هل حقا ذهبوا الكيزان أم تقاسمنا معهم السلطة سؤال ظل يراود الكثيرين من أبناء هذا الوطن الذين ثاروا وضحوا بالغالي ونفيس من اجل إبعاد الكيزان في السلطة وبناء دولة ديمقراطية يسع الجميع وتسود فيها الحرية و السلام و العدالة والتي اصبحت ضمن شعارات ثورة ديسمبر المجيدة . إذا أردنا الإجابة على هذا السؤال يجب علينا القراءة والتحليل للمعطيات و الواقع الراهن في السودان. . نعم سقط البشير الذي كان في رأس إدارة الدولة ومعه ثلة من القتلة ومفسجندية المساندة والمشاطرة للبشير في كل كبير وصغير وهم بعض قيادات الصف الأول امثال نافع وعوض وبكري وكبر وعبدالرحيم وأحمد هارون وغيرهم لكن هل ذهاب البشير ومعه ثلة من القتلة يعني ذهاب الكيزان الإجابة طبعا لا. أولا / أن الحكومة لن تكون مدنية كامل الدسم كما طالبوا بها الثوار بل اصبحت حكومة شراكة الدم بين المدنيين المحسوبين للثوار للاسف ايضا اصبحوا خونة متآمرين مع لجنة آمن البشير ضد الثوار والدليل على ذلك مشاركتهم في مجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش الجبان الخائن. وبين لجنة آمن المخلوع والتي تعتبر قياداتها من أسوأ ما عرفتها الشارع السوداني داخل حكومة المخلوع حيث يعرف بآكلي لحوم البشر نسبة لبشاعة جرائمهم خاصة في إقليم دارفور. ثانيا / جاء الاعتراف بأن حكومة المخلوع لن تسقط بعد بلسان قائد المليشيا الجنجويد حميدتى في مناسبة تأبين لأحد من حرسات مناوي والذي تم قتله بواسطة عصبات النهب المسلح التابعة للجنجويد (مليشيات الرزيقات ) حيث صرح حميدتي بأن حكومة المخلوع لن تسقط بعد والذي حصل هو القبض على البشير وبعض من قياداته والزج بهم في سجن كوبر واضافة حميدتي قائلا / لولا الضغط من الشارع لكان المخلوع خارج السجن واضاف نحن من قبضنا على البشير ووضعناه في سجن كوبر لكن الكيزان مازالوا في الحكومة حيث كل دواوين الدولة مسيرة بواسطة الكيزان حيث اغلب الموظفين في الدولة إن لم تكن جميعهم من الكيزان والذين أتوا عن طريق التمكين وايضا الذين تم تعيينهم مؤخرا بواسطة القحت وحكومة حمدوك. والذي يزيد المشهد السياسي أكثر تعقيدا وضبابية هو عدم رؤية وبرنامج واضح لقوى إعلان الحرية والتغيير والتي تعتبر الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك التي هي بدورها أيضا تفتقر لبرنامج ورؤية التي قد تنتشل البلاد من هذه الوضعية البائسة والتي تزداد سوءا يوما بعد يوم خاصة تجاه معاش المواطن السوداني. والذي يؤكد باننا قد نشارك الكيزان ناهيك عن الشق العسكرى داخل حكومة الفترة الانتقالية بل داخل الشق المدني والتي تعتبر ملكا للثوار حيث هنالك قنوات اتصال بين بعض مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير وحزب المؤتمر الوطني من اجل المصالحة والمشاركة في السلطة على حساب تضحيات الثوار وعلى حساب الثورة بل هناك بعض الاحزاب المكونة لقوى إعلان الحرية والتغيير والتي تقود حاليا حكومة حمدوك تعتبر اسوا من المؤتمر الوطني خاصة حزب المؤتمر السوداني والبعث العربي الاشتراكي والناصري بالإضافة لحزب الأمة والاتحاد الديمقراطي. واسواهم المؤتمر السوداني والتي نهبت ولاية شمال دارفور بالكامل عن طريق واليها محمد حسن عربي حيث تعلم السرقة والنهب على يد قادة حزبه الكبار وهم وزير التجارة والصناعة صاحب أكبر شركات للسيخ والحديد فى السودان إبراهيم فازليين ورئيس مجلس الوزراء خالد سلك. اما فيما يتعلق بالحركات الموقعة لاتفاقية جوبا تصنف جزء من لجنة آمن البشير من حيث تضامنها وتأييدها للجنة آمن البشير وخاصة قائد المليشيا حميدتي حيث يطالب كل مسؤول تم تعيينه في حكومة الفترة الانتقالية من جانب الحركات الموقعة بمنح السفاح القاتل حميدتي جائزة نوبل للسلام !!! ولو كان منح جائزة نوبل للسلام في يد قادة الحركات الموقعة لاتفاقية جوبا لمنح للقاتل حميدتي أكثر من مليون جائزة نوبل للسلام. عموما كل القراءات والتحليل يؤكد باننا قد قاسمنا السلطة مع الكيزان بل لو استسلمنا للواقع هكذا سيحكموننا الكيزان للمرة الثانية. فعلى الشارع الاستمرار في الخروج حتى تحقق مطالب الثورة وإلا للدنيا سلامة.