لعله كان من بين أهل الثقافة عموماً و السينما خصوصاً الذين عرفتهم و عملت معهم أكثرهم التزاماً و عطاءً وتفانياً ومعرفة باصول العمل الجماعى. وكل ذلك فى هدوء ونكران ذات يفوق الوصف. يعطى كل ما عنده ولا ينتظر جائزة من أحد . ذهب محمد مصطفى الأمين كضوء لماع ومض حيناً ثم خبأ فى سماء حالك. وبرحيله فقدت السينما السودانية -فى عثراتها – ما ومن لا يُعوض فى معرفته الموسوعية بالتاريخ السينمائى العالمى والمحلى والإهتمام بالتوثيق والنقد وتشجيع الأجيال الناشئة ، ولعل هذه الأجيال تدرك وتقدر وتدرس مساهماته المميزة فى ظروف صعبة. وبرحيله فقدت أنا شخصياً عزيزاً نبيلاً امتدت صداقتنا لأكثر من نصف قرن . ربما لم أك اراه كثيراً لكن كان وجوده وهو يعمل ويكد ويصارع ويبحث فى صمت يكفينى ويسعدنى .