هي أو بتعبير من نحوه ، صرخة أطلقها اللواء/ حسين عبد الرحيم – والي الخرطوم الأسبق ،عقب توليه المنصب خلفاً للسيد عبد الرحمن الخضر. وضع اليد على الأراضي والمساكن الحكومية هو نهج التمويل في نظام الإخوان، على مستوى الولاية ترهن الأراضي والعقارات الحكومية عند بنوك لهم موالية وعلى نهجهم سائرة، تمنح تلك البنوك القروض المليارية مقابل الرهن لينطلق الوالي في ولايته غيرعابئ أو مكترث بالسلطة التشريعية منحته تصديق الموازنة أو منعته ، في التجنيب له متسع وقدح كبير يعب منه للصرف على الإخوان وعجلهم التنظيم يختبئ بين طيات ودهاليز المؤتمر الوطني. بيع الأراضي أو رهنها في مجال الإنفاق العام توجه لم يشهده السودان إلا في نظام الإخوان، تمارس سلطات منح الأراضي عند أدنى الدرجات وبعيداً عن السلطات التشريعية، هكذا تم التخلص من عقارات حكومية ومبان تمثل رمز السودان في الخارج كما في بيت السودان بلندن أو بعض السفارات في أوربا ، لم تسلم الأوقاف في مكة وأرض الحجاز عموماً من عبث الإخوان ، حصيلة البيع تهرب بعيداً إلى يوم الناس هذا. على مستوى تنظيم الإخوان يمنح المتنفذون الأراضي لتحقيق الثراء والقوة والتمكين، مئات قطع الأراضي السكنية لفرد واحد أو مئات الأفدنة الزراعية تنقل المحظوظ من قعر الفقر إلى ناطحات السحاب تصبح ملكاً خالصاً له محققاً التطاول في البنيان وهو راع الشويهات بالأمس القريب ، خذلته طليقته فصدعت بفقره الذي حدثها عنه عند الزواج منها حيث دخل الإخواني الخرطوم بعراقي دمورية وشنطة حديد وإذا هو في عهد الإنقاذ يتملك أربعمائة قطعة أرض سكنية وله من الحريم المثني والرباع. لم تسلم الشركات الخاصة من تجنيب المال ممنوحاً في صورة قطع أراض سكنية واستثمارية ، وبالرهن للبنوك تتحول إلى سيولة نقدية تتواصل لتصبح فرصاً استثمارية تتعدد، منها ما يأتي من خارج السودان في ناقلات نفط ومنها ما تحمله طائرات (الدي اتش أي) التي تنقل الأدوية والأمصال، هكذا تطفلت حركة الإخوان على الاقتصاد السوداني وأبعدت الإنتاج من حساباتها وعمدت إلى أصول الدولة تبيع وترهن أراضيها وعقاراتها ، تنزع سككها الحديدية وسفنها البحرية وتطرح بعيداً فرص الهبوط في مطار هيثرو ليضيع الحق في جيوب السماسرة. الإرادة السياسية غابت عند تنظيم الإخوان لتحويل السودان إنساناً وأرضاً ليصبح سلة غذاء العالم ، غياب إدارة المصادر الكثيرة المتاحة ساهم في تحطيم اقتصاد البلاد وأورث العباد نقص الخبز والوقود وغاز الطهي وسوء إدارة دولاب الحكم وتمويل الولايات عند الخضر وعبد الرحيم حسين هو من بيع الأراضي والعقارات الحكومية أو رهنها للبنوك ومع تناقص هذا المصدر كانت صرخة الوالي الخلف ينعى أفعال السلف (الأراضي كلها باعوها).