طرحت فعاليات الدورة ال 25 لمهرجان فاكهة المانجو الذي نُظم في السودان قبل أيام، العديد من المبادرات والمقترحات للنهوض بزراعة هذه الفاكهة الحيوية باعتبارها إحدى أهم الروافد الزراعية التي تدفع عجلة الاقتصاد السوداني عبر نمو حركة الصادرات. وينتج السودان 36 نوعاً وصنفاً للمانجو التي تُنتج لمدة تصل إلى 10 أشهر في العام الواحد، حيث يساعد التنوع المناخي والبيئي الذي تشتهر به السودان على إنتاج المانجو بكميات كبيرة، قد تصل إلى مليون طن سنوياً. وتبلغ المساحة المزروعة بالمانجو في السودان 700 ألف فدان بمناطق مختلفة في وسط وجنوب وغرب البلاد، وتمثل هذه المساحة 25% من جملة مساحة البساتين بالسودان. وأوضح الخبير في شؤون الاقتصادات العربية، الدكتور فرج عبدالله، أن فاكهة المانجو تعد من أهم المحاصيل الزراعية في السودان، وتمثل مورداً مهماً للاقتصاد السوداني من خلال حركة الصادرات الزراعية، وبمقدور السودان أن يوفر كل ما يحتاجه العالم من ثمار المانجو؛ نظراً لتمتعه بالعديد من مقومات وعوامل الإنتاج مثل الأراضي الخصبة ومصادر الري المتعددة، والتنوع المناخي. وتمثل المانجو نحو 15% من إجمالي صادرات الفاكهة السودانية، وتعد الفترة الممتدة بين شهري ديسمبر ومارس الأفضل لإنتاج المانجو الصالحة للتصدير، حيث تتميز بنكهة ومذاق طيب وأحجام كبيرة. وتمتلك السودان 175 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، إلى جانب مساحات غابية تقدر بنحو 52 مليون فدان، فضلاً عن مساحات شاسعة للمراعي الطبيعية تقدر بنحو 118 مليون فدان. وشدد الخبير الاقتصادي على ضرورة تطوير البنية التحتية والصناعية التي تخدم فاكهة المانجو، مع العمل على فتح أسواق جديدة للتصدير، وأيضاً العمل على رفع القيمة المضافة من المنتج وتعزيز إسهامه في النمو الاقتصادي بشكل عام، فضلاً عن تقديم أوجه الدعم كافة للمزارعين والمصنعين والمستثمرين في هذا القطاع الحيوي. وهناك بعض العراقيل تقف في وجه إنتاج فاكهة المانجو في السودان التي تتعرض إلى تلف سريع مما يهدر نصف الإنتاج، الأمر الذي يدفع بعض المزارعين إلى استخدامها «علف» للماشية، ويأتي على رأس هذه العراقيل ضعف القنوات التسويقية، وارتفاع تكلفة النقل، وسوء حالة الطرق التي تربط مناطق الإنتاج بموانئ التصدير.
