جدل ليس بالقليل أثارته حادثة رفض اللاعب السوداني محمد عبد الرسول، خوض مباراته في الجودو ضد الإسرائيلي طوهر بوطبول في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالية بالعاصمة اليابانية طوكيو. الحادثة إن لم تكن الأولى اتجاه لاعب إسرائيلي في أولمبياد طوكيو- ولكنها أخذت حيزاً من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي في السودان ما بين مؤيد لخطوة عبد الرسول ومستهجن لها باعتبارها خلطاً لمواقف سياسية ليس مكانها ساحة التنافس الرياضي. وكانت الحكومة السودانية أعلنت منذ عام تطبيع علاقاتها السياسية مع اسرائيل ووقعت على اتفاقية (أبرهام) التي تنهي حالة العداء بين البلدين التي استمرت لعقود منذ إنشاء الدولة الإسرائيلية. تطبيع سمحت بموجبه الحكومة السودانية للطيران الاسرائيلي عبور الأجواء السودانية، كما شهد مطار الخرطوم الدولي خلال الفترة الماضية هبوط طائرات لعدد من المسئوليين الأمنيين الإسرائيلين في الخرطوم. وربط متابعون الحادثة بمنع السلطات السودانية لرئيس اللجنة الأولمبية هاشم هارون المنتمي للنظام البائد من السفر إلى طوكيو وانسحاب اللاعب واستشهدوا باحتفاء أنصار النظام البائد بالحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأشاروا إلى وجود شبهات بأن العملية مدبرة، خاصة وأن اللاعب عبد الرسول والبعثة الإدارية للجنة الأولمبية على معرفة تامة بمشاركة لاعبين من إسرائيل في الأولمبياد. توضيح اللجنة الأولمبية أوضحت اللجنة الأولمبية المزيد من التفاصيل حول ملابسات انسحاب بطل الجودو السوداني عبر بيان جاء فيه .. حرصت اللجنة الأولمبية السودانية فور علمها بعدم مشاركة لاعب الجودو السوداني محمد عبداللطيف في مباراته المعلنة أمام اللاعب الجزائري فتحي نورين يوم الإثنين 26 يوليو 2021م على تقصي الأمر ومعرفة أسبابه، حيث ذكر اللاعب أنه أكمل كافة استعداداته لخوض المباراة إلاّ أنه تعرض لإصابة في ظهره منعته من الظهور في المباراة المعلنة. وهو الأمر الذي تم تداوله في بعض وسائل الإعلام على أنه ربما يكون تفادياً لملاقاة اللاعب الإسرائيلي الذي كان ينتظر مقابلة الفائز من مباراة السودان والجزائر. ولمزيد من الاطمئنان على سلامة اللاعب تم عرضه على الطبيب المختص بالقرية الأولمبية والذي أجرى الفحوصات اللازمة وأكد على واقعة تعرض اللاعب لتمزق في الأربطة القطنية أسفل الظهر، حيث وجه في تقريره بضرورة توقف اللاعب عن التنافس والتدريبات لمدة سبعة أيام على أن يعاود ذلك تدريجياً، كما بدأ معه جلسات علاجية يومية لإعادة التأهيل. من جانبها حرصت اللجنة الأولمبية السودانية على تمليك هذه الحقائق للاتحاد الدولي للجودو، وأرسلت له كافة المستندات الطبية المؤيدة لذلك وتقرير الطبيب المختص بالقرية الأولمبية. وتود اللجنة الأولمبية السودانية أن تؤكد على عدم صحة مايشاع بأنه تم فرض غرامة مالية عليها جراء عدم مشاركة لاعب السودان في مباراته، وأنها على تواصل دائم مع اللجنة الأولمبية الدولية. وعلى الرغم من أنه في مثل هذه الحالات قد تكون لبعض اللاعبين مواقفهم الخاصة، غير أن اللجنة الأولمبية السودانية لا يمكن أن تسمح لأي من منسوبيها بتقويض الميثاق الأولمبي، وتؤكد التزامها بالمبادئ الأساسية للحركة الأولمبية التي تؤكد على أن الرياضة تجمع بين البشر ولا تميز بينهم، وهو الأمر الذي يجسده الآن تماذج جميع الرياضيين باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وأجناسهم داخل القرية الأولمبية في رسالة لكل العالم عن معنى التعايش والمحبة والسلام. وقال المدرب علاء الدين أكو ل (الراكوبة) : من حق أي لاعب أن يكون له مواقف سياسية من القضايا التي تخص بلده أو في الجوار أو في العالم، غير أنه من المستحسن التعبير عن هذه الآراء في فضاءات أخرى غير الملاعب التي تحكمها قوانين خاصة تنظم اللعب فيها ويُفترض احترامها. وأشار إلى أن اللجنة الأولمبية تعتبر هذه المواقف عنصرية وتقوم بمعاقبة اللاعبين. ولفت إلى اللجنة الأولمبية السودانية على معرفة تامة بالرياضيين المشاركين في الأولمبياد بجانب برنامج دورة الألعاب كاملاً وبالتالي ليس هناك مفاجأة حتى يتم الانسحاب، وأكد "أكو" على ضرورة التدقيق في اختيار نجوم الألعاب الرياضية وابعاد أصحاب الأفكار المتطرفة من البطولات الدولية. مشيراً إلى أن اللاعبين الذين يعبرون عن مواقفهم السياسية في الملاعب الرياضية لن يستمروا كثيراً. رد حاسم من الأولمبية الدولية من جهتها أعربت اللجنة الأولمبية الدولية، عن انزعاجها من انسحاب بطل الجودو السوداني محمد عبد الرسول بأولمبياد طوكيو 2020 لتجنب ملاقاة لاعب إسرائيلي. وقال جيمس ماكليود، المسؤول البارز باللجنة الأولمبية الدولية، في تصريحات صحافية إن اللجنة ستتخذ إجراء حال حدوث انتهاك صارخ للميثاق الأولمبي. وأشار ماكليود :" سنحقق في أي شيء يرفع إلينا ونعمل مع اللجان الأولمبية الوطنية والاتحادات الدولية في كل حالة على حدة. وختم بالقول :" اللجنة الأولمبية الدولية واضحة جداً في أن عدم التمييز والاستقلالية هي الأشياء التي لن نتوانى عنها. وقائع متكررة ويرفع الرياضيون العرب شعار "الانسحاب" دائماً في حال إن أوقعتهم القرعة في الأولمبياد والبطولات الدولية في مواجهة لاعبين إسرائليين، حيث يجدون في الأمر تطبيع مع "العدو الصهيوني"، إلا أن النهاية تكون دائما العقوبة والاتهام بالعنصرية، من قبل اللجان المنظمة للدورات الأولمبية والبطولات العالمية. وتكرر الوقائع في كل البطولات تقريباً دون أن تشكل العقوبة هاجساً لدى الكثيرين. إفلاس التطبيع واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن ظاهرة مقاطعة اللاعبين العرب، ورفضهم مواجهة لاعبين إسرائيليين في أولمبياد طوكيو، مؤشر على إفلاس التطبيع مع الدول العربية. وذكرت الصحيفة أن "عالم الرياضة الإسرائيلي لم يدخل في صدمة تامة عندما أعلن اللاعب الجزائري فتحي نورين أنه لن يتنافس ضد اللاعب الإسرائيلي توهار بوتبول في مباراة الجودو ضمن ألعاب أولمبياد طوكيو. ولفتت أيضا إلى انسحاب لاعب الجودو السوداني محمد عبد الرسول، ورفضه مقابلة اللاعب الإسرائيلي. ورأت في خطوة اللاعب السوداني "إفلاسا" في التطبيع مع السودان، مؤكدة أن كل علاقات التطبيع الباردة هذه سبق أن أثبتت في الماضي أنها لا يمكنها أن تغير الواقع. تعليق وزير الشباب والرياضة تطرق وزير الشباب والرياضة السوداني، الدكتور يوسف آدم الضي إلى انسحاب بطل الجودو السوداني محمد عبدالرسول من مواجهة اللاعب الإسرائيلي وقال: وفد اللجنة الأولمبية أوضح أن اللاعب كان جاهزاً للمشاركة في الأولمبياد وقادر على مقارعة منافسيه غير أنه تعرض لإصابة إبان التدريبات وتم إخضاعه لفحوصات في المستشفى الأولمبي حيث أشارت تقديرات الأطباء لضرورة خضوعه إلى راحة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام وبالتالي لم يكن بالإمكان خوض النزال من الناحية البدنية والفنية بحسب توضيح اللجنة الأولمبية.