الفاو: محاسن أحمد عبد الله مشهد حطام منزلها وهو مغمورا وسط مياه السيول والامطار التي اجتاحت مدينة الفاو أشبه بالمشاهد السينمائية المؤثرة والحزينة، لم يتبقى منه سوى أطلال و"كرنك" تم تشييده مؤخرا للاحتماء بداخله. لم تكن كارثة السيول والأمطار التي اجتاحت قرى وأحياء مدينة الفاو أمرا عاديا يتم نسيانه بمجرد الانتهاء من مطالعة الخبر، بل كان حجم المأساة أكبر وأعمق بعد أن جرفت السيول أغلب المنازل والاحياء فأصبحوا الأغلبية في العراء لاحول لهم ولا قوة، يفتقدون الغذاء والدواء والمأوى والكساء. من بين ضحايا تلك السيول سيدة مسنة تدعى فاطمة داؤد تقطن في إحدى احياء الفاو والتي أحاطت مياه السيول والامطار بمنزلها إحاطة السوار بالمعصم، وقضت على غرف المعيشة وإنهار جميع ما في المنزل ولم يبقي سوي السور الذي تم تشييده من (القش) لتغادر ابنتها وأحفادها للخروج من تلك الأنقاض. فيما رفضت المسنة المغادرة وفضلت البقاء في المنزل وقامت بتشييد (كرنك) تحتمي بداخله. "الراكوبة" قصدت تلك السيدة ضمن وفد من قروب "مدينة الفاو تناديكم" الذي جمع عدد أبناء قبيلة (المبا) من بقاع السودان المختلفة الذين تفقدوا المتضررين وقدموا لهم الدعم. التقينا بالحاجة فاطمة داخل المياه التي أحاطت بمنزلها وتحدثت الينا قائلة :(عندما اجتاحت السيول منزلي كنت قد ذهبت الخرطوم لحضور مناسبة فوجدت السيل جرف منزلي وأصبحنا أولادي وأحفادي في العراء لم نجد أي دعم أو مساعدة من جهة حتى الآن، نسمع بها فقط. واصلت فاطمة: "فضلت البقاء في مكاني بعد ان شيدت كرنك صغير فهو افضل لي من البقاء طرف الترعة أو تحت الجبل لأن المكان هناك ملئ بالحشرات والعقارب التي أتت بها السيول، نحن في انتظار الدعم المناسب والله كريم علينا".