في مشهد غير مألوف أثار انتباه العالم، ظهر مذيع التلفزيون الأفغاني ميراوس حقوست، على الشاشة ليقرأ بيانا أعدته حركة طالبان، وخلفه عدد من مقاتلي الحركة. وقالت الحركة في بيانها، الذي قرأه المذيع تحت تهديد السلاح: "مجاهدو الإمارة الإسلامية يحاولون إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان". وأضاف البيان "مطلبهم الوحيد هو أن يدعمهم الناس ويتعاونوا معهم، وألا يخافوا من أي شيء". كشف هذا المشهد عن التناقض بين ما يقوله حكام البلاد الجدد وما يفعلونه، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. وفي وقت لاحق، قال حقوست في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "محطتنا التلفزيونية محاصرة"، مضيفًا أنه اشتكى إلى المكتب الإعلامي لحركة طالبان، لكن دون جدوى. وتابع: "قمنا بتنفيذ برامجنا، وكان مقاتلو طالبان معنا داخل الاستوديو". بعد الاستيلاء على كابل في 15 أغسطس، أعلنت طالبان التسامح مع الجميع، وتعهدت بأن الأفغان، حتى أولئك الذين عملوا مع الحكومة السابقة والقوات الأجنبية، ليس لديهم ما يخشونه من حكام البلاد الجدد. لكن الواقع على الأرض في جميع أنحاء البلاد غير ذلك، حيث تظهر طالبان بالفعل عدم استعدادها للتسامح مع الأمور الثقافية أو السياسية التي تتعارض مع معتقداتهم الأصولية. ويخشى العديد من الأفغان، الذين عايشوا فترة حكم الحركة في أواخر التسعينيات أن "الأسوأ لم يأت بعد". وقال حمزة ألفت، ناشط من المنطقة، في مقاطعة دايكوندي غرب كابل، بعد وقت قصير من سيطرتها، منعت طالبان الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس، مما أدى إلى إغلاق جميع مدارس الفتيات. وذكر ألفت أن حركة طالبان منعت النساء من مغادرة المنزل دون محرم، بل منعتهن من غسل الملابس في النهر. وأدت القيود الجديدة، إلى جانب الضرائب الجديدة التي فرضتها الحركة، إلى اشتباكات دامية بين ميليشيا محلية وطالبان، وفقًا لعدد من السكان. في ظل عدم وجود حكومة أو قواعد معلنة رسميًا في ظل النظام الجديد في كابل، يبدو أن مقاتلي طالبان في المقاطعات يتصرفون إلى حد كبير بناءً على تفسيرهم الشخصي، بحسب الصحيفة الأميركية. وأكدت الصحيفة أن هناك دلائل على وجود انقسامات داخل طالبان، حيث يحاول بعض القادة السيطرة على المقاتلين من المناطق الريفية الذين يقولون إنهم أقل اعتيادًا على الحياة في المدن الأكثر ليبرالية التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة. وقال صاحب مقهى في كابل إن "مسؤولي طالبان اعتذروا لأصحاب المطاعم بعد أن اتهم مقاتلو الحركة بعض المطاعم بالعمل كبيوت دعارة". في كلمة ألقاها أمام مقاتلي طالبان في مطار كابل، والتي تم تداولها على الإنترنت، طلب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، يوم الثلاثاء، من المقاتلين أن يكونوا لطيفين في تعاملهم مع الناس. وكان القائم بأعمال وزير التعليم في حركة طالبان أعلن الأسبوع الماضي، أن الحركة ستمنع الطلاب والطالبات من الدراسة معًا في الجامعات، مما دفع العديد من الأفغان للتشكيك فيما إذا كان سيسمح للنساء بالدراسة على الإطلاق. وتقول النساء اللواتي تعملن في الشرطة الأفغانية أو الوزارات الحكومية إنهن يتلقين تهديدات متكررة من قبل الحركة. وأضافت موظفة بوزارة الداخلية: "يتصلون بي من مكتبي السابق ويقولون، نحن نعرف أين تسكنين".