تنامت موجة غضب عارمة وسط الشارع السوداني بسبب قرار تحرير اسعار الوقود وجاءت الخطوة ضمن ترتيبات تجريها الحكومة مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض واعفاء الديون الخارجية بمقابل تطبيق شروط قاسية منها تحرير اسعار السلع الاستراتيجية وتعويم العملة المحلية. وفي اول ردة فعل للقرار اعلن تحالف القوى السياسية السودانية مناهضته لقرار تحرير اسعار المحروقات وقال انه بالرغم من كل التحذيرات اطلت الحكومة بمخطط إفقار الشعب وتحميل الفقراء أعباء إرتفاع الأسعار. وتوقع التحالف ان تصل الاسعار ذروتها ويحدث (تسونامي) إرتفاع الأسعار واشار لصعوبة التكهن بها وبمداها. ودمغ التحالف الحكومة بالفشل المتوارث لتنفيذ قرار زيادة أسعار المحروقات، واعتبره محاولة بائسة لإستغفال المواطن والتحايل عليه بمبررات لا تنطلي على طفل رضيع، واضاف: (أصبح واضحا لكل المواطنين أن زيادة أسعار المحروقات له آثار وانعكاسات سالبة وعميقة علي معاش كافة المواطنين خاصة في متطلبات وضروريات العيش الأساسية وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن سلسلة الإرتفاعات في أسعار المحروقات كانت كافية لإبتلاع مدخرات المواطنين المالية). وطالب التحالف الحكومة بإيلاء الإهتمام بمعاش الناس والعمل بإعادة النظر بإلغاء الزيادات ذات الأثار الكارثية على اقتصاد الوطن وانعكاساتها في معيشة المواطن نتيجة للسياسة الاقتصادية المتبعة في السودان التي رهنت قرارها في أيدي مؤسسات النقد الدولية ومحترفي النهب المحليين. ودعا التحالف القوى السياسية السودانية وكافة المواطنين والثوار خاصة الممسكين بأمر الثورة وإحقاق شعاراتها علي تحمل مسؤولياتهم والتعبير بشكل واضح وعلني عن رفضها لهذه الزيادات. ومن جانبه ارجع عضو اللحنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار، القرار الى امتثال الحكومة الانتقالية لروشتة البنك الدولي وصندوق النقد، واضاف ان للصندوق مهمة أخرى في السودان وهي تحطيم ثورة ديسمبر بواسطة وكلائه الجالسين على مقاعد السلطة -حسب قوله- ونوه الى وصول الأوضاع إلى منعطف خطير عنوانه (إما استرداد الثورة، وإما استردادها) وقطع بان لا خيار آخر، وراهن كرار على الشعب السوداني الذي اعتبره صاحب الكلمة الأخيرة التي يقولها ولا يتراجع عنها، واضاف: (الكلمة الآن هي (تسقط بس) والشوارع لا تخون). ومن جهته دعا تجمع المهنيين السودانيين، الثوار والقوى الثورية للخروج يومياً للشوارع لمقاومة قرارات رفع أسعار الوقود التي وصفها بالمجحفة، وطالب القوى الثورية بتوحيد الجهود ورص الصفوف لاستعادة الثورة ممن وصفهم بالانتهازيين والمفارقين لصفهم، وبلورة بديل ثوري ديمقراطي منحاز للثورة وأهدافها وغاياتها وقادر على فتح الطريق أمام الجماهير لإنجازها. وقال تجمع المهنيين في بيان اليوم الاربعاء، إن قرارات رفع أسعار الوقود للمرة الثالثة جاءت كخطوة تؤكد أن السلطة لا تعبأ بالمواطن ومعاناته، معتبرا ان سياسات الحكومة الانتقالية ليست إلا نسخة جديدة من نظام البشير. مداميك