قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، الخميس، إن العمل لا يزال متواصلاً للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مشددة على ضرورة الالتزام من جانب الطرفين، وذلك في وقت اصطدمت وكالات الإغاثة بتعطل الاتصالات في سعيها للوصول إلى مئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون خطر المجاعة. وكانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، والتي سبق أن حكمت الإقليم، أعلنت سيطرتها على العاصمة ميكيلي بعد قرابة 8 أشهر من القتال، بينما أعلنت الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد. المجاعة تهدد 900 ألف المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، قال في تصريحات صحافية، الخميس، إنه "لكي يتم تنفيذ ذلك بالكامل فالأمر يحتاج إلى طرفين كما يقولون ولذا يتعين على الطرف الثاني أن يرد". ورجّحت مصادر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، الجمعة، علماً بأنّه منذ اندلع النزاع في تيغراي، لم ينجح الغرب يوماً في عقد جلسة عامة لمجلس الأمن بشأن الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا، ذلك أنّ الدول الإفريقية والصين وروسيا وأعضاء آخرين في المجلس يعتبرون هذه الأزمة "شأناً إثيوبياً داخلياً". في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية وخطوط الإنترنت بالإقليم، تقلصت قدرة وكالات الإغاثة على إيصال المساعدات لمن هم في أشد الحاجة للغذاء والخدمات الأخرى. وفي أوائل يونيو، أشارت الأممالمتحدة، إلى أن 350 ألفاً على الأقل في تيغراي يواجهون المجاعة، وفي الأسبوع الماضي قدّرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن العدد يبلغ 900 ألف. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حياة أبو صلاح، إن الهدوء ساد شوارع ميكيلي، صباح الخميس، لافتة إلى أن المتاجر والأسواق فتحت أبوابها لمزاولة نشاطها. وأضافت أن الكهرباء والاتصالات لا تزال مقطوعة، في حين يعامد مكتب الأممالمتحدة على الاتصالات المحدودة الباقية بالأقمار الصناعية بعد أن دمر الإثيوبيون المعدات في مقر منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" في المدينة هذا الأسبوع. "انسحاب أم هزيمة" كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أكد أن قوات حكومته انسحبت من الإقليم لأسباب مرتبطة بتراجع الخطر الذي كانت تشكّله التوترات في تيغراي، معتبراً أن "المدينة لم تعد محوراً للصراع". وقلّل أحمد من شأن الانسحاب، وقال إن القوات الإثيوبية غادرت ميكيلي للتركيز على تهديدات أمنية أهم مثل التوترات مع السودان ومصر، بسبب سد النهضة الضخم الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق. غير أن متحدثاً باسم جبهة تحرير "تيغراي"، وصف تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بأنها "كذبة"، مؤكداً أن "القوات الحكومية انهزمت واضطرت إلى الانسحاب". وكانت الحكومة الإثيوبية، أصدرت بياناً، الاثنين الماضي، مع تواتر تقارير عن وصول قوات تيغراي إلى وسط مدينة ميكيلي، أعلنت فيه وقف النار من جانب واحد على الفور، في حين قال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة ل "رويترز"، الثلاثاء، إن إعلان وقف إطلاق النار "مزحة". بداية الهجوم العسكري في نوفمبر من العام الماضي، أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بشن هجوم عسكري واسع النطاق على تيغراي لنزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم، في حين أدت أعمال العنف إلى سقوط آلاف الضحايا، وأجبرت أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم. وذكرت تقارير أممية، أن المواجهات في إقليم أمهرة المجاور، خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، أسفرت عن سقوط أكثر من 400 ضحية ونزوح 400 ألف. وحصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الحاصل على جائزة "نوبل للسلام" في عام 2019، برر العملية العسكرية يومها بتعرض معسكرات تابعة للجيش الفيدرالي لهجمات اتهم الجبهة بالوقوف خلفها، ورغم تعهّده بإنهاء العملية العسكرية سريعاً، إلا أنه بعد أكثر من 6 أشهر على بدئها، ما زالت المعارك والانتهاكات متواصلة في الإقليم الذي بات يعاني من المجاعة. وتفاقم التوتر خلال السنوات الماضية في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا بعد نيجيريا من حيث عدد السكان، إذ يقطنها 110 ملايين فرد، موزعين على عدد كبير من المجموعات الإثنية.