_يلتفت اخيرا حمدوك ليتذكر انه يحكم دولة مزقت اوصالها الخوف واستباح الرعب مفاصلها، غذتها الجريمة وتمدد في ازقتها الموت وأصبحت فيها غتامة المشهد وسوء انفراط عقدها لا يخفى لقد طفح فيها البؤس وعلت فيها الخطيئة ولكن صياح الأشباح قد يعيد بعض من الطمأنينة ويرعب أصحاب تسعة طويلة ويرجع فيران الظلام وخفافيش الليل إلى اوكارها وتسكين المخاوف. _ لقد علا الصراخ وضربت عصابات الموت صبر السكان واستباح نهارا جهيرا كل الطرقات وعاثت في الأرض فسادا وارهبت الكل وفي عز النهار فعجزت الدولة في استتباب الأمن وانزوت مقهورة محبطة في غير مكتوسة بالأفعال وغير ابهة لمصير المواطن غاضة الطرف عن مهامها ونمر كما يقال طلع من ورق لا تعتريه نخوة المروءة ولا تهزه فجاعة الحال وموت الرعية فهناك من يحرسه. _لم تعد الخرطوم آمنة مطمئنة ولم تعد طراقتها تحمل حياة وتزخر بالأمل مشبعة بالسلام لقد ضاقت الأزقة وانتشر الخوف وقهر الرعب أعتى القلوب وبات كل شيء تحت سيطرة الهلع، عجزت الدولة عن لجم المخاطر ومواجهة الخطر وتركت كل شيء لعبث البراغث كان شان الأمن خارج نطاق أولوياتها، يبدوا ان الاحزاب تعيد تاريخ مقبرتها ومشاهد من حكاية أميرة التي عجلت بدفن الديمقراطية في عز عهدها ولكن لا أحد يعي ويستفيد من الدروس السالفة. وخزة: بعد كل ليل معتم يبصر الناس الأمل وتهدهد في جوانحهم الأماني و َتاسر لبهم الأمنيات الا نحن كتب علينا درك الشقاء خذلان الرفاق وقلة الحيلة ونكبة الأحزاب وسجامتها، نيف وخمسون عاما ولم تبلغ الرشد وتعي وتستفيد من دروس ماضيها. [email protected]