دائما ما تعرض الحزب الشيوعي السوداني لإشاعات وحملات مسعورة ممنهجة وهي في الأساس مدخل لمهاجمة الديمقراطية والمد الجماهيري هذا ما علمتنا اياه التجارب على مدى تاريخ السودان.الشاهد في ذلك ان بعد مجزرة القيادة الثانية في الذكرى الثانية للمجزرة الاولى بدأت الحملات الممنهجة ضد الحزب عبر الاسافير .لم يستطيعوا اتهام الحزب كما حاولوا في جريمة خطف وتغذيب الشهيد بهاء نوري لان القوات المسلحة السودانية ارتكبت جرماً فاضحاً واضحاً لا يمكن تزييفه مما أضطرهم للاعتراف بالمجزرة وبذلك اصبح هذا السيناريو غير قابل للتطبيق،فذهبوا نحو الخطة "ب" وهي اتهام الحزب بتحريض الجماهير على الخروج وهو " شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها ". لطالما راهن الحزب الشيوعي السوداني على الجماهير وقدرتها على اسقاط النظام البائد بالنضال السلمي ولم تخذل الجماهير الحزب ابداً ومازلنا وسنظل نراهن عليها في قدرتها على استكمال مهام ثورتها لتحقيق الحرية والسلام والعدالة. خروج الجماهير الى الشوارع في مواكبها السلمية ليست بتهمة في الاساس بل هي ممارسة ديمقراطية للحقوق الاساسية التي انتزعتها الجماهير بتضحيات جسام ومنصوصاً عليها في الوثيقة الدستورية وبالتالي هو حق دستوري وقانوني. دعوة احياء ذكرى مجزرة القيادمة العامة قدمتها منظمة اسر الشهداء وأيدها الحزب كموقف مبدئي من الانحياز لمصالح شعبنا وباقي قوى الثورة وفعلاً كانت جماهير شعبنا كما عهدناها على العهد مع الشهداء مطالبتاً بالقصاص العادل لمجزرة القيادة العامة الاولى.مثل هذه الحملات ليس المقصود بها الحرص على دماء شعبنا ولو كانو حريصين لوجهوا حملاتهم الى من يجعل ممارسة الحقوق الاساسية الدستورية خطراً على الجماهير بل هم حريصين على اعادة انتاج نظام شمولي جديد ترث فيه هذه القوى النظام البائد بسياساته،ولكن الزخم الثوري رغم كل المؤامرات يضر بمصالحهم فهم نفس القوى التي كانت مستعدة لمساومة نظام البشير (انتخابات 2020) و نفس القوى التي جرتنا نحو التفاوض والوثيقة الدستورية المخزية مع لجنة البشير الامنية ونفس القوى التي تنصلت من جميع مواثيق وبرامج الثورة ونفس القوى التي شكلت السلطة الحالية وما ترتب عليها من تقليص لمساحة الحريات الاساسية و السياسات الاقتصادية التي زادت شعبنا فقراً وسيطرة المكون العسكري على زمام الامور ودعمت سلاماً فوقياً شكلياً دون تمثيل حقيقي لاصحاب المصلحة الامر الذي أدى و ما يزال يؤدي الى ازهاق ارواح شعبنا في مناطق النزاعات. هذه القوى تعد الرصيد الاساسي للانظمة الديكتاتورية تدعمها وتغذيها لمصالحها الطبقية التي تتناقض تماماً مع مصالح وتطلعات جماهير شعبنا .. نحن نثق في جماهير شعبنا انها لن تتوقف حتى تؤسس الدولة المدنية.دائما سنظل على العهد والوعد من الجماهير واليها نتعلم منها ونعلمها ولن تتغير مواقفنا المبدئية ولو علقتم لنا المشانق.