ستَبقى طويلاً هذه الأزماتُ إذا لم تُقصر عمرَها الصدمَاتُ وللاسف الشديد فلا مصلحون بواسل في بلادنا. وقد تعاظمت مشاكلنا واصبحت مستعصية عن الحل وهذا ما جنته علينا الانقاذ وقد عادت بالوطن الي عصور التخلف. ولم لا فقد خدعتنا بان طرق حل الازمات هي بالادعيه والصلوات والروحانيات والجن المؤمن. وقد دعا حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس المخلوع مواطنو ولاية سنار إلى المشاركة فى (حملة المليار دعاء) من أجل تخفيض أسعار المعيشة والقضاء على النزاعات والحروب فى السودان. وقال حسبو لمواطنين تم تجميعهم بجبل دود بولاية سنار أن كل قضايا السودان يمكن حلها بالدعاء. وللأسف الشديد لم تحل الدعوات مشاكلهم. ولم تنخفض الاسعار. ولم تتوقف الحروب والنزاعات. بل ازدادت المعاناة وازداد السخط غليانا في الشارع حتى اندلعت ثورة الشعب المباركة. وقد اقترح مهووس كيزاني آخر أن تستعين الانقاذ بالجن المؤمن في حل المشاكل الاقتصاديه. بالله عليكم انظروا لهذه العقليات السودانية الخربه والتي ظلت تحكمنا طويلا. معقول حملة دعاء لحل مشاكل بلد. وأي جن مؤمن هذا الذي يملك عصا سحرية لحل مشاكل السودان. و الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله يملكنا مفتاح الحل حين قال : «لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة». فالسودان بكل موارده وثرواته الهائلة يفتقد ارادة العمل والإنتاج. وهذا ما فشل فيه حكام السودان منذ الاستقلال؟ مما دعا الكثير من الشعوب لاتهامنا بالكسل. وان كنت لا اتفق معهم في ذلك لأن السودانيين قد ساهموا كثيرا في نهضة الكثير من تلك الدول. ولكنهم للاسف لم يقدموا للوطن ما يجعله راقيا. فلقد لازمنا التردي طويلا. والبطالة تتمدد وتزداد. والفساد المالي يتفشي ولا يحارب. و اعداد اللصوص والنصابين في ازدياد مضطرد. و التضخم وأزمة السكن. وتدني الخدمات الصحية والتعليمية والتخلف السياسي والمشكلات الطائفية والعنصريه المناطقيه والقبليه وغياب الشفافية و المحسوبيات والمحاصصات . ومازال انسان السودان في انتظار أن ياتيه الزمان بحلول سحرية . وظني ان الحل في تقليد اهل رواندا والصومال وسنغافوره وكل من عبر وانتصر. وان نتعلم منهم. فليس عيبا ان نتعلم من الآخرين. محمد حسن شوربحي