الشبكة طاشة هي جملة تعودناها في كل دوائرنا الحكومية. فما ان تذهب لدائرة حكومية يصدمك الموظف ان الشبكة طاشة. وكأن الموظف يريد الهروب من ضغط العمل. او يريد الخروج للفطور. وكأن هناك من يتعمد تعطيل الشبكة لشيء في نفس يعقوب . رغم ان كل امانينا ان يصبح التحول التكنولوجي في السودان اكثر مواكبة للعالم المتحضر . وان تكون الخرطوم مدينة ذكية كسائر مدن العالم. ولكن كيف يكون ذلك؟ . فالمدن الذكية لها مواصفات وهي تختلف عن المدن العادية التي لا تأخذ بعين الاعتبار التكنولوجيات الحديثة كأحد وسائل عملها . وهذه المواصفات يمكن إجمالها في الآتي: ** تكامل البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في السودان. ** توافر جهاز إداري تكنولوجي متكامل . ** تقديم التدريب المستمر للمستخدمين لكل النطبيقات لتفعيل خصائص المدن الذكية. فكما هو معروف فان المدن الذكية تستخدم وعلى نطاق واسع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من WiFi وغيره. والمدن الذكية تعتمد اولا واخيرا على سرعة نشر المعلومة واتصال جميع المقيمين في المدينة بالشبكة العنكبوتية ومعرفتهم بكل تفاصيلها. فمن مقومات المدن الذكية تجميع كل مقومات حياة الانسان تكنولوجيا في سلة واحدة. بدءا بالحكومة الذكية و الصحة الذكية و العيش الذكي و الطاقة الذكية و التعلم الذكي و التنقل الذكي والاقتصاد الذكي و المباني الذكية. span;وتتطلب المدن الذكية بنيات تحتية من شبكات حديثة لاسلكية و شبكات الياف بصرية و تقنيات بيانات وبرمجيات حديثة. وحتي نجعل الخرطوم مدينة ذكية علينا الاستفادة من خبرات مدن عربية ذكية و قريبة تربطنا بها علاقات قوية. ولنأخذ مدينتا " ابوظبي ودبي الذكيتان" مثالا لسنة 2021 حيث اكملتا جميع بنياتهم لتصبح مدنا ذكية ومستدامة. واكملت الكثير من المشاريع الوثابة في كل المجالات . بدرجة انك يمكن ان تتعالج الكترونيا وبالمشورات الطبية ومتابعة الفرق الطبية عن بعد. ومن يدري فقد تجري لك عملية جراحية وانت في بلدك والكترونيا. ولا نغفل كذلك المعاملات المالية التي تميزت بهما هاتان المدينتان. فهناك الكثير من المدن الذكية التي قطعت اشواطا في نهجها الذكي. فلقد توفرت في هذه المدن كل المقومات للمدينة الذكية وهي التنقل الذكي والاقتصاد الذكي و العيش الذكي والإدارة الذكية، والناس الأذكياء، والبيئة الذكية. وهذا ما نراه مستحيلا في الخرطوم التي ينقصها الكثير. ويادوب نحن بنصحي الصباح لنتوزع صفوفا للمياه والكهرباء والخبز والمواصلات وقفة الخضار ، وحتقول لي. فمن أجل نجاح المدن الذكية لابد من وجود بنية تحتية قادرة على استخدام واستيعاب التقنيات والوسائل والأدوات التكنولوجية المستقبلية، فالبنية التحتية تشمل كذلك المستشفيات المتطورة. وهذا ما نراه معدوما في بلادنا . وكذلك الجامعات التي تدنت مستوياتها الاكاديمية ، والمساكن التي تعودت السقوط مع رزاز الامطار والطرق المهترئة التي في غاية السوء . والانترنت والذي عرف بسلحفائيته الشديدة. فاذا اردنا حقا البدء في هذا المشروع الطموح يجب علينا ان نواكب العصر بفهم كل مقومات ومتطلبات المدن الذكية. إلى جانب ضرورة توفير خبراء مقتدرين لتدريب الناس علي هذا المشروع. كذلك لابد من ثورة تكنولوجية في التعليم الحالي الذي افسدته العقول الخربة. و تضمين كل العلوم التكنولوجية حتي يتشرب النشء اسرارها . وكل ما ارجوه ان نبدء الآن و بسرعة بدلا من اتهام الشبكة المسكينة بانها طاشة. ومشوار الالف ميل يبدأ بخطوة.