تداعيات موسم الخريف تتكرر سنويا، مخلفة ضحايا وانهيار منازل ومرافق خدمية وحكومية- السلطات تخشى من تأثير فيضان النيل ورافديه مع بلوغ معدلات المياه مستويات عالية أدت السيول والأمطار الغزيرة في السودان إلى ارتفاع كبير في منسوب مياه نهر النيل، الخميس، وسط تحذيرات أطلقتها السلطات من حدوث فيضانات. وتتكرر تداعيات موسم الخريف في السودان سنويا، مخلفة قتلى وجرحى وانهيار للمنازل والمرافق الخدمية والحكومية في أنحاء متفرقة بالبلاد، جراء الفيضانات والسيول والأمطار الغزيرة. ومنذ مطلع يوليو/ تموز الماضي، تشهد البلاد سقوط أمطار غزيرة وحدوث سيول في مناطق متفرقة.. أدت إلى خسائر بشرية ومادية. ** فيضانات وتخشى السلطات السودانية من تأثير فيضان النيل ورافديه والأنهار الموسمية، مع بلوغ معدلات المياه مستويات عالية كفيلة بإحداث فيضانات قوية. وتواصل ارتفاع معدلات منسوب المياه الوارد من النيل الأزرق، الرافد الرئيس للنيل، على الرغم من إعلان إثيوبيا إكمالها الملء الثاني ل"سد النهضة" على النيل الأزرق بما يعادل 13.5 مليار متر مكعب. إلا أن السودان ومصر يشككان في هذه الأرقام، ويقول خبراء المياه في البلدين إن اثيوبيا فشلت في تحقيق الملء الثاني وإنها حجزت نحو 4 مليارات متر مكعب فقط. وفي 19 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية أنها حققت هدفها للعام الثاني المرتبط بعملية ملء "سد النهضة". وكانت السلطات السودانية، أعلنت في 18 يوليو/ تموز الماضي، زيادة متوقعة في وارد مياه النيل الأزرق جراء الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية التي يأتي منها النيل، وبلغ حينها إيراد المياه إلى السودان بمعدل 400 مليون متر مكعب خلال اليوم. فيما بلغ معدل إيراد مياه النيل الأزرق الواصلة من إثيوبيا إلى السودان عند محطة "الديم" الحدودية، الخميس، نحو 628 مليون متر مكعب. ** ارتفاع منسوب النيل وأعلنت السلطات السودانية، الخميس، تجاوز منسوب النيل في الخرطوم مستوى الفيضان بزيادة تبلغ 62 سم، حيث بلغ منسوبه بالخرطوم 17.12 متر أعلى من منسوب الفيضان البالغ 16.50 متر. وأطلقت السلطات تحذيراتها للقاطنين في الخرطوم وشمالها، لاتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحفظ الأرواح والممتلكات. وحذر بيان من لجنة الفيضان التابعة لوزارة الري والموارد المائية، الخميس، اطلعت عليه "الأناضول"، من أن قطاعات سنار (جنوب شرق)، والخرطوم (وسط) ملتقى النيل الأزرق والأبيض، ومروي وعطبرة ودنقلا (شمال)، ستشهد ارتفاعا وعلى المواطنين أخذ التحوطات اللازمة. وتتوقع وزارة الري السودانية أن يتواصل الارتفاع خلال الأيام الثلاثة المقبلة في مناسيب النيل بزيادة تقدر ب 5 سم. وفي 6 سبتمبر/ أيلول 2020، سجل منسوب النيل بالخرطوم أعلى نسبة، إذ وصل إلى 17.66 متر. ** السيول والأمطار وإلى جانب تحذيرات السلطات السودانية من فيضانات في الأنهر بالبلاد النيلين الأبيض والأزرق، ورافدي النيل الرئيس، وكذلك نهر النيل، والأنهار الموسمية: عطبرة والقاش وستيت. وتشهد البلاد أمطاراً غزيرة وسيولا في ولايات عدة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وانهيار في المنازل والمرافق. وكشف مدير إدارة الطوارئ والكوارث بالدفاع المدني العميد قرشي حسين عبد القادر، الخميس، تعرض برج في مدينة مدني بولاية الجزيرة (وسط) لصاعقة أدت إلى انشطار جزء علوي من البرج. وتعامل الدفاع المدني مع الحادثة، من دون وقوع خسائر في الأرواح. وأفاد بيان للشرطة، اطلعت عليه "الأناضول"، بأن أمطارا غزيرة هطلت بولاية الجزيرة (وسط) وولاية جنوب كردفان (جنوب) دون وقوع خسائر في الأرواح. وأشار البيان إلى أن قوات الدفاع المدني تعمل على سحب المياه في المناطق المنكوبة في ولاية نهر النيل (شمال). وقال عبد القادر: "أدت أمطار غزيرة إلى قطع الطريق القومي الذي يربط العاصمة الخرطوم بولاية القضارف بين محافظة المفازة والحواتة بالقضارف". والأربعاء، أطلقت مفوضية العون الإنساني السودانية (حكومية) نداء عاجلا للمنظمات الدولية والمحلية لتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من السيول والأمطار في أنحاء البلاد. والثلاثاء، قال الناطق باسم مجلس الدفاع المدني (حكومي) العميد عبد الجليل عبد الرحيم، ل "الأناضول"، إن الأمطار والسيول تسببت بمصرع 26 شخصًا منذ بداية يوليو/ تموز الماضي. وفي 5 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت الأممالمتحدة تضرر نحو 12 ألف شخص جراء الأمطار والسيول في 8 ولايات (من أصل 18 ولاية)، وانهيار أكثر من 800 منزل وتضرر 4400 منزل جزئيا منذ بداية موسم الأمطار. ويستمر موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/ حزيران إلى أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وتهطل عادة أمطار غزيرة في هذه الفترة، وسنويا تواجه البلاد خلال هذه الفترة فيضانات وسيولا واسعة، تسببت العام الماضي بوفاة 138 شخصا.
