وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)! العبادة أن تنطلق في الحياة باحثاً عن رزقك "غذاء، كساء، فكر، علم"، ذاكراً الله تعالى في كل أفعالك وأقوالك، وذكر الله أن تُجوِّد كل شيء (إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). الإتقان هو أعلى مراتب العبادة، ورضا الله تعالى أن تفعل كل شيء بحسب قوانينه ولوائحه التي تنظمه، وهذا ما يرتقي بحياة الناس! لا بد أن تسعى لرزق نفسك، فإذا جلست في بيتك ستموت جوعاً وجهلاً، ألم تسمع بآلاف الناس الذين يموتون جوعاً لأسباب مختلفة أهمها التخلف عن ركب الحضارة وأساليب العيش الكريمة "فقط انظر للمستشفيات ووسائل الرعاية الصحية في الدول الفقيرة"! مطلوب من الانسان أن يسعى في رزق نفسه ورزق أهله وغيره من الناس، مما أوجده الله تعالى من رزق على العموم (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)! ما اريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ! أي لا تقدموا لي "أنا" القرابين والذبائح على النصب! ولكن (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)! السعي يكون بالوسائل العلمية والتقنية الصحيحة التي تُرضي الله تعالى، وعلامة رضا الله تعالى هو راحة الضمير التي تجدها في نفسك "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"! لقد نسب الله تعالى الرزق لنا في كثير من الآيات (فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)! العبادة لا تعني شيء سوى فهم الكون وقوانينه التي تعكس عظمة الخالق! والتسبيح بحمده ما هو إلا سباحة في ملكوت الواحد الأحد الفرد الصمد والاقتراب منه لمعرفة قدره تعالى وقدرته وغاية وجودنا في الحياة! تحقيقاً لقوله تعالى " إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" في سياق رده تعالى على الملائكة! ويبقى قولنا خلاصة ما قرأنا وفهمنا، ومن وجد فيه معنى فليأخذه وينقحه، وإلا فليطرح بديله وهكذا نتطور معاً!