يعد صادر الماشية الحية أكبر مكون ضمن صادر المنتجات الزراعية.، ومعظم صادر البلاد يتكون من المحاصيل الزراعية والماشية الحية ... ومع عجز الميزان التجاري فإن إرجاع باخرة تحمل (8) آلاف رأس يعد أمراً مقلقاً وذا تأثير كبير خصوصاً في بلد يعاني من أزمات اقتصادية متداخلة ذات تأثير كبير على حياة الناس. "إرجاع باخرة ليس مقلقاً" أرجعت المملكة العربية السعودية الباخرة (مبروكة -10) والتي تحمل على متنها 8 آلاف رأس من الماشية. أوقفت السعودية استيراد الماشية الحية من السودان في اكتوبر 2019 نتيجة الاشتباه في مرض حمى الوادي المتصدع. وطالبت المملكة العربية السعودية بأن تكون مناعة الصادر ما بين 60% و80% وأن تكون 30% عند وصولها الأراضي السعودية، وعادت حركة شحن البواخر المحملة بالماشية الحية منذ شهر مارس الحالي دون إرجاع أي باخرة. كشف وزير الثروة الحيوانية حافظ إبراهيم، عن أن الحكومة شرعت في فتح أسواق أخرى جديدة لصادر الماشية، وأعلن أن العمل جارٍ حالياً لافتتاح مسالخ حديثة وضخمة قريباً؛ لتفعيل تصدير منتجات اللحوم غير الحيَّة. وأوضح الوزير في تصريح ل (اليوم التالي) أن إرجاع باخرة الماشية أمس الأول من السلطات السعودية تم بسبب الاشتباه في (خروفين) بالحمى القلاعية عبر فحص مجهري؛ أكد أنه لم يكن ضمن البروتكول الموقع مع السعودية وقال : " كان يجب أن تعدم هذه الخراف كتصرف طبيعي، وتم تفعيل هذا البروتكول من السعودية دون إخطارنا، وكان يجب أن يتم إخطارنا بنتائج هذا الفحص قبل إعادة الشُحنة" . وأكد الوزير أنه خلال الفترة السابقة لم يتم إرجاع أي شحنة من السعودية بسبب إجراءات تمت في الوزارة رفعت المناعة إلى نسبة تفوق( 67%) في ما يتعلق بحمى الوادي المتصدع وهي نسبة تجاوزت المعايير التي يتم بها الفحص في السعودية. وأوضح الوزير أنهم حققوا في الربع الأول من العام الحالي عائد صادر بلغ (300) مليون دولار وتم مضاعفة عدد صادر اللحوم من (4) آلاف طن إلى (16) ألف طن. قال مدير إدارة المحاجر بوزارة الثروة الحيوانية د. محمد يوسف ل "اليوم التالي " إنها أول بادرة في تاريخ الثروة الحيوانية ترجع باخرة بسبب الحمى القلاعية، وأضاف :" الحمى القلاعية تصيب الأبقار وليس الضأن" مشيراً إلى انه لم تظهر أي حالة حمى قلاعية للضأن في السودان، وأكد أن الضأن الصادر ظل لمدة شهر تحت إشراف بيطري دون أن تظهر فيه أي حالة، مبيناً أن ما حدث هناك هو ظهور أجسام مناعية لعدد(2) من الضأن وليس حالة مرضية. وقال إن اللجان الفنية بين السودان والسعودية ستعمل على حل المشكلة وأكد أن المرض ليس خطيراً ولا يصيب الإنسان. " صادر استثنائي " وقال إن صادر السودان من الماشية يعد بحالة ممتازة جداً، وأكد أن القطيع السوداني لا يوجد به مرض حمى قلاعية. ووصف عمليات صادر الماشية الحية خلال الأشهر الماضية وموسم الهدي بأنه استثنائي، وقال خلال 28 يوماً من صادر الهدي صدرنا أكثر من (800) ألف رأس بينما خلال الفترة من شهر فبراير وحتى الآن صدر السودان قرابة مليون ونصف المليون رأس من الماشية (1.450) رأس . وفي بلد تعداده أكثر من (110) ملايين رأس من الماشية، فإن صادر الماشية الحية مهم لاقتصاد يعاني من أزمة حادة ومتداخلة. وصادر الماشية الحية مهم ولا يمكن وقفه لتأثيره على المراعي مما يؤدي إلى الضغط على المراعي في حال إيقاف الصادر. ولأجل ذلك يتطلب الأمر مراجعة وتدقيق ومراقبة القطيع القومي. "مشكلات متداخلة" قال بروفسور ياسر يوسف عليان إن مشكلات الثروة الحيوانية متداخلة، مشيراً إلى أنه ناتج من ممارسات خاطئة من الجهات المسؤولة بالمحاجر، وأضاف : " لابد من العمل بجدية " مشيراً إلى ضعف المتابعة وهو ما أدى إلى المشكلات التي ظهرت الآن. ودعا عليان وهو استشاري إرشاد واقتصاديات الثروة الحيوانية إلى إصلاح المنظومة عبر المراجعة والمتابعة والمراقبة والمحاسبة، مشيراً إلى لجان شكلت منذ زمن للتحقيق في عودة البواخر من قبل؛ دون ظهور نتائجها إلى الآن. وقال عليان إن الأمر يحتاج إلى التدقيق والمراجعة والمتابعة والمحاسبة، ودعا للتعامل مع الأمور عبر المعايير المهنية المعروفة عالمياً وإقليميا واتباع قوانين ولوائح منظمة صحة الحيوان. وقال إن عودة الباخرة تعني عودة مسلسل الرجوع من جديد، مشيراً إلى ثقته في الأطباء البيطريين الذين يعملون بمهنية عالية. وقال إن العمل بجدية وفق منظومة متكاملة من "الخلاء" إلى " الباخرة" وعبر سلسلة متواصلة من العمل كفيلة بحل المعضلة. "إهمال متعمد " أم " حادث عرضي" وفي بلد يعاني من أزمات اقتصادية متداخلة تقوض النمو والاستقرار الاقتصادي؛ فإن الحاجة للصادر لجلب عملات صعبة يعد أمراً مهماً وحيوياً، ويغلب على الميزان التجاري ارتفاع المستوردات على الصادرات؛ بيد أن صادر الماشية الحية يعد ضرورياً لتقليص عجز ذلك الميزان. وقال صالح صلاح رئيس شعبة الماشية باتحاد الغرف التجارية؛ إنه شيء مؤسف أن يتم إرجاع باخرة بسبب الحمى القلاعية، وأضاف:" إنه ليس شرطاً متفقاً عليه في البروتوكول بين السودان والسعودية" مشيراً إلى أنهم صدموا من ذلك؛ بعد الجهد الكبير الذي بذلته وزارة الثروة الحيوانية والمصدرين في الالتزام بكل ماتم الاتفاق عليه في البروتوكول الأخير . قال خالد علي محمد خير؛ مقرر شعبة الماشية باتحاد الغرف التجارية: إن الباخرة التي أعيدت أمس الأول تعد الباخرة رقم (43) منذ بدء الصادر في الأول من ابريل 2020. وأرجع أسباب إرجاع بواخر صادر الماشية الحية إلى أنها :" إشكاليات دولة " مشيراً إلى معاناة قطاع الثروة الحيوانية من الإهمال المتعمد على المستويات كافة. ووصف قطاع الثروة الحيوانية بأنه رافد أساسي لخزينة الدولة بعائدات النقد الأجنبي، وقال إن الدولة تنظر لوزارة الثروة الحيوانية على أنها وزارة محاصصات وإرضاءات مشيراً إلى أنه طيلة ال(30) عاماً الماضية دمر هذا القطاع في كافة مستوياته، بدءاً من مؤسسة تسويق الماشية التي حل محلها بنك الثروة الحيوانية إلى تدمير المحاجر والمسالخ والطرق واسطول نقل الماشية ومحطات متابعة قطعان الماشية، ووصف ما يحدث الآن بأنه نتاج طبيعي من إهمال لهذا القطاع من قبل الدولة، وأضاف :" لايزال القطاع يتحمل عقوق الدولة " مشيرًا إلى أن هذا الإهمال تسبب في ضياع عائدات الصادر وعدم مكافحة الأمراض وتهريب للثروة الحيوانية. وقال إن ما يحدث بسبب عدم التخصص؛ بجانب عدم تنفيذ الاشتراطات الصحية البيطرية المطلوبة من الدول الموردة. اليوم التالي