تعليقات في دفتر يومية التحري!. كان في إمكان الجبهة الإسلامية القومية تعيين رئيس للقضاء من بين أعضاء التنظيم كمحمد يوسف محمد أو فتحي خليل على سبيل المثال. لكنها اختارت شخصاً تعلم أنه معبأ بكراهية وحقد وله حسابات يقدرها لوحده خلال أحكامه الظالمة!. وكان الانقلابيون يعلمون أنه سيقوم بأدوار ليس في مقدور غيره أن ينجزها بالكفاءة المطلوبة: تشريد القضاة الشرفاء وتحويل القضاء إلى مزرعة يرتع فيها القضاة الفاسدون والمنافقون الذين أحاطوا به منذ اليوم الأول لتعيينه. لذا كان اختيارهم لجلال علي لطفي رئيساً للقضاء يناسبهم تماماً. ففي ذات السياق أعلن الأستاذ بشارة علي بشارة المحامي في استطلاع بثته قناة (سودان بكرة) حول مقتل د. علي فضل أنه كان قاضي قسم أمدرمان الجنوبي وأنه تولى التحقيق في مقتل د. علي فضل. د. علي فضل وأوضح الأستاذ بشارة أنه أصدر أوامره باعتقال كل من تورط في تعذيب وقتل د. علي فضل إلا أن أوامره لم تنفذ. مؤكداً أن جلال علي لطفي رئيس القضاء في تلك الفترة سحب البلاغ الموجه ضد قتلة د. علي فضل. مشيراً إلى أن فساد جلال علي لطفي دفعه لتقديم استقالته من الهيئة القضائية. وتجدر الإشارة إلى أن جلال علي لطفي كان قد أوصى بسرعة تنفيذ إعدام مجدي محجوب محمد أحمد متهماً أسرته بتخريب الاقتصاد السوداني!. لعل الذكرى تنفعهم: هل يذكر الكيزان الذين سيفلتون من التفاف حبال المشنقة حول رقابهم لتجاوزهم سن السبعين، أنهم أعدموا الأستاذ محمود محمد طه وكان بلغ ال (76) عاماً!، ألا يشكرون هذا الشعب الكريم الذي وفر لهم عدالة لا يستحقونها بدلاً من محاولات تنظيم التظاهرات الغوغائية ونسج خيوط التآمر على ثورته ومعها أحلام العودة؟!.
طلب أحمد هارون المحير!: إلى الآن لم يصدر نفي من السيد أحمد هارون حول ما نسب إليه حول رغبة في تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، ما يرجح صحة الخبر، ودعونا نستعرض هذه الأفكار التي ربما دفعت بالسيد هارون لينحو هذا المنحى ويتخلى عن عجرفته في التعامل مع أمر القبض الصادر في حقه من المدعي العام للمحكمة الجنائية. أحمد هارون نبدأ فنرجح أن السيد هارون يخشى من تحول جذري في موازين القوى بالسودان يضع نهاية لهذا التهاون في التعامل معه ومع زملائه الكيزان المحتجزين في سجن كوبر. أو أنه يخشى من احتمال وقوع مكروه يستهدف حياته داخل السجن، وهو الاحتمال نفسه الذي حفز زميله السيد علي عبد الرحمن كوشيب لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية، بعد أن شعر بمحاولات لاستدراجه ترمي إلى إسكاته للأبد!. وعلى أية حال يبدو السيد هارون يائساً في كل هذه الاحتمالات والتوقعات. وحدث عندما أصدر السيد لويس أوكامبو المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية مذكرة القبض في حق هارون بتهم تتعلق بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، كان "سيادته" في رحلة علاجية بالعاصمة الأردنية واضطر لقطع رحلته والعودة للخرطوم على عجل. المحير في سيرة هذا الرجل، أنه كان "قاضياً" في يوم من الأيام ،، كيف ولماذا وبأي مسوغ ،، لا علم لنا!. ________ الميدان الوسوم د. علي فضل