في البدء لا بد من رفع العمائم والقبعات عاليا تقديرا لتجمعات بعض السودانيين بعناوينها القبلية ، هي تجمعات وجدت في أمريكا وأوربا منذ حقبة ألاستعمار، بعد مغادرة الملك فاروق مصربفعل ثورة 1952م تحركت جموع بعض السودانيين الذين خدموا في القصور الملكية بمصر لتستوعبهم قصور أخري عاليات في منطقة الخليج وأغلبهم انتهي بهم المطاف للعمل بالسعودية ، لهم حضور باذخ وهم علي الاخص من أهلنا الدناقلة والمحس والسكوت من شمال السودان ، في أمريكا كان لتجمعاتهم القبلية الاثرفي نشرالاسلام ورفع ذكر التراث النوبي عاليا في بعض الولايات والجامعات الامريكية ، هم في أوربا أيضا ما زالت بصماتهم لاتخطئها العين ، يعجبني في تجمعاتهم القبلية أن اختلاف اللون الحزبي لا يفرق بينهم ، بعض الاحيان أحسب أن هاتفا يهمس للعضو الداخل الي حرم جاليتهم بمقال ثابت ( اخلع نعليك فانك في معية من جعلهم الله ليتعارفوا بينهم لا ليتقاتلوا أو يتعاركوا) ، للحقيقة وجدت منهم في غربتي لأكثر من أربعين عاما في أوربا ودول الخليج العون الشخصي حيث يمدون حبل الوصل والنجاة لكل سوداني معتازأو يطلب حاجة كما ديدنهم مع الاهل هناك في قراهم بالسودان، هنا هم لا يتمترسون في القبلية وإنما تظهر عاليا عندهم أياد الكرم السوداني البيضاء تمازج ثغرا باسما تجلوه أسنانا بيضاء كما هي قلوبهم ، أسلهم كما تسل الشعرة من العجين فيما يأتي عن أثر القبلية كمخلب حزبي في السودان. جزاهم الله في تجمعاتهم عني وعن السودانيين كل خير. تكونت تجمعات قبلية خلال فترة الانقاذ بتشجيع من حركة الاخوان ، نعتوا أنفسهم بأهل القبلة للتفرقة بين أهل السودان المسلم والمسيحي واليهودي واللا ديني ، عرب وزرقة للتفرقة أيضا بين المسلمين أنفسهم وكان الخصام والقتال والحرب الضروس بين بطون القبائل ، هدف حركة الاخوان وحكومة الانقاذ تثبيت قبضتهم علي حكم السودان بسياسة فرق تسد ، أيضا القبيلة عنوانا مستحدثا لتجنيد العضوية لتنظيم الاخوان ، التنوع في رفع الشعارات تتطلبه مرحلة البلي والتقادم في الدثار السابق ، بدأ التجنيد للعضوية بحلقات تحفيظ القران في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، يعقب الحلقة أكواب الشاي توزع معها اللقيمات أوالرز بالحليب ، في سبعينيات القرن الماضي كانت تجارة العملة هي الرابط لحبل عضوية تنظيم الاخوان ولربما ردفتها تجارة السيارات تستجلب من بلجيكا ، تكونت من خلال تجارة العملة ثروات مكنت التنظيم من سهولة شراء الذمم والدفع بالقيادات في بعثات خارجية ، في مرحلة الانقاذ كان لشعار التمكين القدر المعلي والنسخة التي نهب التنظيم عبرها أراضي السودان وعقاراته المملوكة للدولة وتلك التي أوقفها أهل الخير من مسلمين وأصحاب ديانات أخري لمساعدة أهل السودان بجميع طوائفهم ، التمكين أيضا منحهم اليد العليا في أصول السكة حديد ومشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية ، استنفذ تنظيم الاخوان بذلك جميع نسخ التسويق لضم مزيدا من العضوية. معاول الهدم لامبراطوية تنظيم الاخوان وعجلهم المؤتمر الوطني جاءت مع ثورة ديسمبر2018م ولجنة التمكين التي أسند اليها مهمة تفكيك بناء ثروة تنظيم الاخوان ، تفتقت عبقرية الكيزان عن دثار اخر ولبوس يجد مبررا عند العضو الجديد ، بعض التجمعات القبلية بعد ثورة ديسمبرفي ولايات النيل والشرق ودارفور وكردفان دفع بها تنظيم الكيزان عملة رقمية جديدة لتحل مكان العملات التي سبقت وأصبحت ( قرش براني) ، تحل القبلية كغطاء لاستقطاب عضوية تنظيم الاخوان حيث يسمح هيكلها المخروطي في منح الرأس موقع مرشد التنظيم لتسير خلفه العضوية بلا نقاش أو طرح مدارس فكرية ، استلاب عقل العضو يماثل كما في المجلس الاربعيني الذي يعقد الرأي في المحصلة النهائية علي ما يفتي به مرشد التنظيم. تغيب مع ذلك الارادة السياسية والقائد الراشد في الوطن السودان والأمة الوطن. تحرير العقل والفكر السوداني جاءت به شعارات ثورة ديسمبر في الحرية والعدالة والسلام ، لا نكوص لتسليم العقل والفكر السوداني لمرشد يتلاعب به تحت ستار القبلية أو التنظيم أو راية الطائفية ، فلتتلاقح الافكار ويأخذ الرأي المقدم من العضو وزنه وحظه من النقاش لتتناسل مدارس فكرية مختلفة من التنظيم الواحد مهما كانت تسميته ، ذلك يسمح بتجديد هواء الافكار لمنع تسميمها أو أكسدتها وتقديس الاشخاص الزعماء ، ولنبني سودانا جديدا علي مر الازمان ، يخرج منا روادا لهم القدرة علي ادارة الموارد السودانية التي فشلنا في ادارتها حتي المائية منها برغم جريان أنهار عدة في أرض السودان ، السير وان طال فالعزم عند الشباب لا بد من بناء وطن تجدده العقول الشابة في زمانها فلكل زمان رجال ونساء كنداكات. وتقبلوا أطيب تحياتي. [email protected]