تراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي التي طوقت فلول قوات معمر القذافي في اثنين من احياء سرت، نحو كيلومترين الخميس تحت نيران كثيفة، فيما تراجع قادة النظام الجديد عن اعلانهم القبض عن المعتصم نجل معمر القذافي. وانسحبت قوات المجلس الوطني التي كانت تامل في القضاء على اخر جيوب المقاومة في حيين سكنيين شمال غرب المدينة، لمسافة كيلومترين تقريبا الى مقر الشرطة الذي سيطروا عليه الثلاثاء، حسب مراسل فرانس برس. وقال المقاتل حميد ناجي من قوات المجلس "اضطررنا الى الانسحاب نحو المقر العام للشرطة (قرب الساحة الوسطى في المدينة) وسنستخدم المدفعية الثقيلة لضرب قوات القذافي". وقبل الانسحاب قال قائد ميداني لوكالة فرانس برس ان قواته تحاول تجنب استخدام نيران المدفعية الثقيلة لقصف حي الدولار و"الحي رقم 2" السكنيين لتجنب ايقاع قتلى بين المدنيين. وصرح يحيى المغصبي احد القياديين في قوات المجلس الوطني الانتقالي لفرانس برس ان "المعارك تدور خصوصا في هذين الحيين". واضاف "نتوقع ان امامنا ثلاثة ايام قبل القبض عليهم". واوضح "لا نهاجم بشراسة في هذين الحيين لان عائلات لا تزال عالقة هناك". وتعتبر مدينة سرت هدفا رئيسيا للقادة الليبيين الجدد الذين قالوا انهم لن يعلنوا تحرير البلاد ويبدأوا الفترة الانتقالية لانتخاب حكومة قبل سقوط المدينة. وبدأت قوات النظام الجديد حصارها لسرت في 15 ايلول/سبتمبر قبل ما وصفوه بانه "الهجوم الاخير" الجمعة الماضية. وقتل 91 من المقاتلين واصيب المئات، طبقا لمصادر طبية. ويسيطر مقاتلو النظام الجديد على الساحة الرئيسية والواجهة البحرية في المدينة وكذلك على مركزالمؤتمرات وحرم الجامعة والمستشفى. الا انهم واجهوا مقاومة قوية غير متوقعة في غرب المدينة رغم انهم يسيطرون على شرق المدينة باكمله. ونفى عبد الكريم بيزامة مستشار رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل اعتقال المعتصم نجل معمر القذافي في سرت. وقال لفرانس برس "هناك اشتباه بان المعتصم اعتقل ويتم التحري والتأكد من عدة شخصيات تم اعتقالها واسرها وعند التأكد من ذلك سيتم الاعلان رسميا عن اعتقال المعتصم". كما نفى قيادي كبير في مدينة سرت لفرانس برس اعتقال المعتصم. وقال القائد وسام بن احمد احد القياديين الميدانيين لقوات المجلس الوطني الانتقالي على جبهة سرت (360 كلم شرق العاصمة طرابلس) "ليس صحيحا ان المعتصم اعتقل". واضاف "لكن بعض الاسرى الذين قبضنا عليهم يقولون ان (معمر) القذافي موجود في سرت". والزعيم السابق فار بعد ان حكم البلاد 42 سنة منذ سقوط مقره في طرابلس في 23 اب/اغسطس. وكان بيزامة اعلن الاربعاء اعتقال المعتصم (36 سنة) وهو طبيب وعسكري كان يقود كتيبة من وحدات النخبة. وقال ان "المعتصم القذافي اسر في سرت ثم نقل الى بنغازي"، مؤكدا "لم نعلن عن هذا الاسر قبل ذلك تفاديا لاي محاولة (من اقربائه) لتحريره". وفي الاثناء اعلن مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الخميس انهم قبضوا الاربعاء في سرت على خالد تنتوش الذي كان مفتي ليبيا في عهد نظام القذافي وسانده طيلة الانتفاضة. وقال عبد السلام "اسرناه صباح امس (الاربعاء) على الطريق الساحلية غرب سرت". واضاف ان الرجل "غير هيأته تماما وحلق ذقنه وكان يقود سيارته ويحاول الفرار الى طرابلس". واكد انه اوقف هو شخصيا سيارته مع اربعة مقاتلين اخرين. من ناحية اخرى صرح وزير النفط والمالية الليبي علي الترهوني ان ليبيا لن تمنح اية عقود نفط جديدة الا بعد انتخاب حكومة جديدة. وقال ان الحكومة الوحيدة التي يمكن ان تمنح هذه العقود النفطية هي حكومة منتخبة بعد وضع دستور للبلاد. ويتوقع ان يرتفع انتاج ليبيا من النفط والذي انهار عقب اندلاع التمرد المسلح في شباط/فبراير الماضي، من مستوياته الحالية من نحو 400 الف برميل يوميا الى نحو مليون برميل في نيسان/ابريل، حسب ما افاد نوري بروين رئيس شركة النفط الوطنية الليبية. واضاف ان ليبيا تامل في العودة الى مستوى انتاج 1,6 الى 1,7 مليون برميل قبل نهاية 2012.