سيطرت المخاوف على الأسر السودانية التي يجلس أبنائها لأداء امتحانات شهادة الأساس للعام الحالي 2021، جراء التأثيرات المحتملة على محصلاتهم النهائية، جراء تفشي ثالوث أزمات الوقود والكهرباء والمياه. وبدأت امتحانات نقل التلاميذ إلى المرحلة الموالية بالتزامن في ولايات: الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، والنيل الأزرق. ويجلس في الخرطوم وحدها، أكثر من 190 ألف تلميذ وتلميذة لأداء امتحانات العام الجاري 2021. وقالت أسرة التلميذة ريم مأمون من حي الصحافة غرب بالخرطوم، إنهم ابنتهم استذكرت دورس أولى جلسات الامتحان (مادة الإنجليزي) بأضواء الهواتف النقالة، جراء انقطاع التيار الكهربائي في الفترة المسائية. وأشار والد ريم إلى أن استخدام الجوالات للإضاءة غير مجدٍ للاستذكار لساعاتٍ طويلة، لا سيما وأن بطاريات الهواتف تفرغ بسرعة مع غياب التيار. وتتفاقم الأوضاع لدى أسر التلاميذ المنتمين إلى فئات فقيرة، حيث يلجأون إلى الشموع أو مشاعل وقود بدائية ذات أضرار صحية. وقال صاحب بقالة التوحيد، المطلة على شارع الصحافة زلط، بجوار مجموعة من المدارس، أنه وبعد سنوات من التوقف، عاودت حركة بيع الشموع الازدهار بالتزامن مع امتحانات شهادة الأساس. ونوهت سارة خميس، من جنوبي العاصمة، إلى أنها تلجأ إلى استذكار الدورس لأبنها قبل مغيب الشمس، وتتركه يخضع للنوم في الفترات المسائية، على أن يعاود الدراسة مع حلول فجر اليوم التالي. وعاودت بعض الأسر العمل بالفوانيس في ظل صعوبات في توفير الجازولين وأشرطة الإضاءة، بعد توقف أنشطة المتعاملين في هذه التجارة منذ عدة سنوات. وبدأت بعض الأسر في إجراء معالجات مرهقة ومكلفة، بنقل أبنائهم الخاضعين للامتحانات ليلاً إلى منازل الأهل والأصدقاء بعد دراسات وافية لبرمجة القطوعات. وتغيب الكهرباء بوتيرة 8 إلى 12 ساعة يومياً، موزعة بين فترتي الصباح والمساء على التوالي. ويعاني السودان من فجوة كبيرة في الكهرباء، تقدر بآلاف الميقاوطات، زاد من وتيرتها توقف بعض المحطات العاملة لغياب وقود الفيرنس أو تأخر عمليات الصيانة والتأهيل. وأبدى أحد الأباء مخاوفه من أن تأثير درجات الحرارة العالية على أداء أبنته ونتيجتها النهائية. وتقام الامتحانات عادة في فصول قديمة، يبحث روادها عن نسمات الهواء بفتح النوافذ والأبواب، حال توقف مرواح السقف بفعل القطوعات. وقفزت درجات الحرارة في الفترة النهارية مؤخراً لأعلى من 40 درجة مئوية. بيد أن الأستاذ التجاني قسم الله، قلل من هذا العامل، لكون جميع الامتحانات تقام في الفترات الصباحية. بدوره، حذّر دكتور الطب الباطني، رامي السيد، من انتشار الملاريا مؤخراً، وقال إن قطوعات الكهرباء ليلاً تسهم في انتشار نواقل المرض. وأرسل السيد دعوات للتلاميذ الممتحنين بشرب كميات كبيرة من المياه في هذه الفترة. ولكن إنفاذ هذه النصيحة سيكون صعباً مع قطوعات المياه المتزامنة مع قطوعات الكهرباء، وزيادة أسعار الثلج، ما يصعب من توفير الماء في الجلسات، دون إغفال عامل انتشار فيروس كورونا المستجد. أزمة الوقود لا تنتهي أزمات التلاميذ عند الكهرباء، حيث أن شح الوقود يضاعف من صعوبات النقل من وإلى المدارس. وارتفعت كلفة النقل الداخلي بولاية الخرطوم مؤخراً، جراء الزيادات على أسعار الدولار، وارتفاع تكاليف المعيشة. وأعلنت ولاية الخرطوم، نقل تلاميذ امتحانات الأساس عبر اسطولها مجاناً، ولكن ذلك لا يبدو كافياً في مدينة تعاني من أزمة مواصلات لا سيما في وقت الذروة. في المقابل، شرعت مبادرات مجتمعية لمناداة أصحاب المركبات الخاصة بنقل طلاب الأساس، لتجنيبهم الوقوف لأزمان طويلة في محطات النقل. ونادى ذو تلاميذ وطلاب بتغيير التقويم المدرسي في السودان، لتحل الامتحانات في فصل الشتاء البارد نسبياً. ويجلس بعد أسبوعين تقريباً طلاب الشهادة السودانية لأداء امتحانات النقل للجامعات. وستكون معاناة طلاب الشهادة مضاعفة جراء مخاوف من استمرار ذات الظروف في امتحانات من شأنها تحديد المستقبل الأكاديمي والمهني.