قال ياسر عرمان المستشار السياسي لرئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، ان القوات المسلحة ليست جناحا عسكريا للفلول، وانما ملك لكل الشعب السوداني. واضاف عرمان في حوار مع برنامج البناء الوطني بتلفزيون السودان امس انه وافق على تولي وظيفة المستشار السياسي لرئيس الوزراء رغم انه رفض مواقع اخرى ربما تكون اكثر اهمية من الناحية التنفيذية والسلطات المرتبطة بها، ولكن قبل العمل مع رئيس الوزراء لخدمة القضايا التي ناضل لاجلها لاكثر من ثلاثين عاما، وذلك بعد حوار بدأ منذ 17 فبراير واستمر لحوالي ستة اشهر. وقال انه اتفق ورئيس الوزراء على ست قضايا واولويات رئيسة، اولها ان الحكومة الحالية حظيت بدعم شعبي لم تحظ به حكومة سودانية منذ 1956، ولكن بدأ هذا الزخم يتراجع مع مصاعب الانتقال والاولوية الآن تعزيز هذا الدعم الشعبي واعادة ربط الحكومة عضويا بالشارع، اضافة الى تنفيذ اتفاقية السلام، وبناء جبهة سياسية قوية من قوى الثورة والتغيير، وترسيخ النوايا الحسنة للمجتمع الدولي وتعزيز دعمه للتحول المدني الديمقراطي ودولة المواطنة بلا تمييز. وفيما يتعلق بالاصلاح الامني العسكري، قال عرمان: ان قضايا الدعم السريع قضايا مركبة ومعقدة، لديه مطامح ومصالح ومخاوف، اما المطامح فمكانها الانتخابات الحرة والنزيهة، والمصالح والمخاوف تجب مخاطبتها، ولكن لا مستقبل للدعم السريع كجيش لوحده، ويجب ان يندمج في القوات المسلحة مثله مثل حركات الكفاح المسلح. واضاف: ان القوات المسلحة التي نريدها قوات مهنية تقبل التنوع، وبعقيدة عسكرية جديدة تحمي الوطن، وهي على عكس ما يدعي الفلول ليست جناحا عسكريا لهم، هي ملك للشعب السوداني قاومت مخططات الفلول وهزمتهم، امتدادا لارثها النضالي منذ 1924 وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم، ونحن نقف معها بالكامل، ولم نكن لنصل لاتفاق السلام بدون تعاون القوات المسلحة والدعم السريع، ويجب ان نعمل معا لاصلاح القطاع الامني والعسكري، ونصل في النهاية لتسليم السلطة للشعب عبر الانتخابات وتحول مدني ديمقراطي ومواطنة بلا تمييز، واما قضايا الفلول فليس لها موقع. واضاف عرمان: ان شرق السودان من اكثر المناطق تهميشا في السودان وان البجا لديهم قضايا حقيقية، ومن واجب الدولة مخاطبة القضايا الحقيقية بالشرق والا تسمح لفلول النظام البائد باغراق الثورة بصراعات قبلية ودفن احلام الثورة والثوار. واضاف عرمان عن وجود تناقضات ومصالح مصطرعة في الشرق، وقال انها تتطلب تحرك الحكومة وقوى المجتمع المدني، ومخاطبة القضايا الحقيقية. وشدد عرمان، على اهمية التفريق بين رغبات واحلام الفلول والقضايا الحقيقية لاهل الشرق، مضيفا: "اهل شرق السودان يبحثون عن احلامهم لا احلام المؤتمر الوطني". ونبّه عرمان لاهمية التفريق في الصراعات القبلية بين القضايا الحقيقية وما احدثه النظام البائد من تناحرات اثنية تطبيقاً لسياسة " فرق تسد". الديمقراطي الوسوم