استمر نزوح المزارعين إلى معسكر زمزم، جنوب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، لليوم الثاني توالياً، وذلك عقب هجوم نفذته مليشيات مسلحة تمتطي (جمالاً) ودراجات نارية على منطقة (قلاب)، (الأحد) الماضي. وكانت تلك المليشيات قد هاجمت قرى منطقة (قلاب)، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً جنوب غربي الفاشر، وتتبع لمحلية طويلة وحدة إدارية تابت بولاية شمال دارفور. وقُتل في الهجوم المزارع، حامد محمد طربوش، الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، وأُصيب 12 آخرون تم نقلهم إلى مستشفى الفاشر وطويلة، بجانب تسجيل العديد من حالات الاغتصاب وسط المزارعات. وبالتزامن مع الهجوم على منطقة (قلاب)، تُوفي في مستشفى الفاشر، الطالب بجامعة الفاشر صديق عابدين علي، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، متأثراً بإصابته جراء إطلاق النار عليه بواسطة مسلحين مجهولين، يقودون سيارة دفع رباعي داخل معسكر زمزم للنازحين. فيما سيّر أهالي منطقة (قلاب) موكباً احتجاجياً من مستشفى الفاشر إلى أمانة الحكومة، حيث حملوا جنازة القتيل طربوش. وخاطب المحتجين والي شمال دارفور، نمر عبدالرحمن، الذي ترحّم على روح القتيل ووعد بتقديم الجناة للعدالة، وذكر أن لجنة أمن الولاية دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية من القوات المشتركة، لحماية المزارعين وتأمين الموسم الزراعي. وأشار الوالي إلى أنه بصدد تكوين لجنة من كل الإدارات الأهلية بالمنطقة، لحل كل الخلافات المتعلقة بالأراضي، وأشار إلى أن أصول المشكلة تعود إلى العام 2016، وأنه يجب أولاً معالجة المشكلات الاجتماعية في المنطقة، التي وعد بزيارتها خلال الأيام المُقبلة. وذكر عمدة المنطقة، الشيخ بحر سام، ل(الحداثة)، أن المليشيات المسلحة تستهدف كل المنطقة، وأنها اعتدت على المزارعين، فيما طالب حكومة الولاية بفك الحصار عن القرى التي لا تزال المليشيات تمنع المزارعين من الخروج أو الدخول إليها حتى اللحظة. الحداثة