قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن أديس أبابا تراقب التطورات في السودان، في إشارة إلى وصول قوات جوية وأرتال وآليات عسكرية مصرية إلى الخرطوم لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة. وقال المتحدث باسم الخارجية، دينا مفتي، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن بإمكان القوات المشتركة للسودان ومصر فعل ما يريدان معًا، ما دامت أنشطتهما بعيدة عن انتهاك سيادة إثيوبيا، مشددا على أن لإثيوبيا دفاعا على مدار 24 ساعة، وجيشا قويا قادرا على حمايتها، بحسب إذاعة "فانا". وأضاف أن الملء الثاني لسد النهضة سيكون في موعده المقرر. وكان الإعلام العسكري السوداني، أعلن يوم الجمعة وصول قوات مصرية برية ومقاتلات جوية ومركبات عسكرية إلى الخرطوم. وأوضح البيان الصادر عن الإعلام العسكري اكتمال جميع الاستعدادات لبدء التمرين العسكري المشترك بين الجيشين السوداني والمصري "حماة النيل"؛ وذلك خلال الفترة، من 26 إلى 31 مايو الجاري. ويشارك في مشروع التدريبات المشتركة، وفق البيان، عناصر من كافة التخصصات والصنوف بالجيشين السوداني والمصري. وذكر البيان، أن القوات المصرية المشاركة في المشروع وصلت إلى قاعدة الخرطوم الجوية، بجانب أرتال من القوات البرية والمركبات، وصلت بحرا". وتأتي مناورات "حماة النيل" العسكرية، امتدادا للتعاون التدريبي المشترك بين البلدين، وتهدف إلى تبادل الخبرات العسكرية، وتعزيز التعاون، وتوحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة؛ بحسب الإعلام العسكري السوداني. ووقعت مصر والسودان، اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، على هامش زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد إلى الخرطوم. وقال رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، في أعقاب التوقيع، إن الهدف من الاتفاق هو "تحقيق الأمن القومي للبلدين لبناء قوات مسلحة مليئة بالتجارب والعلم"، موجها "الشكر إلى مصر على الوقوف بجانب السودان في المواقف الصعبة". من جانبه، أكد الفريق محمد فريد، أن القاهرة تسعى "لترسيخ الروابط والعلاقات مع السودان في كافة المجالات خاصة العسكرية والأمنية، والتضامن كنهج استراتيجي تفرضه البيئة الإقليمية والدولية". من جهتها قالت السلطات السودانية، الثلاثاء، إن إثيوبيا بدأت فعليا في الملء الثاني ل"سد النهضة" دون اتفاق مع القاهرةوالخرطوم. جاء ذلك في مؤتمر صحفي لكبير المفاوضين السودانيين في ملف سد "النهضة" الإثيوبي، مصطفى حسين الزبير، تابعه مراسل الأناضول.وأضاف الزبير أن "إثيوبيا بدأت في الملء الثاني، وهو أول مخالفة". وكشف عن تحركات بلاده على المستوى الإفريقي والعربي والدولي لإرسال رسائل بأن الملء الثاني بدأ فعليا دون وجود إشارات لمنع إثيوبيا من الملء الثاني دون اتفاق. وتابع: "إثيوبيا لن توقع أي اتفاق حول الملء الثاني؛ نسبة لأوضاعها الداخلية المتعلقة بالانتخابات والحرب في إقليم تيغراي". وشدد على أنه "لا بد من وجود ضمانات دولية في التفاوض بسبب التعنت الإثيوبي". ولفت إلى أن "الملء الثاني للسد سيكتمل نهائيا في يوليو وأغسطس المقبلين". وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو وأغسطس المقبلين، حتى لو لم تتوصل لاتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية. ويتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان.