أكدت، فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، التي وصلت، الأحد، إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أن زيارتها لهذا الإقليم ظل "حلما" لمدة 16 عاما. وستبقى بنسودا 48 ساعة في دارفور حيث تلتقي ممثلين لضحايا الانتهاكات التي تحقق فيها المحكمة إضافة الى مسؤولين حكوميين. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن المدعية العامة قولها عقب لقائها والي شمال دارفور "وصولي إلى دارفور اليوم يعد بمثابة الحلم الذي تحقق". وبنسودا أول مسؤول على هذا المستوى من المحكمة الجنائية الدولية يتمكن من زيارة دارفور منذ بدأت في العام 2005 التحقيق في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت خلال النزاع في هذا الإقليم الذي اندلع في العام 2003، وخلف نحو 300 ألف قتيل وأدى إلى نزوح 2،5 مليون من السكان، وفق الأممالمتحدة. وكانت المحكمة الجنائية أصدرت في العام 2009 مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، الذي أسقطته احتجاجات شعبية واسعة في أبريل 2019. وأعلنت الحكومة الانتقالية التي تولت السلطة عقب إطاحة البشير استعدادها للتعاون مع الجنائية الدولية التي أصدرت كذلك مذكرتي توقيف بحق اثنين من مساعدي البشير هما عبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون المحبوسين في سجن كوبر بالعاصمة السودانية منذ 2019. وطالب هارون مطلع مايو بإحالته على المحكمة الجنائية الدولية عقب مثوله أمام لجنة تحقيق حكومية. وعقدت بنسودا اجتماعا مع ممثلين لأسر الضحايا الذين يعيشون في مخيمات حول مدينة الفاشر حيث رفعوا لافتات تطالب بالعدالة للضحايا وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، بحسب وسائل اعلام محلية. والاثنين الماضي، اعلن مدعو المحكمة الجنائية الدولية إن قائد الميليشيا علي كوشيب ارتكب جرائم قتل في دارفور. ومثل علي كوشيب، الذي سلم نفسه العام الماضي نافيا الاتهامات الموجه اليه، أمام المحكمة في جلسة لتحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية لمحاكمته على 31 اتهاما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.