طَبْ. انتَ رجُل أعمال أو صاحب أموال، أو موظف كبير أو صغير، أو عضو في جماعة أو حزب أو ديانة أو منظمة، أو حتى رب أُسْرة مسؤول من زوجة وأطفال ووااك وييج واك، أو موجود في سوق اللهُ أكبر تزاحم مع الرجرجة والسوقة والدهماء. كدى ورِّيني ح تكتب كتابة جَيِّدة إزَّاي، وبى ياتُو طريقة. إنَّه لأسْهَل على تصوُّري، وأَيْسَر لمسار فِكْري أن يُمَرِّر جملاً من سَمِّ الخياط، من أن أتصوَّر شخْصاً تعلَّقَ قلبُه بشئٍ من هذه القاذورات، يكتُبُ كتابةً جَيِّدة. على أنَّ بإمكاني أن أتصوَّر كاتباً يتَّخذ من موهبة الكتابة إلى أسباب البقاء على قيد الحياةِ سبيلاً، لكنني لستُ بحاجةٍ أبداً لأن أكونَ بالغيبِ عالِماً لأفهم أن ليسَ كُلُّ ما يلمعُ ذهباً، وأنَّ هكذا موهبة ما هِيَ إلا زفراتٌ لروحٍ جبانة زائِفة تقضِمُ في دواخِلها دودةُ الأنانية والذُعْر. الموهبة الحقيقية، وبالمعنى الصححيح، لا يمكن أن تُوَظَّف لأغراض تافهة كهذه، أو تستحيل إلى وظيفة أو مهنة لأنَّها بطبيعتها ليست مهنة أو وظيفة وإنَّما رُؤيا ولمحة وانتظارُ وحي، ولا يدري أحدٌ متى اللمحةُ تأتي، أو كانت الرؤيا، ولا متى نَزَلَ بِهِ الروحُ الأَمِين. أنا لما أكتب، بكون بتكلَّم مع نفسي وبفتِّش عنَّها، وأنا بحفر فيها وأنزل جُوّاها، وفي أعماق وجودها لغاية ما اتطمَّن واقتنع إنو ما في أخدود أعمق من الأُخْدُود الحفرتو سكين محراثي في النفس البشرية، وإنو ده هو فعلاً دستور ذاتي الحقيقية، بعدها بكتب أساساً، وفي المبتدأ والخبر، لنفسي أنا. وما أظن زول بيقدر يخدع نفسو يعني، أو يكذب على ذاتو برضو. ولذلك، وعشان كده أنا راسخ لأنو مُجْبَر على كده، ومُبْهِج ومُبْتَهِج. مُبْهِج للبشعُرُو وبيفهمُو من الآخَرِين، ومُبْتَهِج وحكيم لنفسي أنا. هناك كُتُب، وكتابات، وكُتَّاب أضافوا حقَّاً للإنسانية، وزادوا صِدْقاً للرصيد الإنساني من الحقيقة ومن الإنسانية، ومن فرحة العيش على هذه الأرض، لكن القاسم الذي يكون يكادُ مُشْتَرَكاً بينهم أنَّ الدافع الخَفِيَّ لمواهبهم هي إرادة الحياة، بينما حافِزِي هُوَ نحو الحقيقة، وبينما لا أعرف أبداً إلى أينَ يقودُني حافِزِي، وفي الوقت الذي أعرفُ تماماً أن الإنسان لا يرتفع عالِياً إلا حينَ لا يعرف إلى أينَ سيقودُهُ طريقُه. ومِنْ ثَمَّ، فسأكتُب كتاباً – بل شرعتُ فيه بالفعل- انتقلُ فيه من احدى نبتات هذا النظر إلى أُخْرَى عند أوَّل همسة وأَخَفِّ لمسة، وأُضَمِّنُه مبادئ صميمية إلى حَدٍّ بعيد، وأساسِيَّة بدرجة أكبر، وأَوْدِعه معنىً تشَرَّبَ في كُلِّ نسيجٍ وكُلِّ عظمٍ في كياني. فارتقب، ودَعْكَ من أنصاف المواهب، والعاطلين عن أيِّ موهبة. "شُكْرِي" [email protected]