قبل مواصلة خفايا كواليس اكسبو التي بدأت في سنوات ماقبل الثورة حتى الآن حيث ( حدس ماحدس ) ليتفاجأ السودانيون خاصة الجالية الموجودة في الامارات بهبوط فجائي لمجلس مكلّف لإدارة النادي السوداني في دبي ، مايعني تلقائيا قيادة الجالية في الامارات ، وتم طرح أسماء لايعرفها ولم يسمع عنها أحد ، ولم يكن لها أي دور في أنشطة وتاريخ الجالية ولايعرف أحد رؤاها ولا إلى أين تريد السير بالجالية ، ومن بين الأسماء إسمين أوثلاث لأنجال أعلام في الجالية ، ولكن مافات على ناسج نول هذا المجلس ان الجالية لم تنتهج التوريث في تاريخها ، ولاقانون الدولة في العمل الاجتماعي العام أجاز ذلك ، ولا الأسماء التي زيّلتها أسماء أعلام ووجهاء في الجالية عرفها أحد قبل هذا التكليف ، والأدهى والأمر من ذلك أن توقيعات البنك الخاصة بالنادي كما تقول معظم الأقوال المتداولة بين الجالية هي لرئيس المجلس وزوجته مايعني حاجة ضرورية لإعادة النظر حول هذه النقطة حال ثبوت صحتها وما إن كان الأمر يجوز قانونا ، وليس في الأمر اتهاما أو تشكيكا ، ولكن العمل الاجتماعي تحكمه أعراف وقوانين ونظم ، وما دعانا للحديث عن مجلس إدارة النادي السوداني بدبي هو أن معظم المجلس تقريبا هو ذات لجنة اكسبو ، وكما يقول المثل الكردفاني ( الخريف اللّين من رشاشو بيّن ) و( الجواب تكفيك منه العناوين ) ، فاللجنة الموقرة لم تتنازل لتعريف نفسها بالجمهور ، وعندما أحست بامتعاض الجالية وانتقاداتها غير المسبوقة في معظم وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها ، أجرت لقاءا اسفيريا عبر تقنية الزووم مثّل النموذج الكارثي الذي نخافه بالفعل لجناحنا السوداني في هذا المحفل الدولي الهام ، فاللهجة التي هي الأساس الذي يجب أن نتميز به في إكسبو كانت غائبة تماما ، وتجلت عيوبنا الأساسية المسكوت عنها ، فمشكلتنا الآساسية اننا في كثير من الآحيان ننسى أو نغفل عن أننا نخاطب سودانيين ، فيجيء كلامنا إما بالفصحى أو اللغة الهجين التي يتم حقنها بالمصطلحات الانجليزية واللاتينية والتي لايمكن أن تكون لغة قائد يريد تمثيلنا وإبراز ملامحنا وتراثنا وموروثنا الذي يبدأ بلهجتنا إيا كانت لكنتها وفق الاتجاه الجغرافي ، إضافة لغياب الزي الذي يمثّل جزءا أساسيا من التعريف بنا . الملاحظة الثانية في هذا اللقاء الاسفيري الذي حاول المتحدثون فيه استعراض عضلاتهم المهارية في حشو المصطلحات والجمل الانجليزية بين جملة وأخرى بداعي أو بغير داعي ، هي تعمّد إسماع الكلام دون الإكتراث بطرح الاجابات الشافية على التساؤلات، و تم تجاوز متعمّد للسؤال الذي طرحه أحد المتداخلين بإلحاح واضح ولمرات متعددة عن مدى شرعية هذه اللجنة وهل تم تعيينها بمرسوم ؟؟؟ إضافة لتهافت مسؤولي اللجنة على تضخيم الألقاب مع أن العمل في اكسبو يجب أن يكون في معظم حالاته تطوعيا والعمل الطوعي لايليق باللهث وراء الألقاب والمسميات التي يفصّلها كل فرد على ما يتخيله لنفسه من مقاس وما بضيفه لشخصيته من ماكينة ، وذلك من غير إدراك بأن العالم الذي يحتضنه معنا إكسبو في مكان واحد ، فيه الخبراء الذين يقارنون بين السن والتحصيل الاكاديمي والمهارات واللقب ، وهي ضمن المقاييس التي يتم استخدامها في تقيم مختلف الأجنحة ، وهو تقييم علمي ينعكس على المصداقية ومدى تعامل الآخرين مع دولة الجناح ، فليس من المعقول على سبيل المثال أن نخلع على صبي في الخامسة عشر من عمره لقب عقيد أو فريق ركن أومشير أوغير ذلك من الألقاب التي لايقبلها العقل في الشخص مقارنة بالسن . ولم بطرح المتحدثون عن إكسبو أية برامج أو أفكار أو حتى رؤية واضحة يمكن الاستناد عليها في الشكل القادم لجناحنا الذي يجب أن يكون على قدر اسم الوطن ومواطنه بل تم طرح مانشيتات روتينية ، ولم يتم تحديد مساحات الجالية السودانية التي يقع الحدث ضمن جغرافيتها ومسؤليتها وارتباطاتها العلائقية والتاريخية المختلفة ، ولم يتم تحديد طرق وكيفية المشاركة ، فإكسبو مساحة لكل السودانيين وكل ماهو سوداني ، وخوفنا الحقيقي من أن نتحسر جميعا حينما يصدمنا جناحنا عند الافتتاح ويجد كل سوداني نفسه في جناح بلاده غريب الوجه واليد واللسان . وقد بلغت ونواصل