1- منذ ان تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حكم البلاد في يوم 3/ يوليوعام 2013، وهو يهتم اهتمام بالغ حتي هذه اللحظة وطوال (8) اعوام بقضية الاموال الطائلة التي تم تهريبها للخارج بمليارات الدولارات في زمن الرئيس السابق حسني مبارك، واحدة من اهم البنود في اجندة سياسته الاقتصادية ، كانت قضية اعادة الاموال المهربة بشتي السبل والطرق القانونية، واحيانآ بعدم الشفقة والرحمة بالذين رفضوا في البداية رد الاموال المكنزة في بنوك اوروبا، واحتموا بالجنسيات الاوروبية التي حصلوا عليها من حكومات هذه الحكومات الاوروبية التي استفادت من المليارات المهربة، ولم تكن عملية استرداد الاموال بالشيء السهل في ظل عدم رغبة كثير من الدول الاوروبية في مساعدة مصر، وصبرت الحكومات المصرية التي تعاقبت علي الحكم خلال زمن حكم السيسي كثيرآ علي سياسة الرفض. 2- لم تتساهل الحكومات المصرية مع رموز النظام السابق، الذين اشتهروا شعبيآ ورسميآ بانهم افسد خلق الله علي الارض المصرية، لذلك لم يكن غريبآ ان الحرب الضارية التي شنها السيسي عليهم قد نجحت خصوصآ بعد اعتقال السيدة/ سوزان مبارك وجمال وعلاء ومصادرة الاموال والفلل والاراضي الزراعية والشركات التي امتلكوها في زمن العز والجاه، وزجت الحكومة بغالبية الذين حكموا في زمن مبارك واثروا واغتنوا من المال العام، وشيدوا القصور والفلل الفاخرة في القاهرة وبشرم الشيخ، وتم اعتقال صفوت الشريف الذي مات في السجن بعد تجريده من كل ممتلكاته ، واعتقال حبيب العدلي وزير الداخلية السابق واخرين. 3- بعد ان نجحت الحكومة المصرية نجاح تام في استرجاع (80%) من الاموال والعقارات الموجودة في الداخل، استطاعت ايضآ ان تنجح في الوصول الي اتفاق مع غالبية رموز وشخصيات النظام السابق علي التنازل من اموالهم واملاكهم مقابل عفو يشملهم وعدم مثولهم امام المحاكم ، ومن رفضوا قبول التنازل قبعوا في السجون، ولكن بعضهم لم يتحمل اجواء السجون خصوصآ وانهم لم يعود شباب، فسارعوا مرغمين رغم انوفهم بالتنازل الفوري ولسان حالهم يردد "يا روح ما بعدك روح". 4- نجحت الحكومة المصرية نجاح كبير في اقناع الدول الاوروبية، ان الاموال التي دخلت البنوك الاوروبية باسماء شخصيات مصرية كانت علي صلة قوية بالنظام السابق، وانهم بحكم وضعهم السابق في السلطة قد استطاعوا نهب اموال طائلة تقدر بمليارات الدولارات تهريبها للخارج، وانهم عن طريق الفساد استطاعوا تحويلها الي بنوك اوروبا. 5- بالاقناع والحجج، وبالصبرالطويل، وبالحوار الدؤوب مع حكومات الغرب ، استطاعت الحكومة المصرية ان تسترد نحو (80%) من الاموال المهربة، واستطاعت ايضآ ان تصل الي اتفاق مع مصريين نهبوا من المال العام ويقيمون في الخارج، ان تمنحهم الامن والامان في العودة لمصر بدون اي معوقات او مساءلات مقابل رد المال المسلوب. 6- واذا ما جئنا للكلام عن مصير(88) مليار دولار تخص السودان، ودخلت في بنوك دبي وماليزيا عن طريق طريق التهريب والفساد المقنن باسماء شخصيات من أهل النظام السابق، نجد ان الحكومة الحالية تخشي بشدة من غضب حكومة دولة الامارات ان فتحت معها موضوع استعادة هذه الاموال المليارية!!، منذ ابريل عام 2019 وحتي اليوم، لم يعد موضوع استعادة الاموال من الامور الهامة والعاجلة في نظر اعضاء مجلس السيادة والحكومة الانتقالية!!، من كان يصدق انه في الوقت الذي يشحذ فيه السودان ويتسول شمال ويمين من اجل حفنة دولارات او ريالات ودراهم ، نجد انه عندنا في بنوك هذه الدول موال سودانية!! 7- الغريب في الامر، ان الحكومة الحالية سعت بشدة انجاح "مؤتمر باريس للاستثمار"، لم تناقش فيه موضوع الاموال المهربة الموجودة في بنوك بالخارج!!، ولم يطالب البرهان او حمدوك اعضاء الحكومات المشاركة في المؤتمر، ان تتدخل لهذه الدول التي فيها المال السوداني باسترجاعها بلا ابطاء وتاخير!! 8- قمة الماسآة تكمن، ان تهريب الذهب والاموال من السودان الي دولة الامارات مازالت مستمرة برعاية حكومية تتمثل في قوانين ضعيفة غير رادعة للمهربين!!… وكيف تردعهم الحكومة ورئيس مافيآ التهريب يتصدر مكانة عالية ومرموقة في الدولة؟!! 9- هناك من يؤكد، ان البرهان تعهد لدولة الامارات بعدم فتح موضوع المليارات السودانية الموجودة في بنوك دبي!! 10- وهناك من يؤكد، ان دولة الامارات "كسرت" عين مجلس السيادة والحكومة بالهبات والملاليم وشحنات الطعام والادوية مقابل عدم الكلام عن اموال "حميدتي" وشقيقه عبدالرحيم في بنوك الامارات!! 11- هناك من يؤكد، ان المجلس السيادي غير راغب في استعادة هذه الاموال المهربة، وان الموضوع برمته متروك للحكومة القادمة بعد الانتخابات!! 12- هناك من يؤكد، ان "حميدتي" هو من اوقف بشدة كل مساعي المجلس السيادي والحكومة في استرداد المال المنهوب!! 13- واسال البرهان وحمدوك: (أ)- لماذا نجح الرئيس المصري/ السيسي نجاح باهر في استرجاع اموال مصر المنهوبة…وفشل السودان ؟!! (ب)- لماذا نجح ولي العهد/ محمد بن سلمان في استرجاع مئات المليارات من الريالات التي دخلت دون وجه حق في خزائن امراء وشخصيات سعودية …ولم تنجح الحكومة السودانية؟!! (ج)- لماذا نجحت الحكومة التونسية في استرجاع اموال كان الرئيس السابق زين العابدين بن علي قد هربها للسعودية…وفشلت المساعي السودانية في مطالبة حكومات دولة الامارات وتركيا وماليزيا رد الاموال المنهوبة؟!! 14- واخيرآ: لماذا لا نستعين بالخبرات المصرية في مجال استرجاع المال السوداني الموجودة في دول قالت انها صديقة للسودان، خصوصآ وان مصر استطاعت استرداد نحو (80%) من اموالها في الخارج؟!!