وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدي: نعم شعارنا نحن نريد نظام جديد وليس نحن نريد إسقاط النظام، وأنا لا أعرف من هو ثروت قاسم
نشر في الراكوبة يوم 21 - 11 - 2017

جرى هذا الحوار في أيام وقفة عيد الأضحي المبارك بمنزل الحبيب الصادق المهدي، لذا فهو قد اتخذ اسم "حوارية الأضحى" بالاتفاق مع الحبيب نفسه، باعتبار أن الحوار سينشر بعد عطلة العيد مباشرة، وهو الحوار الذي انتظرته صحيفة الميدان طويلاً بحكم مشاغل السيد الصادق، حيث تناول العديد من الموضوعات السياسية التي تشغل بال الشارع، ففيما يخص الاقتصاد القومي توقف الحوار عند سياسات الحزب، وطريق البرنامج الاقتصادي الذي ينوي تبنيه في مؤتمره القادم، والذي لم يخرج عن ما هو مطبق حالياً من قبل النظام الحالي حول اقتصاد السوق الحر، تحرير الاقتصاد، خصخصة المؤسسات الاقتصادية، ما أدى لكارثة انهيار الاقتصاد السوداني بمجمله، وافقار المواطنين، وضياع قيمة الجنيه السوداني. باختصار جاء الحوار بمثابة كاشف يضئ أفكار إمام الأنصار السياسية الاجتماعية، ونشهد بأن سيادته كان عندها كما عهدناه منفتحاً وصبوراً حتى حيال تلك الأسئلة التي تضايق كثير من الساسة في أحايين كثيرة.
حوار: حسن الجزولي
+ نشكرك باسم صحيفة الميدان على تجاوبك معنا في هذا الحوار وتخصيص جزء من وقتك للمحاورة معك، ونتقدم لكم بالتهاني القلبية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، سنطلق صحفياً على هذا اللقاء {حوارية الأضحى} لأننا بصدد نشره خلال أيام عيد الأضحى المبارك القادم إن أمكن لنا ذلك كعيدية لقرائنا. بماذا تفضل أن نناديك خلال حوارنا هذا؟ السيد الصادق؟ أم الإمام؟ أم الحبيب؟ أم الأستاذ؟.
= أفضل صفة الحبيب.
+ حسناً يا الحبيب فلنبدأ من عودتك في عشيتها صرحت بأنك لن تتعرض لمضايقات، ماذا نفهم من حجز النظام لحوش الخليفة حتى يقيم عليه احتفالاً بنصر السادس والعشرين من يناير المصادف ليوم عودتك؟ وفيما بعد المضايقات التي تمت لك في جولتك للأقاليم مؤخراً؟
= أنا قلت أنا جيت بدون أي ضمانات من النظام والنظام كان ممكن يتخذ إجراءات قمعية في حقي لأنو دا كان رأي ناسنا وزملائنا في باريس في نداء السودان، قلنا ليهم نحنا مقررين نمشي لأنو لازم نفتح جبهة التعبئة السياسية في الداخل، وأنا داير رأيكم وما عايزين نحتكر هذا الموضوع من جانب حزبي، فقالوا لي نؤيد عودتك للسودان ونؤيد العمل التعبوي الداخلي ولكن خوفنا ليس منك بل خوفنا عليك، قلت ليهم مستعد أن أتحمل ما يحدث من تبعات، فأنا قلت إن النظام ما أخد قرارات قمعية ضد عودتي ولكن عمل لنا مضايقات، زي افتعلوا حاجة في حوش الخليفة وافتعلوا حاجة في ميدان التحرير في مدني وهكذا، لكن كانت إجراءات أقل مما كنا نتوقع من إجراءات قمعية ودي حقيقة موضوعية.
+ الشارع السياسي بما فيه قواعد حزبكم يتململون من مسألة تقييمكم للنظام والنظر السياسي إليه والتزلف دون {حمرة عين أنصارية حقانية} في مواجهة من اغتصب منكم كرسي رئاسي دون وجه حق؟
= صحيح نحنا متصرفين بدرجة من التعقل لأنو بنعتقد أن أمامنا مش بس إسقاط نظام ولكن أمامنا أيضاً إقامة بديل حتى لا تؤدي الأمور إلى فوضى، ولذلك نحن متصرفين بمنطق نقول فيهو شعارنا مش نحن نريد إسقاط النظام؛ إنما نقول نحن نريد نظام جديد، بمعنى الطريق للنظام الجديد يحتمل أكثر من وسيلة، أسلوب الحوار واستحقاقاته وأسلوب الانتفاضة السلمية، ليه بنقول الانتفاضة السلمية لأننا بنعتقد أنو البلد مليئة بأسلحة كتيرة جداً، وحركات ذات توجهات محلية قبلية وجهوية وغيرها، أي محاولة في تقديرنا لإسقاط النظام بالقوة ستؤدي إلى فوضى أولاً، والتغيير نفسه إذا نجح سيؤدي لديكتاتورية، لأنو ما في قوى بتسقط نظام بالقوة إلا وستحمي نظامها بالقوة، إذن في حساب للتداعيات المتوقعة، وبنعتقد أن أكتر حزب قدم تضحيات في هذا النظام هو حزب الأمة، من ناحية مواجهة كمية المصادرات والاعتقالات ومن عدد المعتقلين هو حزبنا، وأحياناً بنحس أن النظام دا ركز عندما قام وكأنما هو انقلاب ضد الصادق مش ضد النظام، من أول يوم جاء فيه ركز على حزب الأمة حتى يومنا هذا، وكل الكلام عن اختراقات وانقسامات حزب الأمة داخل حزبنا منسوبة بشكل مباشر لأجهزة الأمن ومؤسسات المؤتمر الوطني. بمعنى أن مركزين على اغتيال معنوي، مركزين على اختراق، مركزين على كل هذه الأشياء، فموقفنا الأكثر اعتدال من الذين يرون لا يجب أن نرفع شعار إسقاط النظام، نحن مختلفين معهم لأننا نرى أنو في وسيلة أخرى وارد أن تنجح وحتى إذا ما نجحت حتساعد في التعبئة للانتفاضة، دا الخلاف بينا وبين قوى الإجماع.
+ بس الملاحظة التي ثبتت في الشارع السياسي أنك الأقرب لملامح المحلل السياسي الاستراتيجي المفسر لواقع السياسة في السودان أكثر من الصادق المهدي رئيس الوزراء الشرعي المنتخب من الشارع السياسي والمفترض فيه أن يكون في مقدمة من يطالبون بعرشهم دن لجلجلة أو تأتأة أو غزل أصبح واضحاً للصادق مع نظام الإنقاذ الذي اغتصب سلطته وجرده منها، ما تعليقك؟.
= لا.. أنا بعتقد السبب ليس عطفاً على هذا النظام أو غزلاً معه، لأنو نحنا أكتر جهة كشفت زيف الادعاء الإسلامي، التانين ما معنيين بهذا وما معنيين كأنما موضوع الإسلام ما مهم، موضوع الإسلام مهم جداً لأنو جزء من المحمول الوطني والمجتمعي، لأنو أنت عاوز تنزع من النظام الشرعية الإسلامية كجزء من التعبئة الشعبية، وحدنا نحنا تصدينا لهذا وكشفنا هذا الزيف، كذلك كل القوى السياسية بصورة أو أخرى اشتركت مع مؤسسات هذا النظام إلا نحنا، كلها في الأول في ناس اشتركوا بعدين في ناس اشتركوا بعد إتفاقية السلام، نحن وحدنا حتى الآن الذين لم نشارك بأي شكل من أشكال الاشتراك، والقوى الأخرى اشتركت بصورة من الصور، بل صدقت كل إدعاءات النظام بكل مغرياته من المشاركة في السلطة واقتسام السلطة و و و إلى آخره، ولذلك العنف أحياناً ما بكون بالعين الحمراء وحدها إنما بكون بالنظرة الموضوعية للأشياء والصمود المبدئي على الموقف.
+ صحيح أنت مش بتشارك معاه بشكل مباشر بس بتحمي مقولاته نفسها وبتتبناها، يعني الحديث حول إذا سقط النظام حتحدث فوضى، هذا بالتحديد ما يروج له النظام بنفس القدر بتاع فترة نميري، جهاز أمنو كان بروج لادعاءات زي دي ويروج لسؤال عن البديل حيكون منو لنميري سوى سيادة الفوضي، فذهب نميري وبقي الشعب.. أليس كذلك؟
= لا.. نحنا ما بنقول ونروج لادعاءاتهم، هم بيعتبروا أنفسهم البديل الأمثل، نحنا بنقول إذا ما اتفقنا على البديل مع وجود مسائل خلقوها هم، هم اللي جعلوا قبائل صاحبة مليشيات، وهم اللي أدخلوا المليشيات بتاعت القبائل في السلطة السياسية، وهذه هي مقومات الدولة، لذلك نحن بنتحدث عن بديل متفق عليه لمن يحصل التغيير، صحيح هم بقولوا الكلام دا ككل الطغاة، زي ما كان الطغاة في فرنسا بقولوا أنا وبعدي الطوفان ويرددوا الكلام دا، نحنا ما بنقول الكلام دا، إنو ما بعدهم الفوضى، لذلك نحنا بنقول أ الظروف اللي خلقوها في السودان تحتاج نرتب ليها البديل حتى لا تحدث فوضى لأنو نحنا عارفين السلطة نفسها صارت تحتوي على مكون مليشياوي، مناطق كتيرة في السودان، زي دارفور أصبحت عبارة عن ولايات مليشياوية، جوارنا في ليبيا والجنوب في استعدادات مليشياوية، نحن بنعتقد إنو مش إزالة النظام حتماً تؤدي إلى فوضى، بل تؤدي إلى فوضى بدون استعداد لبناء البديل. لذلك نحنا مجتهدين جداً لايجاد بديل نظامي وبديل فكري، وممكن نزودك بنسخة من استراتيجية نطرحها الآن حول إنو لازم نتفق على مقومات الدستور القادم اللي نحنا عاوزين نعملوا لأنو في المعارضة الآن في ناس يرون اسقاط النظام والبديل هو محو الفكرة الإسلامية من الوجود، ودا بخلق لينا مشكلة وحروب أخرى، نحن عاوزين نتفق على بديل يكون فيهو مقومات الدستور الجديد، ويكون فيهو إمكانية الديمومة، مش حرب أخرى وتقفل الطريق على أي حرب أهلية جديدة في السودان.
+ طيب مقومات الدستور الجديد في ظل هذا النظام لا تؤدي إلا لترسيخ هذا النظام أكثر وتنسف فكرة دعائم التعددية والحريات العامة والتداول السلمي للسلطة.. أو ليس كذلك؟
= صحيح.. بس نحن لا نتحدث عن دستور الآن في ظل النظام الحالي، إنما نتحدث عن دستور بديل بعد إسقاط هذا النظام،اللي بنتكلم عنو هسة دا حيتم في مؤتمر قومي دستوري في ظل الحريات، وأنا بتفق معاك إنو أي دستور يتخذ في ظل هذا النظام حيكون هدفه الأساسي حماية هذا النظام.
+ في ردك على حوار اليوم بقناة الجزيرة على سؤال حول إمكانية التحالف بينكم والوطني والشعبي ضمن المبادرة في جسم واحد، أجبت بأنك لا تستبعد ذلك، ويقول من يتهمونك والذين يشككون في نواياك بأن ذلك هو تأكيد على اتهاماتهم لك، بأنك عدت في الأساس من الخارج لفركشة المعارضة، ما ردك؟.
= شوف أنا بقول دايماً إنو نحنا بنعتقد الخطأ الأساسي بتاع منظومة القياديين اللي قاموا بالانقلاب فيهو تخلي عن مبادئ الإسلام السياسية وهذه المبادئ في رأينا تحترم حقوق الإنسان المرتبطة بخمسة أصول الكرامة، والحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام، أنا بعتقد وبقول إذا كان في إمكانية لمن يطرحوا شعار إسلامي عليهم أن يقبلوا أن هذا الشعار الإسلامي ينبغي أن يحترم حقوق الإنسان ويحترم مبادئ الإسلام السياسية، نحنا عاوزين نجمع الصف الإسلامي حول هذه المبادئ، بغير دا نحنا بنعبئ الناس ضد هذه التجارب لأننا بنعتبر دا خيانة للإسلام عندما يكون الشعار الإسلامي مرتبط بحاجتين نحنا بنرفضهم تماماً، التخلي عن حقوق الإنسان وتوظيف الإسلام كمؤسسة عقابية، نحنا ضد هذا ولذلك بنطرح دائماً على الأخوانيين إنهم يعملوا مراجعات.
+ وكأنك تشير بشكل أو آخر وتقترب من فكرة ما يسمى سلطة أحزاب أهل القبلة يا حبيب؟ هل الخلاف ينحصر في أن الإسلاميين ينفردون بتطبيق الشعارات والدستور الإسلامي بصورة منفردة أحادية، في حين أنك تنادي بأن يكون ذلك بصورة جماعية لأهل الإسلام السياسي، بمعنى توسيع قاعدة الحكم لتشمل أهل الإسلام السياسي أو أهل القبلة بشكل ديمقراطي أكثر {ديمقراطي بينكم فقط}؟.
= لا.. أنا بطرح كلام واضح جداً أنا بقول السودان في ظل الديمقراطية لازم نحترم فيهو التعددية، لكن عاوزنها تعددية مرشدة، وأنا بطرح فكرة واضحة جداً بدون كلام عن أحزاب أنا بقول فكرياً في وظيفة فكرية وسياسية وتلاتة تيارات، تيار يحترم التأصيل على حساب التحديث، وتيار يحترم التحديث على حساب التأصيل، وتيار في النص يوفق بين التأصيل والتحديث، ونحن بنقول التيارات المنكفئة إسلامياً حتتبنى فكرة التأصيل على حساب التحديث زي ما بعملوا، والأحزاب العلمانية بتتبنى فكرة التحديث على حساب التأصيل ونحن بنقترب ونسعى للتأصيل الذي يوفق مع التحديث. دا الكلام اللي أنا قاعد أقولوا على أساس هيكلة جديدة للانتماءات السياسية في السودان، وطبعاً دا اختياري مش إلزامي، إذا الناس وافقوا على إنو دي ممكن تكون النتيجة فنحنا بنميز أنفسنا من الناس اللي بيختاروا التأصيل على حساب التحديث.
+ طالبت النظام في خطابكم المشار إليه بمطلوبات محددة دون الإشارة لمطلب رحيله عن الحياة الأسياسية.. ما تعليقك؟
= المطلوبات دي هي رحيله، هي نفسها بتؤدي لرحيلهأقل مطلوب زي توفير الحريات بيؤدي لرحيله، وكذلك بقية المطلوبات، نحنا ضد التمكين، نحنا عايزين توفير الحريات، وعايزين تصفية التمكين، وعايزين حكم انتقالي قومي، وعايزين دستور عبر مؤتمر قومي دستوري في ظل الحريات، دي إذا النظام قبل بيها ماحيكون النظام موجود.
الصادق المهدي
* المجتمع الدولي اعتنى بوقف الحرب وليس ببناء السلام والديمقراطية.
* أي اتفاق سلام بدون استرداد الديمقراطية سيترك القرار في يد السلطة الديكتاتورية.
* خلافنا مع قوى الإجماع قائم ولكنا نتعاون حول القضايا المطلبية.
* هناك جهات تتحدث بلغة أن القوى السياسية الأخرى مشطوبة ونحن سنتحرك من تلقاء أنفسنا وهذا منطق خاطئ.
+ هل تعولون كثيراً على القوى الخارجية والمجتمع الدولي وقد اتضح بما لا يدع مجالاً لأي شك في أن لها مصلحة في بقاء النظام الذي يلبي مصالحها في المنطقة، وهي سياسة مارستها أمريكا عند محاولاتها المتعددة للإبقاء على النظم الديكتاتورية في المنطقة والمعادية لحقوق الإنسان؟.
= كلام غير صحيح إننا بنعول على الخارج، بالعكس نحنا انتقدنا موقف القوى الدولية من السي بي إيه "قضية السلام" لأنهم اهتموا بوقف الحرب أكتر من بناء السلام واهتموا بأن تكون الاتفاقية ثنائية بدل أن تكون قومية، نحن انتقدنا هذا والجهة الوحيدة في السودان اللي انتقدت اتفاقية السلام هي حزب الأمة، وطلعنا كتيب طعنا في اتفاقية السلام وموقف القوى الدولية من هذا، كذلك فكل اتفاقيات بي تي إيه بتاعة دارفور وبتاعة الشرق، كلها حزب الأمة عمل فيها كلام أساسي نقداً للدور الدولي، بمعنى المجتمع الدولي اهتم بالمحاصصة ووقف الحرب مش لبناء السلام وبقومية التوجه والديمقراطية، وكان واضح لينا وما زال حتى اليوم أن القوى الدولية ما معنية بالديمقراطية في بلداننا، لأنو بعتبروا هذه البلدان أصلاً غير مؤهلة للديمقراطية، فنحنا ما عندنا وجود سياسي إلا عبر الديمقراطية، فعشان كدا هم أصلاً ما أصروا ولا حرصوا على ربط عملية السلام بالحل السياسي في الجنوب، ولذلك نحنا كنا وما زلنا ضد هذا التوجه وبنعتقد أن من أهم الكتب اللي كشفت هذه الحقيقة الكتاب بتاع جون ينق اللي هو كندي وكان مستشار للايقاد، نحنا أشدنا جداً بهذا الكتاب لأنو عزز فكرتنا اللي بنقولها أن الدور الدولي للأسف في كل المراحل المختلفة حرص على وقف الحرب ولكن لم يحرص على بناء السلام، ولن يحرص على ربط السلام بالديمقراطية، ولذلك وما زلنا نقول هذا الكلام، أي اتفاق سلام بدون استرداد الديمقراطية سيترك القرار في يد السلطة الديكتاتورية، ودا بخلي السلطة الديكتاتورية تفرغ الاتفاق من معناه. كل اتفاقيات السلام لأنها ما مربوطة بنظام ديمقراطي وضعت القلم في أيدي نظام استبدادي ولذلك استطاع النظام الاستبدادي أن يوافق شكلاً على اتفاقية المحاصصة للسلام ولكن يجردها من معناها الحقيقي.
+ صرحت بقدرتك على توحيد المعارضة في اجتماع باريس ،، وانعقد سامر باريس وانفض ،، فهل توحدت المعارضة؟.
= توحدت المعارضة خطوات، توحيد المعارضة ما ممكن إنك تعملو مرة واحدة، توحدت المعارضة في إعلان باريس في أغسطس 2012، توحدت المعارضة في نداء السودان سبتمبر 2014، الآن عندنا مشكلة مع توحيد المعارضة في إعلان باريس ثم توحيد المعارضة في نداء السودان، عندنا مشكلة مع قوى الإجماع ومشكلتنا معاها بسيطة جداً ،، قوى الإجماع تكونت في دارنا، وكنا نحنا اللي اقترحنا الهيكل الأول، أن يكون فاروق أبو عيسى مسؤول عن إدارة الجلسات ويتحول إلى رئاسة للعمل المشترك، نحنا ما كان عندنا مانع في دا، وقلنا إننا أولاً عاوزين نقيم التجربة بتاعتنا زي ما عملنا قوى الإجماع عشان نبرز الايجابي نبني عليه، لأنو ما ممكن واحد يمشي يمثل قوى الإجماع والآخرين يقولوا ما بمثلنا، ولا نطرح موضوع المية يوم بدون الاتفاق على دا، فنعمل تقييم للتجربة، اتنين نعمل هيكلة، وعشان ما تفتكروا حزب الأمة عاوز يبقى رئيس أو يتولى القيادة نحنا نتفق على أن الهيكل دا يجعل القيادة دورية، ولكن نتفق على جهاز تنفيذي عشان يقدر ينفذ الكلام دا، ووافقوا على هذا الكلام جملة وتفصيلاً في بيت كامل الطيب إدريس ثم لم يوفق الاجتماع أو الورشة عشان تعمل الإجراء دا، ولذلك جمدنا موقفنا في قوى الإجماع، حتى الآن نحنا بنقول لقوى الإجماع في حوار جاري بيننا وبينهم، انتو حقيقة مختلفين معانا في موضوعين، نحنا بنقول عايزين نظام جديد انتو بتقولوا إسقاط النظام، نحنا بنقول مطلب النظام الجديد أفضل لأنو فيهو وسيلة لمطلوبات واستحقاقات ومواجهة وهم ضد هذا، قلنا ليهم طالما اختلفنا فيظل الخلاف قائما لكن ممكن نتعاون حول القضايا المطلبية.
+ وهل النظام الجديد بيجي قبل إسقاط النظام؟.
= لا بيجي نتيجة لإسقاط النظام، حول النظام الجديد إذا تم الاتفاق على تنفيذ إجراءات استحقاقات، دا اللي بجيب النظام الجديد والسلام قبل إسقاط النظام أو يجي نتيجة لانتفاضة.
+ من وجهة نظرك أهم شروط اتفاق المعارضة السياسية يا الحبيب باختصار شنو؟
= ببساطة شديدة نتفق على أن الشعب يريد نظام جديد، وسائل تحقيق النظام الجديد تتعدد، يعني بدل الشعب يريد إسقاط النظام نقول الشعب يريد نظام جديد، أنا ذاتي ما عاوز نتكلم عن معارضة لأنو الحديث عن معارضة معناتو اعتراف بالنظام القائم، أنا هنا بتكلم عن قوى النظام الجديد، نحنا مش معارضين لنظام قائم نحن حملة فكرة نظام جديد، عشان كدا أنا بقول نركز على توحيد القوى التي تريد نظام جديد.
+ في بيان حزبكم الصادر في السادس من فبراير الماضي، أشرتم للحل السياسي عن طريق الحوار المنتج والجاد الذي يمكن أن يتحقق عبر خارطة الطريق التي تشرف عليها الآلية الأفريقية ووقع عليها الطرفان؛ الحكومة وقوى نداء السودان نحو خارطة طريق تبدأ بإجراءات بناء الثقة، وعقد لقاء تمهيدي بمقر الاتحاد الأفريقي يحدد أجندة وآليات المؤتمر الدستوري في الداخل،، أما زلتم تعولون على كل ذلك وبيانكم قد أشار إلى أن المجلس الوطني عبر بصمه على المخرجات أجهز تماماً على التعديلات للإبقاء على هيمنة المؤتمر الوطني؟.
= نحنا بنعتقد إنو في موضوعات أساسية لازم تحترم، من بينها إنو في رأي عام سوداني ما مع العمل المنظم السياسي، وثانياً في الأسرة الدولية نحن نريدها أن تدعم فكرة التوجه نحو نظام جديد ولو ما عملت دا لازم نحيدها ودا البخلينا عشان يتم تحييدها لازم نتكلم عن لغة الحوار واستحقاقاته، وبما أن النظام حتى الآن لم يستجب لهذا الحوار واستحقاقاته، إذن سنظل ندعو للحوار واستحقاقاته أو الانتفاضة المتراكمة عبر الآليات المختلفة.
+ في حوار سابق أشرت إلى أن انعدام فرص الحل السلمي ربما تدفع بعض أطراف المعارضة للتفكير في عمليات إرهابية وقلت أنك بذلت جهداً لإقناع هؤلاء بالتخلي عن مثل هذا التفكير، وفي نفس الحوار أشرت إلى أنك مندهش كون المعارضة تتحدث عن لغة السلام بينما الحكومة تتوعد بالعنف ،، أوليس ثمة تناقض في حديثك؟.
= لا ،، دا كلو في إطار عزل النظام، النظام ما مهتم بالقضية الوطنية ومستهتر بالقضية الوطنية والترتيبات العملها النظام، في ناس دلوكت ما ضروري يكونوا معانا في المعارضة ولكن يمكن أن يكونوا بداخل السلطة لكن ممكن يتصرفوا بطريقة المغامرين هذا وارد ودا اللي أنا أخشى منه، المعارضة وهي القوى الرافضة لهذا النظام ممكن يكون فيها عناصر متفلتة وتتصرف تصرفات ممكن يكون فيها عنف عشوائي، دا إذا حصل بجعل النظام يسوق نفسو أمام الرأي العام السوداني باعتبارو مستهدف، فنحنا عاوزين المعارضة تلتزم بوضع ما فيهو مجال لمغامرات بالعنف ولكن استمرار النظام بالشكل الحالي، حتماً سيؤدي داخل النظام لتصرفات متفلتة وخارج النظام تصرفات متفلتة نحنا نجتهد في إيجاد البديل المقبول الذي فيه رد لحقوق الشعب السوداني.
+ في حوارك مع راديو دبنقا أشرت إلى ميثاق بادرت بتقديمه لقيادات شابة ساهمت في العصيان المدني لإيجاد صلة بين الجيل الجديد وأجيال أكتوبر وأبريل ،، ماهي أبرز ملامح هذا الميثاق؟.
= بتتكلم عن سبتمبر أم العصيان؟.
+ خلينا نتكلم عنهم الاتنين؟.
= أولاً نحنا لم نسمع بقرار العصيان لم نشرك فيهو دا قرار تلقائي ومع ذلك أيدناه لأنو وجدنا له مبررات ودعمناه بكل ما نستطيع، علماً بأننا لم نخطط ولم نشترك في العصيان ولما لاقينهاهم قلنا ليهم نحنا بنحترم ما فعلتم لكن إذا استشرتونا يوم سبعة وعشرين ما يوم مناسب للعصيان لأنو يوم سبعة وعشرين دا قبل المرتب بتلاتة أيام، ما مفروض يكن دا اليوم المناسب اللي بيتم فيهو العصيان فنحن لم نُستشر، ومع دا نحنا بنفتكر انو نواياكم طيبة والاستراتيجية بتاعتكم صحيحة لكن حقو لمن تقدمو على حاجة من هذا النوع يسبقها تنسيق مع القوى الأخرى، انتو وضعتو القوى الأخرى كلها أمام الأمر الواقع، ونحنا مع الأمر الواقع أيدنا فكرة العصيان، ولكن تحفظنا كان يجب أن يسبق هذا بين القوى التي تريد نظام جديد، تنسيق. والتنسيق دا كان ممكن يتفق على ميثاق يتم الاتفاق عليه عشان الناس أولاً يتفقوا على المستقبل لأنو مهم جداً نحنا نهتم بالمستقبل وعلى الوسيلة إلى هذا المستقبل، فالعصيان والاعتصامات كلها وسائل مشروعة جدا للمستقبل ولكن يجري تنسيق لكي تكون النتيجة قوية.
+ حسناً وماذا بخصوص انتفاضة سبتمبر ،، ماذا قدم الحبيب؟ ماذا قدم حزب الأمة؟
= أولاً جزء كبير من التحركات تحركت من دارنا ومسجدنا، واعتبرنا الحركة أيضاً صحيحة ومطلوبة وأيدناها ولكن أيضاً ما اشتركنا في التخطيط لها، وجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع أيضاً، مع ذلك في منابرنا المختلفة أيدناها وأدنا العنف ضد الجماعة الذين تحركوا واعتبرنا انو تحرك مشروع ولكن أيضاً في ذهنية وسط بعض الحركات التي تريد التغيير والله عازين نغير لكن القوى السياسية الأخرى شطبناها، طبعاً أنت ما ممكن تتصرف في شطب قوى أساسية قفزاً على الواقع الاجتماعي، عشان كده نحنا دايماً بنقول مافي أي مانع تعمل الحركات القوية ضد النظام ولكن يجب أن يسبق هذا تنسيق مع القوى المعنية ،، أول شئ تشارك بالرأي حول ما يحدث وثانياً تشارك بالتحرك، حالياً في جهات تتحدث بلغة أن القوى السياسية الأخرى مشطوبة سنتحرك نحنا من تلقاء أنفسنا، وفي رأيي دا منطق ما صحيح لأنو نحنا بنعتبر حزبنا كان ولا يزال أكبر قوى شعبية موجودة في السودان والذين يريدون التحرك ما في أي مانع يتحركوا بما عندهم من مبادرات بس ينسقوا مع الآخرين، مش يعتبروا الآخرين غير موجودين كأنما بالذهنية بتاعة والله نحنا الموجودين والقوى الأخرى إما إنها ما مهمة أو حتى هي ذاتها متجاوزة، في رأينا دي ذهنية خاطئة.
الصادق المهدي
* الديمقراطية ما بتقدر تمنع الناس من التأمر ضدها لأنها ما بتقدر تأخد الناس بالشبهات!.
* تجارب بيوت المال الإسلامية تدفع بالفوارق الطبقية ولا تزيلها حسب المقاصد الاسلامية!.
* السياسة أفقرتني ولم نشارك في أي تجارب إسلامية إقتصادية فاشلة!.
* في سياساتنا الاقتصادية حول السوق الحر الذي نتبناه نراعي إقامة دولة العدالة والرعاية الاجتماعية!.
+ ما تزال قواعد واسعة من قوى المعارضة السياسية، خاصة القوى التي صنعت إنتفاضة مارس أبريل، تشكك في أي تصريحات لك أو أي خطوات سياسية هنا أو هناك تقوم بها، نتيجة لمارسات سابقة لك ومواقف حيال كثير من القضايا، خاصة في فترة الديمقراطية الأخيرة؟
= نعم في من يقول هذا الكلام، وأنا بعتبر ديل إما من داخل النظام أو من القوى المعادية لنا لكين أنا بعتقد القوى الجديدة الحقيقية نساء وشباب أغلبيتهم تقف معنا وتثق بنا وأنا بلقى تأييد كبير جداً جداً من هذه القوى الجديدة النسوية والشبابية، أما من ناحية التجربة الديمقراطية صحيح في مؤامرة، مشكلتنا الحقيقية أنو في قوى هي تركيبتها ما ديمقراطية وضد الديمقراطية وتعمل ضد الديمقراطية ولذلك هي تستغل الحرية للتآمر ضد الحرية، ده البنطبق على جبهة الميثاق الاسلامي والدليل على ده آخر يوم في 30 يونيو بالليل وزير المالية قدم ميزانية، لما قدم للميزانية دي للبرلمان أيدها البرلمان بالاجماع اليساري الموجود والعلماني الموجود والقومي الموجود والجنوبي الموجود كلهم، كانت دليل على نجاح كامل للديمقراطية.
+ أكثر من ذلك تُتهم بأنك المسؤول السياسي الأول في البلاد الذي يتحمل وزر ما هو جاري بالبلاد وأنك بسياسات التخبط هنا وهناك، فقد أتحت فرصة نادرة للأخوان المسلمين لكي يعتلوا سدة الحكم وهم الذين لا حظ لهم ديمقراطياً حتى بالفوز الواسع في الانتخابات القادمة للجمعية التأسيسية إن كانت قد تمت؟.
= للأسف الديمقراطية ما بتقدر تمنع التآمر ضدها لأنها ما بتقدر تاخد الناس بالظن، لكن كل المؤامرات اللي حصلت ضد الديمقراطية كانت بوسائل ديمقراطية، لمن حصلت مظاهرات زيادة السكر ولمن حصلت المشكلة الكبيرة جداً بتاعت الفيضانات والأمطار ولمن حصلت مذكرة القوات المسلحة، كل هذه الأشياء عولجت بطريقة ديمقراطية داخل الأطار الديمقراطي، ولكن ده كلو الذي يدل على نجاح التجربة الديمقراطية، ده الخلاني أنا كتبتا كتاب الديمقراطية راجحة ورائدة أؤكد فيها إنو آداء الديمقراطية كان ناحجاً وآداء الديكتاتورية فاشل، ولكن مع ده ما ممكن للأسف الديمقراطية تحمي نفسها من وجود عناصر تستغل الديمقراطية وتعمل للاطاحة بيها، وده في رأيي الإشكال الكبير جداً جداً، كيف الديمقراطية وبموجب الدستور تحمي أعدائها وأعدائها يخططون ضدها، ونتيجة للحصل، إنو مهما كان آداء الديمقراطية مقارنة بآداء الديكتاتورية للنميري والانقاذ آداء سئ للغاية، وده الخلاني أعمل مقارنة في كل المجالات بين أداء النظم دي وخلاني أقول إنو الديمقراطية راجحة خصوصاً ما نرى الآن نتيجة الديكتاتورية اللي هم نفسهم يعترفون بذلك، كونهم دخلوا التجربة دي بدون تحضير ولذلك كان الفشل كبير جداً وإنو في النهاية إنحصر الموضوع كلو في سلطة والدفاع عن سلطة نظام أمنجي لذلك أنا بقول ما كان في فشل وإنو الآداء الديمقراطي كان سبب في الفشل زي ما بتقول عناصر شبابية، لكن عندنا وجود كبير جداً وسط هذه العناصر الشبابية من القوى الجديدة وكلهم يقدرون التجربة الديمقراطية بأنها كانت ناجحة، ولكن طبعاً ما منعت التآمر ضدها وحتى الآن بعتبر حزبنا الحزب المستمر في أعمالو المؤسسية والديمقراطية حتى يومنا هذا، النظام ده عمل بتركيز شديد جداً على اختراق ومصادرة ومواجهة حزب الأمة باعتبار أنه في تقديره الجهة اللي حا تكون البديل الممكن لها.
+ هناك اتهامات بالفساد أصبحت وتيرتها ترتفع في مواجهة من يحاولون تبرئة النميري من تورطه في هذا الملف بأن الرجل خرج من الدنيا نظيفاً، وقد طال الاتهام كل من الراحل الترابي وشخصكم، فيما يخص تحديداً جمعكم لثروة قيل أنكم جمعتوها من بنك فيصل الاسلامي وغيرها من هبات أخرى، بشهادة محامي سويسري له إلمام بهذا الملف الذي يشير إلى أن المبلغ المشار إليه كان مودعاً في البنوك السويسرية ،، مشيراً إلى أن ثلاثتكم الأكثر استفادة من هذا المال، وأن نصيبكم وزع على شركات إقتصادية بالخرطم 2 حتى نفذ، ما تعليقكم رداً على هذه التهمة؟.
= كذب محض ،، يعني ده كلام مضحك تماماً، أنا رجل افقرتني السياسة، أنا صحيح عندي صداقة مع محمد الفيصل ومحمد الفيصل دعانا لحاجة اسمها دار المال الاسلامي في جنيف وأنا لبيت هذه الدعوة ومشيت لدار المال الاسلامي دي، وبعدين استقلت استقالة مسببة، باعتبار أنهم اتو بتجربة سموها اسلامية ووو إلى آخره، وهي تجربة تدفع بالفوارق الطبقية ولا تزيلها حسب مقاصد الاسلام، صحيح نحنا جينا لهذا الاجتماع واشترك فيهو مبارك زمن نميري واشترك فيهو حسن الترابي في دار المال الاسلامي ولكن أنا استقلت ويوجد جواب يشير إلى أني استقلت من دار المال الاسلامي استقالة مسببة، أما بنك فيصل الاسلامي فليس لنا به أي صلة، صحي كان عبد الله محمد أحمد بصفتو كان موظف عند محمد الفيصل عندو دور فيهو لكن حزب الامة ما كان عندو دور فيهو، وفي النهاية محمد الفيصل إختار أن يتعامل فقط مع الجماعات الاسلامية بقيادة الأخ المرحوم علي عبد الله يعقوب، لكن حزب الامة ليس له دخل ولا أنا شخصياً ببنك فيصل، دخلنا كان بدار المال الاسلامي وهي تجربة عرضت علينا، أنا بعد ما رأيت ما فيها من عيب استقلت منها وبعدين لم يدخل الينا شئ.
+ خلال خطابكم في إفطار رمضان السنوي الكريم بمركز الأمة العام، أشرتم إلى طريق البرنامج الاقتصادي الذي ينوي حزبكم تبنيه في مؤتمره الثامن، ولم يخرج البرنامج عن ما هو مطبق حالياً من قبل النظام الحالي حول اقتصاد السوق الحر، تحرير الاقتصاد، خصخصة المؤسسات الاقتصادية، ما أدى لكارثة انهيار الاقتصاد السوداني بمجملة وافقار المواطنين وضياع قيمة الجنيه السوداني، هي سياسات تعبر عن الرضوخ لروشتة البنك الدولي وصندوق البنك الدولي، خاصة وسيادتك في خطابه قد إعترف بهذا الانهيار الذي عبر عن نفسه بانهيار عملتنا الوطنية، ما هي الحكمة في تجريب المجرب وإعادة تدوير السياسات الاقتصادية التي أثبت الواقع والتطبيق فشلها؟.
= بس أنا بقول سوق حر موجه بآلية تُرشد بأجندة اجتماعية تراعي الجانب الآدمي وليس المتوحش البعيد من النظام الاقتصادي الطفيلي. وده بيحصل بالالتزام بالديمقراطية الاجتماعية، مع اعتماد آلية السوق الحر في الاستثمار والالتزام بالعدالة الاجتماعية في توزيع الإنتاج القومي خاصة عن طريق إقامة دولة الرعاية الاجتماعية.
+ نرجو أن تشير لنا إلى تلك العصا السحرية التي تملكونها وتجعلكم بمنأى عن تجربة النظام الطفيلي الحالي وأقرب لنظام العدالة الاجتماعية ودولة الرعاية الاجتماعية؟.
= يا أخي توجد مثل هذه الآلية التي تعمل على تحقيق الصيغ الاقتصادية التجارية وتفتح طرقاً لأسواق خارجية تراعي تنظيم الاستيراد. عن طريق هيكلة من نوع جديد تقضي على ظواهر المصروفات الإدارية ومؤسسات الدولة الطفيلية. والسياسات والمصارف المسماة إسلامية وهي بعيدة كل البعد عن مقاصد الاسلام، حتى الزكاة فيها صيغ الجباية البعيدة عن المقاصد الاسلامية في التكافل الاجتماعي.
+ حسناً ،، خلينا ننتقل لمحور آخر ،، ماهي آخر مرة زرت فيها قواعدك في مناطق دارفور وغرب السودان ؟
= آخر مرة كانت في سنة الفين وأربعة.
+ هل لهذا الغياب من مبرر؟.
= لأنو نحنا معتقلين ومصادرين وممنوعين ولكن مع ده نحنا عندنا وجود في كل هذه المناطق وعندنا قيادات لحزب الامة ويجتمعو دورياً معنا، يعني عندنا وجود وليس إلا أنا أمشي شخصياً، وصحيح نحنا نعلم أننا بنتثقف في ظل نظام مقيد للحريات مع ذلك بنعتقد انو عندنا الان في داخل السودان في ستاشر ولاية حزب امة كامل التكوين، مكتب سياسي، مكتب تنفيذي، وهذه المكاتب وهذه القيادات نحن على تشاور النيل وبعدين لدارفور.
+ هل ده في اطار الاعداد للمؤتمر؟
= وللتعبئة برضو.
+ طيب المدخل لأي حزب فاعل في الساحة السياسية هو مؤتمرات الحزب ،، متى يحين عقد المؤتمر الثامن القادم لحزب الأمة القومي؟.
= في ناس كتير بطرحو المسائل دي كنوع من التسدير ،، عارف " التسدير" معناتو شنو؟
"رديت ضاحكاً":
+ برضو أنا من أولاد أم درمان زيكم يا الحبيب!.
= أيوة ،، الموضوع ببساطة شديدة انحنا عندنا حقيقة مؤتمرات مستمرة، عقدنا حتى الأن سبعة مؤتمرات، ما في حزب يقدر ينافسنا في عدد المؤتمرات اللي عقدناها في الفترة الماضية، طيب نحنا حصلتلنا إشكالات في الامانة العامة عطلت سنتين النشاط بتاع الأمانة العامة وده الخلانا إننا دعينا الهيئة المركزية في مايو الفين واربعتاشر وعملت الاجراءات لكي نزيل الاسباب، المشكلة أننا عشان نعمل المؤتمر العام عندنا القوى التي تمثل هذا المؤتمر العام، فيهم القواعد الولائية والقواعد الفئوية وهي الشباب والطلاب والفئات والمرأة وبعدين الوجود الخارجي، لأنو نحنا عندنا وجود كبير وما في حزب عندو وجود زينا، ولا الحزب الحاكم، 73 فرع في الخارج، فديل كلهم لازم يأتو للمؤتمر التامن، وعشان يأتو للمؤتمر التامن لازم يعقدوا مؤتمراتم، لأنو المؤتمر مش أنو المؤتمر رسل ليك ناس، لا، إنما بجو ناس بمثلو قواعدهم، سواء الولائية أو الفئوية، ولذلك كان عندنا مشكلة وتم حلها، والآن بنحرض على عقد هذه المؤتمرات، وأول ما تكتمل هذه المؤتمرات ستدعى للمؤتمر العام، وقلنا ببساطة شديدة إنو المؤتمر القادم حا يكون مؤتمر عام استثنائي ،، ليه؟ ،، لأننا بنتحدث عن التأسيس الرابع لحزب الأمة، أنا كتبت قبل سنة ماذا ستكون ملامح هذا التأسيس الرابع لحزب الأمة، ولكن مش حا نفرض الكلام ده بل حا نعمل ورشة فكرية تناقش هذه الأفكار وبموجبها ستوضع أجندة المؤتمر العام التامن.
+ لو إنعقد غداً هذا المؤتمر ماهي أهم القضايا التي ستشغل بال المؤتمرين في نظرك إلى جانب ما أشرت إليه في خطاب الافطار الذي تعرضنا له؟.
= اهم قضية حا تكون معالم التأسيس الرابع لحزب الأمة وفكرة التأسيس الرابع حا تكون فيها مراجعات لأشياء كتيرة جداً، وما حا أتكلم عنها لأنو كتبت حولها لأجهزة الحزب ولسع ربما يكون الناس ما موافقين عليها ولكن حا نخلي الموافقة من داخل الورشة، نحنا حا نعمل الآتي: حا نعمل ورشة لمناقشة الأفكار المطروحة حول التأسيس الرابع وحا نكون حاجة أنا بسميها اللجنة العليا للمؤتمر، وهي حا تقيم نتائج المؤتمرات الفرعية وتوجه الدعوة للتامن في الوكت المناسب.
الصادق المهدي
* أي أسلمة بوسائل غير ديمقراطية ستأتي بنتائج عكسية!.
* على الفكر الديني أن يقبل بحرية الآخر ضمن حقوق الانساني وعلى الفكر العلماني أن يقبل التعامل مع غير العلماني!.
* إتجهنا لتجميد قوانين سبتمبر رغم قناعاتنا بضرورة الإلغاء لأن الاتحاديين رفضوا الإلغاء الكامل!.
* زيارة موزا لآثارنا نشكرها عليها وموقف وزيري من الآثار خاطئ ووبخته عليه!.
* عارضت حل الحزب الشيوعي وقتها ولكني التزمت بقرار حزب الأمة الجماعي بضرورة الحل!.
جرى هذا الحوار في أيام وقفة عيد الأضحي المبارك بمنزل الحبيب الصادق المهدي، لذا فهو قد اتخذ اسم "حوارية الأضحى" بالاتفاق مع الحبيب نفسه، باعتبار أن الحوار سينشر بعد عطلة العيد مباشرة، وهو الحوار الذي انتظرته صحيفة الميدان طويلاً بحكم مشاغل السيد الصادق، حيث تناول العديد من الموضوعات السياسية التي تشغل بال الشارع، ففيما يخص الاقتصاد القومي توقف الحوار عند سياسات الحزب، وطريق البرنامج الاقتصادي الذي ينوي تبنيه في مؤتمره القادم، والذي لم يخرج عن ما هو مطبق حالياً من قبل النظام الحالي حول اقتصاد السوق الحر، تحرير الاقتصاد، خصخصة المؤسسات الاقتصادية، ما أدى لكارثة انهيار الاقتصاد السوداني بمجمله، وافقار المواطنين، وضياع قيمة الجنيه السوداني. باختصار جاء الحوار بمثابة كاشف يضئ أفكار إمام الأنصار السياسية الاجتماعية، ونشهد بأن سيادته كان عندها كما عهدناه منفتحاً وصبوراً حتى حيال تلك الأسئلة التي تضايق كثير من الساسة في أحايين كثيرة.
حوار : حسن الجزولي
+ ناديت بضرورة ان تجدد الحركة السياسية نفسها وحددت تلاتة تيارات للشعب السوداني يسار وسط ويمين لتتبارى هذه الخيارات الثلاثة وتتنافس فيما بينها ،، ويلاحظ إنو خطاب حزب الأمة في الديمقراطية التالتة كانت أقرب للتيار اليميني ،، ما تعليقك؟.
= ما صحيح الكلام ده ، بالعكس نحنا بنعتقد في داخل الاسلام كلامنا تجديدي بالصورة المرفوضة عن كل التيارات الإخوانية، وهم اصلو تآمروا ضدنا ليه؟ لهذا السبب هم أكثر قوة تعلم من نحن، وتآمرت ضدنا لأنو بيقولو نحن ما مختلفين عنهم لأننا وقفنا ضد قوانين سبتمبر باعتبارها ما صالحة ونادينا بأن الاسلامية ما تكون حزبية بل قومية ولازم يكون متفق عليها، وقلنا واحد: الأسلمة لا تكون حزبية لأنو أنا جاني أحمد سليمان كمندوب من الأخوان المسلمين وقال ليا يا فلان نحن دايرين نتفق معاكم، الاتحاديين ديل ما جادين، نتفق نحنا وانتو، نفرض برنامج واذا كان هذا البرنامج ما قُبل نفرضو ولو بالقوة، ده كلام أحمد سليمان، وطبعاً جاي بصفة إنو ده كلام فردي، فأنا قلت لأحمد سليمان ياخي مرفوض الكلام ده، أول حاجة نحن ما بنوافق على موضوع أسلمة حزبية والأسلمة لازم تكون مشروع قومي، السلام مشروع قومي والأسلمة مشروع قومي، إتنين: أي أسلمة بوسائل غير ديمقراطية حا تجيب نتائج عكسية، فمات الموضوع ده، فهم كانوا بفتكرو يستقطبونا لهذه الأفكار المنكفئة، والشي المهم جداً جداً إنهم إعتبروا إنو رفضنا لقوانين سبتمبر والأشياء دي فيهو غدر بالاسلام
+ بهذه المناسبة تم التجميد لقوانين سبتمبر وليس الالغاء؟
نعم كيف تم التجميد ،، وطبعاً كان عندنا مشكلة مع الاتحاديين لأنو جزء كبير منهم كانوا مشتركين في قوانين سبتمبر لكن في النهاية قبلو هذا التجميد، نحن قلنا الغاء قوانين سبتمبر والاتحاديين حلفائنا كانو بقولوا لا، ولذلك اتفقنا على فكرة التجميد، وحزب الأمة نفسه كان رأيه الالغاء، وده موقف كان مبدئي إنها قوانين لا تمت للاسلام بصلة، على أي حال مؤامرة انقلاب يونيو كانت موجهة ضدنا باعتبار أننا وقفنا عقبة في سبيل البرنامج الاسلامي الحزبي ليهم.
+ بالمناسبة دي ،، من هم الأقرب ليك ،، الوطني أم الشعبي؟
= والله شوف ياخي أنحنا ما بنخش في مقارنات زي دي، الحقيقة نحن كحزب أمة ما عاوزين ندخل في مزايدات زي دي، نحنا عملنا استراتيجية بنحدد بيها رأينا في النظرة للاسلام وما يتعلق بالموقف من الديمقراطية وفيما يتعلق بالنظرة لبناء الوطن، وبنترك لأي طرف يحدد موقفه من هذا، وبموجب ده بنحدد موقفنا مع أي قوى سياسية في النظرة للاسلام.
+ طيب باختصار ما الذي يريده منك النظام كحزب أمة.. وما الذي تريده أنت؟
= ببساطة شديدة واحد نقل لي إنو قال لي ناس الانقاذ الأفضل تتناقشو مع الصادق، قالوا ليهو الصادق أنحنا نزعنا منو السلطة لكن ما نزعنا منو الشرعية، يا يأيدنا يا نكتلو.
+ ده متين كان؟
= ده في أوائل التسعينات.
+ ….. ؟
= النظام كان حريص جداً جداً على إنو أنا أديهو الشرعية أولاً وأنا ما زلت معتقل مع الناس في كوبر، ساقوني بالليل في اتنين اكتوبر 1989 وضعوني أمام تشكيل بتاع محكمة، قالو لي إنت عاوز تنقذ نفسك مننا، تعترف بالفشل الديمقراطي، أو حا نحاكمك محاكمة ميدانية، في رأيي إنو فكرتهم أنا أديهم شرعية، انا كتبت الكلام ده تفصيلاً، وحصل الحصل، تاني مرة سنة 93 الدكتور حسن الترابي الله يرحمه في بيته قال لي تأيد النظام ده نقتسم السلطة، قلت مرفوض، لا تأييد ولا موافقة ولا تعاون إلا بموجب استرداد الحرية، في 96 البشير ارسل لي مندوب ،في الوقت داك أبيل الير، قال لي شوف يا فلان أنا بعرض عليك مشاركة في السلطة ووزارات سيادية، قلت ليهو انحنا ما بنشترك في نظام لا نوافق على دستوره "…" مشيت البيت، القوى السياسية لو عرضو عليها مشاركة زي دي ما بقاوموها، جاني عثمان خالد في البيت قال لي عندك مانع أنا أعرض الموضوع ده لقيادة حزب الأمة؟ قلت ليهو ما عندي مانع داير منو؟ قال كل قيادة حزب الأمة وأدعوهم لي بس ما تطرح عليهم الموضوع، وإنتهى الموضوع، أنا داير أقول إنو على طول الخط بهذا المنطق إنهم بفتكرو إحنا عندنا شرعية، لانهم حاولوا يعملو شرعية لانفسهم بالسي كي بي وما كانت كافية، في قضية السلام عملو الكي بي ايه وما كانت كافية، وعملو ستاشر اتفاقية هم شاعرين إنها ناقصة، في رأيي هم بفتكرو نحنا عندنا شرعية ذات مقومات مختلفة وإنو هذه الشرعية حتى الآن استعصت عليهم، وانحنا شرعيتنا منطلقة من إننا حماة للديمقراطية والوحدة الوطنية القومية ولذلك ما مستعدين نفرط في هذه الشرعية مهما كانت الظروف.
+ دعنا ننتقل لمحاور أخرى ،، كمثقف ومستنير لماذا لم تستصحب الاعلام في نشاطك السياسي كرئيس لحزب ،، لماذا تسجل دورية "صوت الأمة" وهي حالياً تشكل غياباً كصحيفة ناطقة باسم حزب الأمة القومي؟.
= ياخي إنت عارف نحن حزب مكبل، أحنا طالبنا بأربعة ونص مليون دولار، شغالين بالتمويل الذاتي وده السبب الأساسي إنو ماعندنا حالياً آلية صحفية، لكن مع كل ذلك فاكتر نشاط موجود في الاعلام هو نشاطنا، مش لأنو الناس معانا، لكن لأنو صناعة الأفكار أغلبها عندنا، وعشان كدا الاعلام ببحث عن أخبار وبيلقاها عندنا، فوجودنا الاعلامي مع إنو ما عندنا أي آلية اعلامية تابعة لحزب الامة ولكن بنعتقد وجودنا الاعلامي كبير.
+ زيارة الشيخة موزة أثارت جدلاً واسعاً، كيف يقيم الحبيب زيارتها للبلاد وزيارتها لآثار السودان في مواقعها؟.
= زيارة كريمة نشكرها عليها كونها اهتمت بتراثنا وآثارنا التي وجدت إهتماماً لديها.
+ عليه ،، حدث مرة أن عادى السيد عبد الله محمد أحمد باعتباره وزيراً للثقافة في عهدك كرئيس للوزراء في فترة الديمقراطية الأخيرة نفس هذه الآثار ووصفها بالأوثان وهاجم بضراوة ما هو موجود في متحف السودان ،، ما تعليقك؟.
= في ذهنية بين المسلمين في رأيي غير صحيحة بتعتبر التصوير والتماثيل أوثان وتتعامل معاها بهذه الصفة، فليس كل تمثال وثن، الوثن هو تمثال يعبد، لذلك الكلام عن التماثيل في القرآن، عندما لا تكون مربوطة بالدين فما فيها أي نوع من الحرج، لذلك آثار الأولين لازم نعرفها عظة بيها، "ولقد كان في قصصهم عبرة يا أولى الآلباب"، لذلك الكلمة التي قالها وزير الثقافة في ذلك الزمن كلمة خاطئة وأنا وبخته لأنها كلمة لا تمثل رأينا كحكومة وإنما تمثل آراء بعض المنكفئين الذين يتخذون مواقف ضد هذه الأشياء باعتبارها خروجاً عن الدين. بينما هي مربوطة بالتاريخ وبالثقافة وممكن يدخل فيها الفن وتلاقح وتلاقي مع الحياة، ولذلك جاء موقف الوزير المعني خاطئاً.
+ في إفطاركم السنوي رمضان الماضي إنتقدتم موقف الحزب الشيوعي من الدين، وناديتم القوى السياسية ذات المرجعية الماركسية والحزب الشيوعي أحد هذه القوى بمراجعة الموقف من الدين، ماهي أقوى الدلائل التي تشير لالحاد الحزب الشيوعي؟. وكأنك تعيد الخطاب السياسي لفترة الستينات والذي أدى لحل الحزب الشيوعي السوداني.؟
= ليه؟ ،، أنا بتكلم عن كل الفكر الديني والعلماني إنهم يعملوا مراجعات ،، كل الأفكار، مراجعات فكرية ،، مش مراجعات أمنية ولكن مراجعات فكرية وما قهرية ولكن مراجعات إختيارية ،، بمعنى لازم الفكر الديني يقبل حرية الآخر ضمن حقوق الانساني وكذلك الفكر العلماني لازم يقبل التعامل مع الفكر غير العلماني ما دام يقبل حقوق الانسان والتعايش معه ولذلك الفكر العلماني يجب أن يقبل التعامل مع الدين فما دام يتعامل مع حقوق الانسان فعليه أن يقبل التعامل مع الدين والاحتكام للديمقراطية. دي خلاصة رأيي في هذا الموضوع.
+ بهذه المناسبة نعلم أنك أشرت لواقعة حل الحزب الشيوعي السوداني في الستينيات بأن حميتها كانت فيها عاطفة بأكثر منها موضوعية واكتفيت بذلك ،، بمعنى أن الملاحظ أنه لم يتقدم حتى صباح اليوم الماثل أي من الأحزاب التي تورطت في واقعة حل الحزب باعتذار سياسي واضح يؤكد قطيعتها التامة مع مثل ذلك التوجه، بما فيه حزبكم ،، ما تعليقكم؟.
= أنا دايماً بتكلم في الحتة دي كجزء من حزب ، مش منفرد، في وقتها أنا عارضت المسألة دي لكين أنا التزمت بقرار الحزب.
+ يعني إنت كنت ضد الحل يا الحبيب؟
= نعم ،، وقتها كان في تلاتة كانوا ضد الحل، أنا وعبد الله عبد الرحمن نقد الله ومحمد أحمد محجوب، وأنا اصطحبت عبد الله نقد الله ومشينا اجتمعنا مع اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي في داره وشرحنا ليهم الوضع إننا كلنا دلوقتي جزء من تيار جارف، وهذا التيار الجارف نرجو إنكم لا تواجهوه بانفعال، لأنو الذي عبأ هذا التيار الجارف هو كلام من رئيس مجلس السيادة، بإنو أنا بمهل البرلمان فترة من الزمن لحل الحزب الشيوعي وإلا فأنا حا أجي أشترك معكم في هذه المظاهرات، لذلك الموضوع ده أصبحت فيهو تعبئة سياسية جارفة، وإحنا في إطار المعارضة الداخلية في حزبنا عارضناها وأوضحنا ليهم إنو التيار ده للأسف ماضي في سبيله، وأنحنا ما جينا نقول ليكم تقبلوا أو ما تقبلوا، بس رد فعلكم ما يكون فيهو انفعال، ده الكلام القلتو أنا ونقد الله في دار الحزب الشيوعي بالخرطوم.
الصادق المهدي
* الاسلام ليس ضد البهجة وموقفي إيجابي من الغناء والموسيقى ليست حراماً وتستهويني أغاني الحقيبة!.
* نعم ينعتوني بأبو الكلام، والطغاة الحكمو السودان إتكلمو كلام غير موزون ،، أنا بتكلم كلام موضوعي!.
* أقسم أن من يدافع عني بإسم ثروت قاسم في الفيس شخص لا علم لي به!.
* كل القوى السياسية والفكرية عندها مناداتها وهذه هي الأسباب التي دفعتني لأفضل كلمة "الحبيب" عند مناداتكم لي في هذا الحوار!.
* كتيرون بتهربو من نوع حوار زي ده لأنو ما عندهم ما يقولونه وأنا عندي ما أقوله والنقد مشروع في الحوارات الصحفية!.
+ باختصار شديد في ماذا تكتب حالياً؟
= من مده طويلة مشغول بالسيرة لأنو للأسف الشديد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وظفت لمصلحة الانكفاء الاسلامي، لأنها هي نفسها كتبت بعد مية وخمسين سنة من موت الرسول، ولذلك أنا شعرت بغبن شديد، شخصية عظيمة زي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبر كتابات عن السيرة وظفت لنظرة في الاسلام مُنكفئة، وعشان كدا أنا وجدت ضرورة في الكتابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم "محمد رسول الانسانية" ده الشغال فيهو الآن لتحرير السيرة من ظلال الانكفاء وكذلك تحريرها من ظلال الذين حاولوا تقديم سيرة الرسول في منافسة مع انبياء آخرين، مع إنو رسالتو في رأينا مختلفة تماماً، ما مبنية على ماهو كان ملحق بالانبياء الاخرين وانما كانت بصورة واضحة يمكن تقييمها عقلانيا بكل المسائل المتعلقة بنواميس الكون النفسية والاجتماعية وخلافه وعشان كده أنا بفتكر في ضرورة لانقاذ هذه السيرة من هذه الخلفية.
+ نعلم أنك شخصية منفتحة وغير متجمد ،، هل تتابع الاستماع للمكتبة الغنائية السودانية؟.
= نعم بفتكر إنو الغناء حاجة مهمة وأنا كاتب في الموضوع ده لأنو للأسف الشديد في ناس انكفائيين بوظفوا الاسلام، وضعوه ضد البهجة، كل البهجة، وانا بفتكر انو الفن كجزء من مقاصد الكون مهم جداً والغناء جزء منه وعشان كده أنا كنت وما زلت عندي موقف ايجابي، فالغناء كالنفس، كأي شئ فيه الكويس وفيه البطال، لكن الغناء والموسيقى ما حرام، وعشان كده أنا كتبت "الدين والفن".
+ ما الأغنية التي تستهويك أو الفنان الذي تحب الاستماع إليه؟.
= أنا كنت وما زلت أفضل جداً جداً أغاني الحقيبة وبعتقد أنها من حيث كلماتها وتلحينها ونغمها مازالت تمثل قمة مع إنو الوسائل التي إستخدموها كانت بسيطة ولكن من حيث النغم والكلمة ممتازة وبعتبرها قمة وعشان كده أنا قلت ما نقول حقيبة ،، نقول ذخيرة .
+ حاول أهل الانقاذ فرض التجهم والعبوس على حياة السودانيين، وأنت لا تعتبر الفكاهة عبثاً وتدعو إليها بدليل سلسلة إصداراتك بعنوان "الفكاهة ليست عبثاً". وعلى كثرة المِلَح والنوادر التي أبرزتها في كتابك المشار إليه ولكنك لم تشير لأي طرفة قيلت في عهود رئاستك على كثرتها ،، الم تؤلف الرعية نكاتاً عنك يا ترى؟.
= كيف مافي؟.
+ هل تذكر لنا إحداها؟.
= كتير من القيادات السياسية لمن زول يجرحهم بعملو حاجة مضادة، يعني الكاروري بربطني بالمكرفون، إنو أنا بتكلم كتير.
+ إشتهرت بإنك أبو الكلام ذاتو!.
= الطغاة الحكمو السودان إتكلمو كلام غير موزون أنا بتكلم كلام موضوعي وديل بتكلموا كلام فارغ وده نوع من النقد ولكن الكاروري ده نفسو بعد ده كلو طلب مني أنا مقدمة لنشر مؤلف النكات اللي عملها ضدي وعملتو ليهو.
+ السؤال القبل الأخير ،، من هو ثروت قاسم الذي يكتب مدافعاً عنك وعن سياساتك بالفيس بووك؟
= أنا لا أعرف من هو ثروت قاسم.
{ثروت قاسم شخصية غير معروفة ولها صفحة بالفيسبوك يوظف فيها كتاباته للدفاع عن مواقف الصادق المهدي وحزب الأمة والتي يلم بها إلماماً موسوعياً بلغة متماسكة تدل على ثقافة رفيعة يمتلكها، وقد حارت في شخصيته غالبية من يقرأونه المحرر}.
+ حقيقة؟
= والله لا أعرفه واستغرب إنو عندو تفاصيل كدبيب النملة عني ولكن أنا أعتقد صادقاً إنو ربنا بسخر لي ناس يتصدو لقضيتي وأنا ما بعرفهم، وفي ناس بعرفهم بصورة أنا ذاتي مستغرب ليها، وأنا ممكن أعد ليك عشرين انسان يتعاملوا معاي بفدائية لا مربوطة بمصلحة ولا عاطفة معينة، فثروت قاسم شخص لا أعرفه بالمرة ولا أعرف هو ذاتو ساكن وين ولا هويته إيه ،وهل هو من الانصار أم من غير الانصار.
+ البعض يشير لسكرتيرك الحبيب محمد زكي والبعض لإبنتك رباح، سألت رباح ونفت، والآن أسألك أنت وتنفي، وهناك البعض من الذين يقرأون لثروت قاسم يشيرون إلى أن كل الدلائل تقول أنه أنت بنفسك ثروت قاسم، لعمق تحليلاته وسعة معلوماته وأفقه وطريقته التي يكتب بها ،، ماذا تقول؟.
= طبعا لمن ما تتوفر معلومة للناس فكل زول فيهم بقول العاوزو، يعني المعلومات البجيبها ثروت أكثر دقة من المعلومات العند محمد زكي سكرتيري، قاسم بتكلم عن تفاصيل دقيقة عن الحاصل في البيت السعودي والبيت القطري، ودقة عن الحاصل في الكونقرس، ودي كلها بتشير إلى إنو بعرف أكتر من لغة، منفتح على الصحافة العالمية مش الصحافة بتاعتنا في السودان والمنطقة، ولذلك هو انسان مافي شك مؤهل جداً، ومثقف جداً، سوداني جداً وثقافتو الانسانية عالية جداً، حسع محمد سكرتيري ده ثقافتو عادية جداً، أما رباح واضح تماما هو دخل في مشاكل معاها واصطدم بيها وبمريم لأسباب متعددة، وفي ناس بستكتروا هذا لأنو هو بدافع عني ولذلك بهاجموه على هذا الاساس، وهو شخص لا قريب لي ولا من أوساطنا، جامع بين الثقافة الحديثة والتقليدية لكن ما عندنا أي صلة بيهو ، إن الله يدافع عن الذين يحبونه وبيسخر لينا ناس يدافعوا عننا.
+ مثلاً يعرفني أنا شخصياً ويعرف كتير عني وأحس كأنما هو يتحداني لكي أعرف من هو بالضبط لأنو جريت وراهو كتير عشان أكشف شخصيته بدوافع صحفية ليس إلا.
= ……….
+ سؤالنا الأخير يا الحبيب ،، لماذا اخترت أن نناديك بالحبيب دوناً عن القابك وصفاتك الأخرى يا ترى؟.
= ببساطة شديدة كل القوى السياسية والفكرية عندها مناداتها، واحدين بقولو يا أخ ، إنتو بتقولو يا رفيق، وكل الناس بقولو عبارات تعبر عن الانتماء المشترك، أنا اخترت كلمة حبيب لأنها الأفضل، لا أخ لا سيد لا أي حاجة وفعلاً الآن أصبحت عندها رواج أكبر، وفي العلاقة مع رب العالمين الذين آمنو أحب، وفي العلاقة مع الرسول وفي العلاقة مع الآخرين ،، في كل العلاقات العليا والندية بعتقد كلمة الحب هي الأفضل من كل العبارات الأخرى.
+ الحبيب ،، نتمنى ألا يكون هذا الحوار ضايقك ونشكرك عليه؟.
= في ناس كتير بتهربو من نوع حوار زي ده لأنو ما عندهم ما يقولونه، أنا عندي ما أقول، ولذلك نوع حوار زي ده، أنا متأكد إنو الأغلبية الساحقة منكم ما جايين عدائياً لكن جايين ودياً وحابين يعرفو حقائق، ولذلك لمن القى شخص زي ده، فلمن اضن عليهو بالزمن حاجة مش كويسه، و ده من مصلحتي، حتى لو نقلو لي نقد فالنقد مشروع، فلذلك أنا ما بتحفظ حول نوع حوارات زي دي.
+ كل سنة وانت طيب.
= كل سنة وانتو طيبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.