عماد ابوشامة * خطاب حمدوك الذي أعدّ للرّد على الذين يتهمونه بالضعف والهوان.. كان هو نفسه دليل ضعفه وفشله.. والضمير إن شئت يعود للاثنين حمدوك وخطابه..! * حمدوك الذي يقول بحسرة إنه تحمَّل عبارات اتِّهامه بالضعف وعدم المواجهة يُقدِّم دليل الاتهام بل والإدانة إيضاً على الفور وعلى طبقٍ من ذهب لأؤلئك الذين يتهمونه أو يترصّدونه حينما (يُحذِّر من أن الهشاشة الأمنية ستؤدي لنشوب حرب أهلية).. لاحظ أنه يتحدَّث عن هشاشة أمنية في بلد يفترض أنه هو من يحكمه وهو صاحب القرار فيه ولكنه هنا يحدِّثنا وكأنه محلِّلٌ سياسي في برنامج (بعد الطبع) على قناة (النيل الأزرق) الذي يستعرض أقوال الصحف.. فالهشاشة الأمنية سببها ظاهر للغاية.. بلد تدخل الحركات المسلحة إلى عاصمته بلا حساب وحمدوك مجرَّد غفير نائم ولا رأي له في الأمر بل ترك القول فيه لجهات أخرى ربما هي نفسها تسعى إلى إحداث هذه الهشاشة الأمنية من أجل أن يذهب حمدوك وحكومته وتقع البلاد في يد حكم شمولي دكتاتوري (عسكري) جديد..! * والهشاشة الأمنية التي تُحْدِثُ حالةً من النَّهب والهمبتة في كل مكان حتى في الأسواق وأمام المارة، بسبب الغياب الأمني الكامل لذلك يجد أؤلئك ضحاياهم بلا حماية وكأنما الأمر هنا أيضاً متعمد.. وحمدوك يكتفي بتحذيرنا.. (ما تمشوا بالشارع دا فيهو قطاع طرق.. أرجعوا بيوتكم أحسن وموتوا من الجوع).. وهو وأجهزته الأمنية بكاملها يتفرجون علينا ويكتفون بالتحذير، والسلاح الذي في أيديهم ويفترض أن يحمونا ويحموا أنفسهم به ربما ينتظر يوماً أسودَ غير هذا لاستخدامه كما قال ذلك (الجبان)..! * ثم يقول مستر حمدوك في خطابه التاريخي هذا: (التخريب والتّعدِّي على المواطنين وتخريب الممتلكات لا يشبه الثورة)..! – يعني البعملوهو ديل ما ثوّار يعني مجرد حرامية ومجرمين وقطاعين طرق- ويجب أن يتخذ حمدوك حيالهم ما يلزم ولكنه يكتفي بأن يقول لهم: (عيب كدة.. دي ما ثورة).. انت فاهمني؟!.. علي رأي جلواك..! * ويقول رئيس وزرائنا المبجَّل، وهو يرى الاحباط يحيط بالجميع إحاطة السوار بالمعصم (لن نستسلم)! وهي عبارة تعبر عن نفسية حمدوك نفسها التي يملؤها الإحساس بالفشل والهزيمة. * ولِمَ لا.. فهو يترك هذه المرة عبارته التقريرية المحبَّبة سنعبر وسننتصر، إلى البحث هذه المرة (عن ضوء في آخر النفق) بعد أن ضللْنا الطريق الذي يؤدي إلى (البنطون) الذي سنعبر به إلى الضفة الأخرى.. ثم ننتصر..! * خطاب حمدوك، الذي كتبه البراق أو أحد أعضاء مكتبه ومستشاريه، مجرد ظهور يحاول حمدوك به أن يقول أنا موجود وأنا الذي يقرر.. والواقع يقول إن حمدوك يبصم فقط ويتحمَّل وزر هذه القرارات لأن هذا هو الدور المرسوم له وهو يؤديه ولا يبالي بانعكاسات ذلك على جماهيريته لأن الرجل ببساطة.. لا يهمُّه شئ..! المواكب