وبافتراض، أنَّ من قرأَني في المقال السابق اكتسبَ معرفةً بما قُلْتُه، وفَهِمَه، وأحَبَّه. فإنَّ هذا هو المقام الذي نمضي فيه قُدُماً، قليلاً وسَوِيَّاً، إلى أمام. أقُول: إنو مثلاً، واحد قال على ملأ، أو كتب إنو واللهِ وجدي صالح ده حرامي. فيا، إمَّا:- كلام الزول ده ما صحيح، ولا عندو أساس. وعدم صِحَّتو وافتقارو للأساس، البعرفو أكتر من أيِّ مخلوق، وأكتر حتى من الملكين ال عن يمينو وعن شمالو، هُوَ وجدي نفسو. لأنو وجدي بالإضافة لإنو بدن، فهو مُزَوَّد بروح. بطبيعة باطنية في أعمق أعماق نفسو. الطبيعة الباطنية دي لا يمكن الكذب عليها. ولو كذَّبْتَ عليها بتعاقبك بإنها تفضح كذبك وتبيِّن عُوارَك، بإنَّها تظهرو في قسمات وجهك، وفي نظرات عيونك، وفي فَلَتات لسانك وقلمك. أقول: لو كلام الزول ما عندو أساس، ما مفروض مجدي يكترث ليهو، أو يعيرو أيِّ اهتمام. والكلام ده ما بى إرادتو وإنَّما لا إرادياً. اللا إرادة أو زي ما بيقولوا بتوعين المدارس:( اللا وعي), هو البيتحكَّم في تصرُّفات الناس. وهو بطبيعتو ما بيعرف الكذب، ولا بتحرك بدون أساس حقيقي. ولو خلاص الزول ده بقى يكرِّر في كلامو بحيث إنو وجدي يُصَار مِنُّو. هنا المسألة بتقفز إلى مستوى الوعي. وبعد كده بتصبح موضوع خارج النفس والطبيعة الباطنية. يعني، ممكن يمشي، ومن سُكَات، يفتح فيهو بلاغ، أو يرسل ليهو شوية رمتالة يوَضِّبوهو، وانتهى البيان. أمَّا: حكاية إنو وجدي يكتب كلام من شاكِلة, أنا بعرف موسم الزراعة وموسم الحصاد، وأنا ود البلد دي، وأنا الشِفِت ومُمَسَّح بالزِفِت، وأنا مناضل وأنا أمين وشريف، وأنا الفارِس النظْرة عيوني تجَنِّن. ده من وُجهة النظر القدَّمْتها كأنَّما هو محاولة لِذَر الرماد في العيون، وعلى عكس المُرَاد بيكشف عن البئر وعن غُطَاهو، وبيأشِّر على الحاجة المدسوسة تحت الحاجة الواضحة، تماماً كضوء النهار في الوقتِ ذاتِه يكشف عن ذَاتِهِ، وعنِ الليل. "شُكْرِي" [email protected]