة باختصار ، حين اعلن محمد المهدي عن ( مهديته ) لم يجد استجابه من اهل الوسط و الشمال ، و انما انتصرت الثورة المهدية بدماء و اموال المجاهدين من الغرب الاجتماعي الكبير ( كردفان و دارفور ) .. و شاهدنا ، حين انتصرت الثورة ( اتي الاشراف ) و اولاد البحر الذين كانوا يجلسون علي الرصيف يتفرجون ، الي ان انتصرت الثورة .. اتوا ليحكموا .. و لسان حالهم يقول : ( انتهي دوركم ياغرابة .. انتو مهمتكم يا ( عبيد) الحرب ، و الموت ، اما الحكم فهذا شان سادتكم الاشراف ! ! و ما علموا ان العبد حين يحارب يصير سيدا ، و زعيما و قائداً) ، و ان ( السيد الذي لا يحارب ليس له كلمة ،و ليس له صوت ) .. و هي المقولة المشهورة المنسوبة لحميدتي منذ عام 2014 بصفته قائد الدعم السريع انذاك .. اوردها هنا ( بمعناها ،و من الذاكرة) : ( بلاش متمتة .. من لا يحارب ليس له كلام .. اذا قال حميدتي الصادق المهدي يروح السجن .. لازم الصادق المهدي يذهب للسجن ) .. و قد كان .. ذهب الصادق المهدي للسجن بامر حميدي (آنذاك ) اي في عام 2014.. لانه انتقد الدعم السريع .
شاهدنا انه في عام 1885 سلم المهدي الخلافة للخليفة عبدالله ود تورشين ، الذي يطلق عليه الجلابة ( التعايشي ) تقليلا من شانه ، ليس كرما منه ، و انما عن جدارة و استحقاق .. لان السلطة تؤول للمحاربين .. و اللذين لا يحاربون ليست لهم كلمة ( بلاش متمتة ) . حين ألت دولة المهدية للخليفة عبدالله و المحاربين تحول ابناء الوسط و الشمال الي معارضين ( الشيخ حمد النيل ) . و موقعة المتمة . و قد قمع الجهادية كل من عارضهم بطريقتهم الوحشية التي لا تالفها المناطق الزراعية المستقرة غير المحاربة ، هذا القمع الذي استقر في ذاكرة النخبة النيلية ، و شكل ثقافة ( محمود ود احمد فوبيا ) .. و هذا المقال ليس بصدد التاريخ لهذه الموقعة .. و لكن الشيء الجدير بالذكر انه بتاريخ 1/يوليو/ 1897 شن الامير محمود ود احمد هجوما علي المتمة بجيش قوامه 10 الف مقاتل .. و التقي. بجيش عبدالله ود سعد الذي يتكون جيشه من حوالي 2500 مقاتل ، في معركةًغير متكافئة (بين دولة ضد قبيلة ) .. انتصرت فيها الدولة علي القبيلة .. و بقيت هذه المعركة حاضرة في ذهن النخبة النيلية الي يومنا هذا ، و كرد فعل لهذه المعركة و غيرها استعانت النخبة النيلية بالاجنبي ( الانجليز و المصريين ) ضد الدولة المهدية ، و يكفي ان نعلم ان نصف الجنود المقاتلين في صفوف جيش كتشنر في معركة (الاسود الضارية) في كرري كانوا من الشايقية و الجعليين !!
تجليات ( محمود ود احمد فوبيا ) :
تجليات ( محمود ود احمد فوبيا ) .. او( خوف المجموعات النيلية - من الجيلي الي حلفا ) و ليس النخبة وحدها - من اعادة انتاج تجربة دولة المهدية ، و معركة المتمة بقيادة محمود ود احمد ، بصورة خاصة ، هذه التجربة خلقت لدي المجموعة النيلية ( الجيلي حلفا ) وعيا جمعيا ضد ( الغرب الاجتماعي كله - كردفان و دارفور - زرقة و عرب ) . و تجلي ذلك في المواقف التالية :-
** رفض النخب النيلية لانقلاب المقدم حسن حسين 5 سبتمبر 1975 ، حيث جري وصفه بانه انقلاب (عنصري ) مع ان جل عناصره من عرب كردفان .
** وصفت النخبة النيلية محاولة الجبهة الوطنية لاستعادة الديمقراطية في 2/يوليو 1976 بقيادة الشهيد محمد نور سعد ، بغزوة المرتزقة ، رغم ان الجبهة الوطنية كانت بقيادة الصادق المهدي / حزب الامة ، و الشريف حسين الهندي ، و الاخوان المسلمين . المحزن ان احزاب النخبة النيلية بقيادة الصادق المهدي لم تعد الاعتبار للقايد محمد نور سعد و جنوده ، و لم تقول انهم سودانيون شرفاء و ليسوا مرتزقة ! تجدر الاشارة ان قائد جيش الجبهة الوطنية / الشهيد محمد نور سعد و جنوده كلهم من غرب السودان .. و السبب هو ان ابناء النخبةالنيلية لا يحاربون .. و لذلك فشل تجمع الميرغني بعد انقلاب الانقاذ في تاسيس جيش مقامة من اجل تحقيق ( الانفاضة المحمية ). فشل جيش الامة بقيادة عبدالرحمن الصادق ، و فشل الاتحاديون في تاسيس جيش ، و الشيعون قالوا مقولتهم المشهورة .. نؤمن بالعنف و لكنا فشلنا في تاسيس جيش لاسقاط النظام .
** عندما دخلت حركة العدل و المساواة ام درمان في 10مايو2008 قامت قيامة النخبة النيلية كلها ، خوفا من وصول محمود ود احمد اخر للسلطة في المركز ، و اكثرهم انزعاجا كان الصادق المهدي الذي تماهي مع البشير و علي عثمان ضد الغرابة ، و تم وصفهم بالغزو الاجنبي و المرتزقة .
** بعد انتصار ثورة الشعب السوداني في 11/ابريل 2019 ، و بعد بروز الدور الحاسم للفريق اول محمد حمدان /حميدتي ، الذي اعتبرته منصه القيادة بطلا ( حميدتي معانا .. ما همانا ) ، استشعرت النخبة النيلية لاسيما الحزب الشيوعي ، بخطر الدعم السريع .. و راوا في حميدي ود تورشين اخر . و رفضت اي شراكة مع المجلس العسكري الذي يجسده حميدي و الدعم السريع رغم ان المجلس العسكري قد منحهم 95٪ من مطالبهم ، و اختاروا التصعيد رفضا لاي مشاركة .
.لقاء انجمينا بين الجبهة الثورية ( التحرير /مناوي و العدل و المساواة ) و المجلس العسكري يقلب موازين السياسة السودانية ؟!!
سيسجل التاريخ ان اللقاء التاريخي الذي تم في يوم الخميس 27/يونيو 2019 بانجمينا ، بين محمد حمدان /حميدتي و حركتي التحرير بقيادة مني اركو مناوي الذي كان حاضرا بشخصه ، و حركة العدل و المساواة و التي مثلها د الطاهر الفكي رئيس المجلس التشريعي و معه وفد رفيع من قيادات الحركة ، هذا اللقاء اثار الرعب في فرائص المجموعات النيلية كلها ..من الجيلي الي حلفا .. عوامها و نخبها .. (يسارها و كيزانها ) هذا اللقاء اثار داءها العضال .. ( محمود ود احمد فوبيا ) .. انهم يدركون .. بوعيهم الجمعي الغريزي ان اتفاق اهل دارفور ( زرقة و عربا ) .. يعني نهاية حكم النخبة النيلية ( بيمينها و يسارها و طائفيتها ) .. لذلك ، و منذ تلك اللحظة غيرت قوي الحرية و التغيير من تكتيكها في التعامل مع المجلس العسكري ، و الجبهة الثورية ، فقررت ممارسة سياسة الاحتواء .. و المناورة .. و الاحتيال .
حميدتي .. الحجر الذي نسيه البناؤون فصار حجر الزاوية !!
لعله منذ امد بعيد (صار البشير كرتا محروقا .. و حملا ثقيلا علي الدولة السودانية ) .. و صار البشير يخاف ، و يشك في كل من هو حواليه .. باستثناء حميدتي و الدعم السريع .. و قال قولته المشهورة ( حميدتي .. حمايتي ) .. حمايتي من من؟!! من الجيش .. و صلاح غوش الطموح .. و علي عثمان ، و نافع .. الخ . لعل البشير يطمن نفسه بجملة عوامل تجاه حميدتي .. ربما يستهين البشير بطموحات حميدتي (السلطوية ) .. و لعل البشير يقول لنفسه : هل يجد حميدتي وضعا ماديا و اجتماعيا افضل مما اعطيته انا ؟!!
** خلال فترة قصيرة من سقوط نظام البشير ، و زيارة الوفد الامريكي الرفيع ، و تعيين الدبلوماسي العريق بوث مبعوثا للسودان ، و بعد ان استطلعت الدواير الغربية قدرات اطراف الحرية و التغيير (فوجدتها متواضعة جدا جدا ) ، اقتنعت امريكا ، و اوروبا العجوز بان حميدتي هو الضامن الوحيد في الساحة الان للحفاظ علي تماسك الدولة السودانية ، و الضامن الوحيد لاستقرار المنطقة في الوقت الراهن ، لذلك لم يتخذ المجتمع الدولي اجراءات عقابية صارمة ضد المجلس العسكري بعد مجزرة 3/ يونيو .
** اخطا العقل الجمعي للمجموعة النيلية حين شنت حملة شعواء ضد حميدتي ، و الدعم السريع ، حاصة بعد فض الاعتصام ، و قاد هذه الحملة بكل اسف من كنا و لازلنا نعتبرهم من العقلاء ، و الاكثر رزانة ، من اليسار و اليمين علي قدم المساواة ، و اشير في هذا الخصوص الي مقالات د حيدر ابراهيم ، و عبدالله علي ابراهيم ، و الطيب زين العابدين ، سامحهم الله .. فقد مارسوا ( التكفير السياسي ) علي طريقة بني كوز ، و ذلك بوصهم لحميدتي و الدعم السريع بانهم (اجانب ) .. التجريد من المواطنة ، افظع من التجريد من الدين علي الطريقة الكيزانية !!
** حملة العقل الجمعي للمجموعات النيلية ضد الدعم السريع و القايمة علي الحالة الذهنية ( لمحمود ود احمد فوبيا ) اثمرت عن استفزاز شديد ( مساو في القوة و معاكس في الاتجاه ) لدي العقل الجمعي لقوي الهامش السوداني كله ، و صبت كلها في صالححميدتي شخصيا ، و المجلس العسكري عموما .. و تتوجت الحملة المضادة بلقاء انجمينا بين المجلس العسكري / حميدتي ، و حركتي العدل و المساواة و التحرير مني مناوي .
هنا استفاق العقل الجمعي للنخبة النيلية ، فانقلبوا علي اعقابهم 270 درجة .. ادركت النخبة النيلية انها اذا لم تحتو المجلس العسكري و الجبهة الثورية فانها ستفقد السلطة الي الابد ،، و انها ستمهد الطريق لدولة الخليفة عبدالله التعايشي من جديد من خلال تحالف ابناء دارفور عربا وزقا ، مع احفاد حمدان ابو عنجة و الزاكي طمل في جبال النوبة .
** بعد مناورة انجمينا ، اقلعت قحت عن حركاتها التصعيدية ضد المجلس العسكري ، و الدعم السريع ، و اقتنعت بان طريق التصعيد فاشل ، و سيقود حتما الي استقواء المجلس العسكري بجهات اخري ( غير قحت ) .. و اخطر هذه الجهات هي الجبهة الثورية التي هزمت نظام البشير عسكريا ، و استنزفت الدولة الانقاذية و حولتها الي دولة فاشلة ، راسها مطلوب للمحكمة الجنائية ، و النظام محاصر اقتصاديا بالعقوبات الدولية و الامريكية ، و قد دخلت حركة العدل و المساواة بقيادة الشهيد د خليل ام درمان نهارا رغم علم الحكومة في الخرطوم بذلك مسبقا .. فقررت قحت اتخاذ سياسة الاحتواء المزدوج لكل من حميدتي و الجبهة الثورية ، و قبلت بالشراكة الحميمية مع المجلس العسكري ، و طارت بعض القيادات الي اديس ابابا لاحتواء الجبهة الثورية ووضعها في حالة (on hold) لحين اكمال قسمة السلطة مع المجلس العسكري (بالمحاصصة ) .. و بلا استحياء !!.
** عدنا من التمرد الاصغر (ضد بني كوز .. و الطائفية السياسية ) .. الي التمرد الاكبر ( ضد القبلية و الجهوية ) - محمود ود احمد فوبيا .. لنقيم دولة المواطنة المتساية ( بدون تصنيف احرار و عبيد ) .. ( كلنا اكوان - بلغة عربي جوبا ) .. و مواطنون من الدرجة الاولي :
1- تمرد الهامش منذ عام 1955 كان ضد المشروع الاسلامو/عروبي الذي يستخدم الاسلام و العروبة كادوات لاقصاء و استبعاد ابناء و بنات الهامش في الجنوب الذي ذهب و لازال باقيا في وجداننا ، و جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور ، و الشرق الحزين ، و قد تم اسقاط دولة بني كوز و الطائفيين بواسطة مقاومة الجبهة الثورية ، و لا يسع مقالي هذا للرد علي مزاعم قحت ، التي تقللت من دور الجبهة الثورية في اسقاط النظام ، و تزعم ان لها القدح المعلي في اسقاط النظام ، و اقول لهم في سطر واحد ، ان تجمع الميرغني كله قد كان (عالة ) علي الحركة الشعبية الموحدة ، و حين ابرمت الحركة الشعبية اتفاقية نيفاشا 2005 ، لم يجد تجمع الميرغني بدا من ابرام اتفاقية القاهرة ، و صارت احزابا مدجنة مخترقة من قبل النظام تقيم مؤتمراتها في قاعة الصداقة و تجمل وجه النظام ، فقد ظلت الجبهة الثورية اكبر مهدد للنظام .
2- لقد سقطت دولة الحرامية و تجار الدين ، و الآن لدينا فرصة تاريخية لبناء دولة السلام ، و تحقيق شعارات الثورة التي صنعناها ( بارواحنا ، و دمائنا ، و دموع اهلنا في الهامش ) ، نحن احوج الناس للسلام ، و الحرية و العدالة ، و ليعلم ابناء النخبة النيلية القبلية و الطائفية ان طريق المهمشين للحكم هو عبر صناديق الاختراع ، و قد سجل التاريخ الوعي القومي لشعوب (اكتساح مؤتمر البجة في الشرق لجميع المقاعد علي حساب الختمية ) ، و اكتساح ابناء النوبة لجميع المقاعد في جبال النوبة علي حساب الجلابة و حزب الامة . القراءة تقول بان اول انتخابات ديمقراطية ستشهد انحيازا جهويا حادا ، علي امتداد الهامش السوداني ، و لا مجال لفوز اي جلابي ، و هو شيء يؤسف له ، و لكنه النتيجة الطبيعية لاحتكار النخبة النيلية للسلطة منذ فترة الحكم الذاتي و حتي اليوم لمدة 6 عقود و نصف .
3- اروع ما في حفل التوقيع علي الاتفاق السياسي و الاعلان الدستوري في 17 / اغسطس ان الجميع قد صمت صمت القبور عن الحديث عن الدعم السريع و تفكيكه ، و طرده عاجلا من العاصمة . لقد كان من ثمار مناورة اجتماع انجمينا بين الجبهة الثورية و حميدتي في 17/يونيو ان تعايشت قحت مع ( حميدتي و الدعم السريع ) ، و بشان الجيش السوداني و الدعم السريع افيد بالآتي :-
أ- مهمة الدعم السريع و بقية الاجهزة الامنية هي مراقبة فلول الانقاذ داخل الجيش لمنع اي انقلاب او احداث اي شكل من المقاومة بغرض افشال الدولة المدنية بقيادة رئيس الوزرا حمدوك .. و يكون توفير الامن في الشارع للشرطة و الاجهزة العدلية من نيابة و قضاء . و في هذا الاطار ننوه الي الخطر من الانقلاب العسكري ليس مصدره الاخوان المسلمين وحدهم ، و انما من جميع احزاب قحت .، و تحديدا الحزب الشيوعي يمكن ان يعمل انقلابا ، و حزب البعث يمكن كذلك ، و السبب ان صندوق الانتخابات لا يوصلهم ، لان النخبة النيلية اقلية ( كلهم من الجيلي الي حلفا مليون ونصف ) .
2- لقد صارت قوات الدعم السريع سلفا جزءا من الجيش السوداني ، تحت امرة القائد العام .. و هذه خطوة جيدة نحو اعادةً هيكلة الجيش السوداني ، و ينتظر فور تحقيق السلام مع الجبهة الثورية و الحركات المسلحة ، و من خلال الترتيبات الامنية ، ان تضاف جيوش الحركات المسلحة للجيش السوداني ، و يتم تغيير العقيدة القتالية للجيش السوداني الموحد .. ليكون حارسا ( لدماء و اموال ) كل الشعب السوداني .. و اقول لاساتذتنا المحترمين ( د حيدر ابراهيم ، و عبدالله علي ابرهيم و الطيب زين العابدين ) : ان الجيش السوداني كما هو في يوم 11/ ابريل تاريخ سقوط المخلوع عمر البشير ليس جيشا وطنيا ، بل كان (الجيش الذي يهدر ارواح و دماء و اموال ) اهل الهامش السوداني ، و هو الذي قتل و شرد اكثر من 2,5 مليون جنوبي ، و قتل و اباد اكثر من 300 الف دارفوري و شرد الملايين من النازحين و اللاجئين في دارفور عبر الضرب العشوائي لطائرات الانتنوف ،كأن هذا الجيش يقاتل الد اعداء الامة السودنية . نعم نريد جيشا ( علي مستوي الرتب الكبيرة بصورة خاصة ) يعبر عن التنوع السوداني ، و يكون صمام الامان لضمان تماسك الارض و الوحدة الوطنية ، اسوة بالجيش التونسي و الجزائري اليوم .
التمرد الاكبر هو ضد القبلية ، و الجهوية : انه مشروع ثقافي و فكري كبير لبناء السودان الجديد ، القائم علي التعدد و التنوع ، و قبول الآخر كما هو :
تمردنا الاكبر هو تحرير ذاتنا الافريقية من عقدة الدونية ، فقد قاتلنا المركز و سقطت الدولة العصرية ، و كانت احزاب قحت تقول ( حسنة عمر البشير انه يحمينا من حكم الغرابة ) .. تحررنا الحقيقي هو ان نحترم بعضنا البعض (عرب وزرقة في الغرب الاجتماعي الكبير في دارفور و كردفان ، و ان تتوحد الحركات السلحة و نعمل جميعا لتحقيق السلام ، و الحرية و العدالة ،
نحن في السودن في مرحلة ما قبل الدولة ، القبيلة عندنا مقدمة علي الدولة ، و علي الدين و الطائفة ، اننا في شمال السودان ننظر الي اشقائنا في الجنوب منذ 2013 نظرة استعلاء و شماتة ، و نقول انهم في مرحلة القبلية ، و مرحلة ما قبل الدولة ، و لكن يفات علينا اننا مثلهم تماما ، في مرحلة القبيلة ، ان اول خطوة نحو بناء الدولة هي اعادة هيكلة الجيش السوداني ، بحيث يعكس تنوع السودان ، و اعادة هيكلة وزارة الخارجية ، و بنك السودان ، و كل الخدمة المدنية ، من منظور الكفاءة و ليس المحسوبية . التمرد الاكبر هو ، تطبيق مباديء العدالة الانتقالية ، و محاكمة المجرمين و الفاسدين .. و خلق مصالحة و طنية حقيقية ، تستند الي ارثنا السوداني الصوفي القائم علي اللطف و الكرم ، و الاعتذار ، و قبول الاعتذار ، و التسامي ، و التعافي لله . الاوطان تبني علي التعاون و المحبة ، و ليس علي الانتقام و الكراهية ، و في قيمنا السودانية ( الفشي غبينته .. خربت مدينته ) ،، نريد ان نكون من ( العافين عن الناس) و لا نريد ابدا ان نكون من الفاجرين غليظي الاكباد .
و لنتذكر .. ان ابناء النخبة لا يحاربون ، و لكنهم يستعينون بالاجنبي و بالارهابيين ، و قد شاهدنا كيف جلب بنوكوز كل ارهابي العالم ( كارلوس و بن لادن ) . اننا مطالبون الان باجراء السلام ، و المصالحة الوطنية ، و اجراء عدالة انتقالية حقيقية ، بمساعدة الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي .. و قد برهنت افريقيا انها جاهزة لمساعدة الشعب السوداني للعبور بثورته الظافرة لتحقيق اهدافها . لا نريد ان نري بلادنا وكرا للدواعش و النصرة .. الخ . نقول للاسلامويين كفي انكم خربتم السودان بدولتكم الفاسدة ، و اان الثورة تفتح باب المصالحة و التعايش و المشاركة في الوطن دون اقصاء لكل انسان نظيف لم يقتل و لم تمتد يده للمال العام .. هلموا نبني السودان الجديد الذي يسع الجميع دون اقصاء لاي شريف لم يسرق و لم يقتل .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.