في خطوة وصفها المهتمون بأنها في الاتجاه الصحيح، عبر شراكات مع القطاع الخاص، اقدمت وزارة الثورة الحيوانية عبر ادارة المحاجر على افتتاح محجر (بشير عشي) الدولي للصادرات، بتكلفة مليون دولار، يستهدف اكثر من 100 الف رأس من صادر الضأن والابل. أول مرة.. القطاع الخاص يتشجع محجر "بشير عشي الدولي للصادرات"، يعد اول محجر مملوك للقطاع الخاص ، تحت إشراف الإدارة العامة للمحاجر بوزارة الثروة الحيوانية، بمواصفات عالمية حديثة، وتنفيذ الاجراءات الفنية للتحقين والتحجير للحيوان.. وبحسب التفاصيل فإن المحجر يستهدف الصادر بسعة 100 الف رأس ، ويحتوي على 33 حظيرة للحجر الصحي، بجانب اربع حظائر للعزل، وعيادة وصيدلية ومعمل، فضلا عن توفير كل احتياجات المأكل والمشرب للحيوان ، اضافة الى ادخال نظام المحرقة في المحاجر ، لأول مرة بالبلاد في معالجة( النفايات والنفوق). وكشفت متابعات(السوداني) الى أن المحجر مشييد بسياج كامل منعا للتداخل، ومراقب بأجهزة لمتابعة حرمة الحيوانات، كما تتوفر كل خدمات المياه والكهرباء والأعلاف عبر محطات مياه، فضلا عن وجود نظام لعمليات النظافة واجهزة الرش ومعدات التعقيم، الى جانب مزلقان لتعقيم السيارات عند مدخل المحجر، ثم مساطب لتحميل والتنزيل للحيوان ، وايضا اسطول نقل داخلي وخارجي، كذلك لوجود إنشاءات وحظائر تحقين وتحجير صادر الابل ، اضافة الى مكاتب ادارية وسكن للعاملين. ويذكر ان محجر " بشير عشي" الدولي للصادرات ، يقع في مدينة بارا بولاية شمال كردفان ، على مساحة 100 فدان، في طريق الصادرات بارا امدرمان. تطور مهم في سياق اعادة الهيكلة وتأتي الخطوة في سياق ما قررته الحكومة الانتقالية منتصف يناير من العام الماضي بالشروع في عمليات إعادة هيكلة وتطوير واسعة في قطاع الثروة الحيوانية، بهدف رفع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 بالمئة، إلى 25 بالمئة خلال السنوات المقبلة وتعزيز صادراته إلى الدول العربية لدعم الأمن الغذائي العربي. ويستحوذ السودان على نحو 30 بالمئة من الثروة الحيوانية في العالم العربي، إذ يقدر عدد ما يمتلكه من الماشية بنحو 109 ملايين رأس. وقتها أكد مسؤولون حكوميون أن البدء في إجراءات إسعافية سريعة تتضمن تشديد الإجراءات في المحاجر ومعالجة كافة جوانب القصور بما يضمن جودة وسلامة صادرات اللحوم السودانية، ويعزز من تنافسيتها في الأسواق الخارجية. وتؤكد منظمة العربية للتنمية الزراعية قدرة قطاع الثروة الحيوانية في السودان على سد فجوة اللحوم الحمراء في الدول العربية إذا ما اتخذت إجراءات محكمة لرفع كفاءة الإنتاج. وتشير المنظمة إلى وجود عدد من المشكلات التي تواجه القطاع أهمها تدني إنتاجية الوحدة الحيوانية وضعف بنيات التصدير وضعف القيمة المضافة المتوقعة من سلسلة إمداد المنتجات الحيوانية. الاستثمار في القطاع.. شمال كردفان في المشهد والي ولاية شمال كردفان، خالد مصطفى، أعلن جاهزية الولاية لتقديم التسهيلات للاستثمار واستغلال الفرص، ورهن الخروج من (عنق الزجاجة) بزيادة الإنتاج افقيا ورأسيا، وقال لدى افتتاح محجر (بشير عشي الدولي للصادرات) ان الولاية جاهزة، موجها بالتوسع والاستثمار في مسالخ الذبيح، كاشفا عن تلقي الولاية طلبا لقيام محجر آخر بالولاية، واضاف: سيتم إنجازه خلال شهر، معلنا عن استعداد الولاية لتصدير (اللحوم المذبوحة والمبردة). وأعلن مصطفى، عن فتح أسواق للمواشي والابل بمحلية بارا، واضاف: التزام حكومة الولاية بتذليل كل العقبات، امام الاستثمار، وتقديم التسهيلات للقطاع الخاص، واعتبر انجاز المحجر يمثل( اضافة حقيقية) للاقتصاد السوداني، منوها الى ترتيبات مع شركة زادنا الغذائية لافتتاح مزرعة دواجن خلال شهر مارس القادم، يستهدف السوق المحلي والصادر، لمنتجات الفراخ اللاحم بجانب (البيض البدرة). المواصفات والجودة.. حتى لا يخسر السودان وزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم عبدالنبي، ربما استعاد ذهنه البواخر العائدة بثروة السودان من الدول الرافضة لدخولها، ودعا لضرورة الالتزام بالمواصفات والجودة والمعايير العالمية دون مجاملة، مؤكدا على دعم المحاجر وتذليل كل العقبات امام الصادر وتشجيع القطاع الخاص على زيادة الصادرات، متعهدا بتطوير كافة المحاجر. واكد الوزير على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لدوره في تنمية الثروة الحيوانية، مقرا بوجود امراض الحيوان، مطالبا الالتزام بكافة متطلبات الجودة وفقا للمواصفات العالمية لمعالجتها لضمان تطوير الصناعات التحويلية ووضع الرؤى والاستراتيجيات لدعم الصادر لضمان الأمن الغذائي المحلي والعالمي، ملتزما بمعالجة القصور بما يضمن انسياب الصادرات السودانية، داعيا الى أهمية خلق شركات دولية مع القطاع الخاص وتطوير كافة المحاجر. وشهد قطاع صادر لماشية هزة كبيرة على خلفية إعادة السلطات السعودية منتصف الشهر الجاري للباخرة المبركوة 10 تحتي شحنة صادر ضأن بحوالي (5155) رأس، الامر الذي أثار الجدل لجهة ما تواجهه صادرات الماشية السودانية اشكالات تتعلق بنقص المناعة للحيوان ما أفقد السودان ملايين الدولارات جراء إعادة عشرات البواخر. وحظرت السلطات السعودية في أكتوبر من العام الماضي صادر الماشية مؤقتا من السودان بسبب ظهور مرض حمى الوادي المتصدع في شمال البلاد. وفي يناير الماضي أبلغت السلطات السعودية السودان باستئناف صادر الماشية الحية إلى المملكة بعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر. فتح الطريق لكافة انشطة القطاع مالك المحجر الجديد بشير عشي، أعلن افتتاح المحجر رسميا، وتطلع لمساهمة المحجر في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، داعما لقطاعات الثروة الحيوانية من المربين والمنتجين والمصدرين وكل (الانشطة والمهن) المرتبطة بالقطاع ، وقال ان انشاء المحجر برأس مال خاص وخبرات سودانية، خطوة لنقل مجال التربية من التقليدية الى الحديثة، كذلك اقامة منطقة خالية من الأمراض واعتمادها عالميا، مبينا ان المحجر يوفر كل الخدمات البيطرية لحيوان الصادر، وفق المواصفات العالمية، ويستهدف صادر 100 الف رأس من الضأن والابل، مؤكدا الالتزام بكل موجهات وزارة الثروة الحيوانية، منوها الى ان المحجر يعود (بالنفع) على ولاية شمال كردفان، ومحلية بارا بتوفير فرص العمل وإحداث حراك في كل الانشطة التجارية، مشيرا الى ان قيام المحجر (يفتح الطريق) امام القطاع الخاص للمضي وانشاء محاجر أخرى في مناطق الصادر المختلفة، دعما للبنيات التحتية لصادر الثروة الحيوانية. مبادرة في توقيت صعب.. هزيمة هواجس المصدرين وعلى عكس النغمة السائدة طيلة الفترة الماضية بالشكوى الدائمة لمصدري الماشية حول خسائرهم المتلاحقة نتيجة ايقاف الصادر أو اعادة الشحنات، الا أن افتتاح المحجر الجديد ساهم في انطلاق مبادرة تشجيعية ، توقع الكثيرون ان يكون لها ما بعدها.. وشهد العام 2020م صعوبات كثيفة لقطاع الثروة الحيوانية أدت إلى تراجع التصدير، حيث اصطدمت عمليات الصادر بحسب (الاناضول) بعدد من المشاكل من بينها تفشي وباء حمى الوادي المتصدع في مناطق الإنتاج في الشهور الأولى من العام، وظهور حميات مجهولة خلال أكتوبر ونوفمبر 2020م.. حيث أعلنت الحكومة السودانية في أكتوبر 2019، ظهور مرض حمى الوادي المتصدع التي أدت إلى نفوق أعداد من الحيوانات، ليكون جملة الصادر في القطاع خلال العام الماضي اي حتى ديسمبر منه، حوالي 2.300 مليون رأس من الماشية بجانب تصدير 10 آلاف طن من اللحوم"، مقارنة مع متوسط 7 ملايين رأس في السنوات السابقة. حاليا وخلال الاحتفال بافتتاح المحجر الجديد طالب مصدرو الماشية، بوضع برنامج وطني للامراض الموسمية، ودعم قطاع المحاجر، فضلا عن أهمية فتح أسواق للصادر في كل الولايات، واعلن ممثل المصدرين صالح صلاح عن دعم المشروعات التي ترتقي بالقطاع، وتوفير (5) ملايين دولار حال استغلال القطاع جيدا، داعيا الى مبادرة من أجل القفز إلى الأسواق الاقليمية القريبة، مؤكدا بأنه يتم استهداف السوق السعودي وزاد (نحن للسعودية مزرعة طبيعية ) على حد تعبيره. وذكر ان السودان لم يصل إلى الحد الأدنى من الاستفادة من صادر الثروة الحيوانية، مقارنة من حجم الثروة البالغ (130) مليون رأس. وأقر بمشاكل تواجه القطاع. تبرز في الامراض ونفوق نسب كبيرة من القطيع تفوق النسبة العالمية التي تتراوح بين 3_5%, بالاضافة الى النقل لتسهيل عملية التسويق الى المربي والمنتج، واعتبر محجر عشي، حدث (تاريخي وحلما) تحقق واصفا الخطوة ب(الشجاعة) والتي تهدف للارتقاء بصادر الثروة الحيوانية دعم واسناد.. الحاضنة السياسية تتجاوز السياسة وفي المقابل، شدد ممثل قوى الحرية والتغيير، محمد حامد، على دعم الحاضن السياسي، الرأس المالية الوطنية (المفقودة) في بناء البلاد ، وليس (الطفيلية)، وقال ان الحاضن السياسي (يتبنى) قيام مثل هذه المشاريع، وزاد ولاية شمال كردفان تعد (سلة غذاء السودان) بمواردها المتعددة ،حال وجدت المساندة، لانها تتميز باستقرار وخلوها من الصراعات والنزاعات ، بجانب السوق والمرعى، داعيا لتقديم دعم حقيقي لقطاع الثروة، لانها الداعم الاساسي للاقتصاد.