تسعى قطر مؤخرا في محاولة لاستعادة نفوذها في الأراضي السودانية إلى إعادة تنشيط دبلوماسيتها المتراجعة منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير وبسبب انشغالها بمعالجة تداعيات المقاطعة الخليجية من عزلة تجارية وسياسية خلال السنوات القليلة الماضية. وفي الإطار أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الإثنين خلال لقاء نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" في القصر الرئاسي بالخرطوم، استعداد بلاده للدفع باستثمارات عديدة في الخرطوم. وأكد وزير الخارجية القطري استعداد بلاده لمساعدة السودان لتجاوز المرحلة التي يمر بها، "وأن الدوحة مستعدة للدفع باستثمارات عديدة في الخرطوم.. نتطلع للدفع بعلاقات البلدين إلى مزيد من التطور". وبحث السودان وقطر الاثنين تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في مجال الاستثمار ودعم السلام في إقليم دارفور، حسبما أفادت وكالة أنباء السودان (سونا). وقد تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان خلال لقائه اليوم الإثنين وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني، رسالة خطية من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تتصل بترقية آفاق التعاون وتعزيز مسيرة العلاقات الثنائية. ورحبت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في تصريح صحافي بزيارة وزير الخارجية القطري، مبينة أنها أول زيارة له للسودان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية. وقالت إن زيارته تأتي بعد ثورة الشعب السوداني العظيمة التي أشعل وقودها الشباب. وحيت مريم الصادق الدور الكبير لدولة قطر بقيادة الأمير تميم بن حمد آل ثاني الذي ظل يدافع عن السودان في المحافل الإقليمية والدولية. وتتحرك قطر لتنشيط دبلوماسيتها والعودة إلى الساحة العربية والإقليمية بعد عزلة قاسية عانتها طيلة سنوات المقاطعة الخليجية (2017-2021) التي انتهت بمصالحة حدثت مؤخرا، فيما خفت دور الدوحة في السودان بالرئيس الإخوان عمر البشير والحليف لجولة قطر. ولفتت مريم الصادق إلى خطاب أمير قطر، الذي ألقاه باسم الشعب السوداني أمام الأممالمتحدة الذي دعم جهود رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بجانب دور قطر المشهود في دعم السلام في دارفور، واتفاق جوبا لسلام السودان. وأوضحت مريم الصادق أن مباحثاتها مع نظيرها القطري، تطرقت إلى ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية، مبينة أن هنالك العديد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، معربة عن شكرها لمشاركة دولة قطر في مؤتمر باريس فضلاً عن دورها في إعفاء ما تبقى من ديون على السودان. وقطر من البلدان العربية التي أعفت السودان من الديون على غرار السعودية التي منحت بدورها للخرطوم دعما ماليا لمواجهة الأزمة الاقتصادية وتخفيف الديون. وأضافت وزيرة الخارجية السودانية أن اللقاء تناول القضايا الإقليمية بما فيها معالجة الإشكالات بين السودان وإثيوبيا فيما يخص مسائل الحدود والسدود عبر الطرق السلمية و الدبلوماسية، معربة عن أملها أن يتم الملء الثاني لسد النهضة بصورة متفق عليها بما يحقق مصالح المنطقة وشعوبها. وقالت إن اللقاء تطرق إلى ضرورة التعاون من أجل السلام والاستقرار في ليبيا وتشاد والسودان، واصفة المباحثات بأنها كانت مثمرة. كما تطرقت المباحثات للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأبانت وزيرة الخارجية أن محمد عبدالرحمن آل ثاني أجرى أيضا لقاءات مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك. إلى ذلك أوضح وزير الخارجية القطري في تصريح صحفي أن زيارته للسودان تأتي في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية التي تربط بين السودان وقطر، مؤكداً دعم بلاده للشعب السوداني في هذه الظروف الاستثنائية من الفترة الانتقالية.