اِعْتَلَيتُ منبرَ مسجدٍ، بحَي المَلْقا شمالي الرياض السعودية، لذاتِ خطبة لذاتِ جُمعة، كُلِّفتُ بها في الزمن الضائع، فجرى على لساني – ارتجالاً- بعضُ الَّذِي تقرءُون :- ( الحمدُ للهِ الذي إذا ذُكِرَ وحدَه، اشْمأَزَّت قلوبُ الذينَ لا يؤمنون. وإذا ذُكِرَ الذينَ من دونِه إذا هُم يستبشِرُون. إنَّ ما يشاءُ اللهُ يكُونُ، والذي لا يشاؤُه أبداً لا يكُون. مَنْ يَشَأِ اِللهُ يُضْلِلهُ، ومَنْ يَشَأ يجعلْهُ على صراطٍ مستقيم. إنْ يَشَأ يُذْهِبْكُم – أيُّها الناس- ويَأْتِ بخلْقٍ جديد. وإنْ يَشَأ يُزِلْزِلُ الأرضَ زلزالاً حتى تُخْرِجَ الأرضُ أثقالَها، وتَضََعَُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وترى الناسَ سُكَارَى، وتقولون ما لَها. وإنْ يَشَأ تنشَقُّ السماءُ بماءٍ مُنْهَمِر، فأينَ تذهبون.?، وبأيِّ حديثٍ بعْدَهُ تُؤْمِنون، وبأيِّ آلاءِ رَبِّكُم تُكَذِّبُون. وبعدُ، فيا أيُّها الناس، إنَّكُم تقولونَ ما لا تفعلون. كَبُرَ مقتاً أن تقولوا ما لا تفعلون. تجمعون ما لا تأكُلون، وتبنون ما لا تسكُنُون، وتخادعون اللهَ وتتمنُّون عليهِ الأماني وتدَّخِرُون في بيوتِكم ما لا تحتاجون ولا منه تنفقون. إنَّكم لا تخدعون إلا أنفسَكُم ولكن لا تشعرون. تُخْطِئون بالليل والنهار ثُمَّ لا تستغفرون، ولا إلى رَبِّكم تتوبون، وربٌّكم باسِطٌ يدَهُ بالنهار ليتوبَ مُسِيئُ الليل، وباسِطٌ يَدَهُ بالليل ليتوبَ مُسِيئُ النهار، وهُوَ الذي يقبَلُ التوبةَ عن عبادِه، ويعفُو عنِ السيِّئاتِ، ويعلمُ ما تفعلون. فيا أيُّها الناس، اِتَّقُوا اللهَ، فإنِّي أخافُ اللهَ ربَّ العالَمين، وإنِّي برئٌ منكم ومِمَّا تعملون. ويا أيُّها الرَبُِّ، ليتَ الذي بيني وبينَك عامِرٌ وبيني وبينَ العالَمينَ خرابُ، إذا صَحَّ منك الوُدُّ فالكُلُّ هَيِّنٌ وكُلُّ الذي فوقَ التُرابِ تُرابُ. قالَ الحافظ ابنُ كثير; يقبلُ التوبةَ عن عبادِه- فيما مضى-، ويعفُو عن السيِّئاتِ – فيما يأتي-. قال : ويعلمُ ما تفعلون. وسُئِلَ ابنُ مسعود عن الرجُلِ يَفْجُرُ بالمرأة ثُمَّ يتزوَّجُها. فأطرقَ عبدُ اللهِ إلى الأرض مَلِيَّاً، ثُمَّ نظَرَ نظرةً في السماءِ، فقال;( وهُوَ الذي يقبلُ التوبةَ عن عبادِه، ويعفُو عن السيِّئاتِ، ويعلَمُ ما تفعلون). أَقُولُ ما سَمِعْتُم، واسْتَغْفِرُ اللهُ لي ولكُم. "شُكْرِي" [email protected]