كشفت جولة لمداميك فى تجمعات أسواق الأضاحى أنحاء الخرطوم أن سعر خروف الأضحية هذا العام يترواح بين 35 الى 70 الف جنيه، بما يعادل (مائة دولار واعلى) ورصدت الجولة تباينا فى الأسعار بين مناطق العاصمة المختلفة حيث شهدت مناطق أمدرمان وبحرى ضعف واضح فى الطلب وإنخفاض فى القدرة الشرائية ، وفى منطقة جنوب جبرة رصدنا حركة لعدد من الراغبين فى شراء اضاحى ، توقفنا وسألنا تاجر المواشى عبد الكريم حمدان الذى أجاب بأن الإقبال مازال ضعيفا على الشراء ويتوقع إرتفاع الطلب على الشراء خلال اليوم وغداً ، وتوقع إنخفاض طفيف فى أسعار الخراف وأن السعر المعروض الان هو التكلفة الحقيقة للخراف من علف ورعاية بيطرية وترحيل .وأضاف: إيقاف صادر السعودية نتيجة لتعطل موسم الحج ،الوارد المستمر من مناطق الإنتاج الى الأسوق سيساعد ذلك على إنخفاض الأسعار، إضافة لتخوف التجار من تكبد خسائر العلف ورعاية الحيونات فى حالة عدم البيع. وخلال حديث حمدان شنت العاملة بمحل صالون تجميل أحسان التاج هجوماً ضد التجار والسماسرة ووصفتهم "بمصاصى دماء لا رحمة لهم" ثم قالت الشهر الماضى كنت فى رحلة عمل لأم روابة ورايت عدداً من هولاء التجار يشترون من الرعاة الخروف بأقل من السعر القطاعى الذى يتراوح من 10 الى 12 الف جنيه فقط ، ما الذى يجعله سعره هنا اليوم . 60 أو 70 الف جنيه اليوم سوى الجشع ؟ وتسائلت أين الحكومة من هذه الفوضى.وأضافت بالطبع لن أشترى بهذه الاسعار ، والان خطتى وآضحة من هذا المكان الى منزلى ومنه فوراً السفر الى شقيقتى فى كنانة النيل الابيض وسأشترى الأضحية من هناك ، وأتمنى أن يحذو حذوى جميع المواطنين لتلقين السماسرة درسا يعلمهم عواقب الجشع بعد أن تكسد مضارباتهم. قرب السيدة أحسان كان يقف المحاسب عصمت صديق يفاصل حول ثمن خروف ينظر اليه أطفاله الثلاثة ،قال عصمت لمداميك فى خاتمة المطاف سأرضخ للإبتزاز وسأشترى أضحية ،وأبتسم وأشار الى اطفاله قائلاً لا خيار لى يتوقعون خروفاً ،وأضاف كنا نتوقع إرتفاع فى أسعار الأضاحي كالذى نشاهده فى أسعار السوق يوميا ، لكن ليس لدرجة إرتفاع أسعار الخراف لأكثر من 6 اضعاف أسعارها قبل العيد ، ولا يوجد سبباً سوى جشع سماسرة وسط غياب رقابة الدولة هذه الأسعار غير منطقية اذا علمنا سعر هذا الخروف الذى أرغب فيه سعره 65 الف جنية وبالمقارنتة بمتوسط الدخل القومى وزارة المالية نجد ان سعر خروف الاضحية ما يعادل اكثر متوسط الدخل القومى للفرد شهرياً تلاث مرات. أما التاجر عبد الكريم حمدان الذى يدافع عن أسعار الأضاحى المعروضة ويقول أنها عادلة ولا تقل عن مائة دولار تتصاعد حسب التكلفة والجودة، لكنه عجز أمام سؤال السيدة أحسان لماذا دولار هل أنتم تستوردون الخراف او العلف ؟ وأجاب حمدان بعد مدة بتلعثم "توجهى السؤال دا للحكومة لماذا تتعامل مع متعلقات رعاية وتجارة الحيوان بتقييم الدولار . العمدة زيدان سائق شاحنة مواشى من على سرير خشبى محلى الصنع صاح قائلاً ( أسمعوا يا جماعة ما تظلموا الناس والله تكاليف شحن الخراف كبير و أنا لى ثلاثة أيام أنتظر أن تنشط حركة البيع حتى أتحصل أتعاب نقل البهائم، الناس تسأل الحكومة الجاز ليه بالدولار) .. إتفقت الأطراف المختلفة فى رحلة البحث عن معالى خروف الأضحية على أن هناك دور الحكومة غائب بعدم تدخلها لتركيز اسعار الأضاحى كما فى الأعوام الماضية وبيع الخراف بالوزن لخفض الأسعار . ولكن تبخرت أمال المواطنين فى أسعار معقولة للخراف بأعلان مدير برنامج "سلعتي" مجاهد علي الحسن، في مؤتمر صحفي عدم وجود اتجاه للشركة السودانية للسلع الإستهلاكية بيع خراف الأضاحي، وقال إن ما ورد في هذا الصدد ليس ضمن الخطط الراهنة، فى تعليق على ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير هذا العام. مداميك