سايمون دينق يُحكى بأن ثعلباً كان يهجم في كل ليلة على مزرعة دجاج ويأكل كفايته من الفراخ ثم يغادر . شعر صاحب المزرعة بالتناقص المستمر في أعداد دجاجه فقام باجراء تحصينات امنية على الاقفاص ليصعب من مهمة اختراقها. عاد الثعلب في الليلة التالية كعادته وهو يمني نفسه بوجبته المحببة من لحم الدجاج ولكنه فوجيء بالتحصينات الجديدة.. لكنه قرر أن لا يركن ولا يستسلم أبداً لان الموضوع في غاية الاهمية بالنسبة له، فحاول كثيرا دون جدوى، وعندما استنفذت جميع فرصه وأُغلقت امامه كل السبل قرر إدخال ذيله الطويل الي داخل القفص وبدأ يحركه بشدة في جميع الاتجاهات وسبب بذلك ذعرا شديدا وسط الدجاج وسادت حالة من الهرج والمرج داخل القفص وتعالت أصوات الدجاج بعد الهلع الذي أصابه.. فأطلق الثعلب مقولته الشهيرة (سهر الجداد ولا نومو). مما لا شك فيه ان حكاية (الثعلب والجداد) هو السيناريو المرتقب في صراع الجبابرة الذي قرر نشطاء التحالف المدني إزاحة الستار عنه في (تظاهرات 30 اغسطس) التي دعى لها الاخير في البلاد.. وهي مسرحية حرجة للغاية تعتمد على اسلوب الكر والفر بين الطرفين. الحكومة بكل تأكيد اعدت نفسها اعدادا استباقيا لمواجهة تلك التظاهرات الافتراضية التي لم تتبلور بعد من دعوات تم اطلاقها من قبل نشطاء التحالف المدني عبر منصات التواصل الاجتماعي الي فعل ملموس في أرض الواقع، هذا ما يؤكده الكم الهائل لافراد الشرطة والقوات النظامية الاخرى الذين يملأون جميع شوارع مدينة جوبا وازقتها ولسان حال الحكومة يقول (التحالف نفجخو بصلة قبل ما يبقى اصلة) غير ان اغلب الدلائل تشير الي ان التحالف المدني ربما قصد بتلك الدعوات وضع ذيله في قفص الحكومة ومن ثم تحريكه .. وينتظر ظهور النتائج التي تجلت بكل وضوح في الاستنفار الأمني الكبير .. يعني (القحة) عملت حكاية!! ألقأكم.