نكلت قوات الدعم السريع بشباب من ثوار منطقة امبدة بشمال امدرمان في ظل تباطؤ واضح في إجراءات النيابة العامة والشرطة بعد أن هتف الثوار ضد محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي؛ ووصموه ب "القاتل" خلال حضوره حفلا لتخريج طلاب في احد مساجد المدينة. وقال محامون وثوار يتابعون إجراءات إطلاق سراح الثوار إن هنالك مخاوف كبيرة على حياة الثوار؛ خصوصا في ظل الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم واقاليم السودان الاخرى خلال الفترة الاخيرة وقدرتهم على تعطيل العدالة. ووفقا للمحامية ايمان حسين فقد تم تحويل الثوار المعتقلين من قسم امبدة شرق إلى القسم الشمالي في الخرطوم يخالف القانون ويهدف إلى إطالة امد اعتقالهم وربما تحويلهم إلى جهة اخرى تعرض حياتهم للخطر. واتهمت قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي بارتكاب مجازر كبيرة في دارفور وخلال عملية فض اعتصام الثوار امام القيادة العامة في الخرطوم في يونيو 2019 والتي راح ضحيتها مئات الشباب السودانيين. وفي اعقاب ثورة ديسمبر التي اطاحت بنظام المخلوع عمر البشير في ابريل 2019؛ انتشرت العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر الانتهاكات الضخمة التي ارتكبتها قوات حميدتي ضد السودانيين العزل. جرائم عديدة وقعت خلال الاشهر القليلة الماضية نحو 10 جرائم قتل واعتداء واعتقال تعسفي طالت عدد من الناشطين من بينهم الشاب بهاء نوري الذي قتل على يد مجموعة تتبع لقوات الدعم السريع في نهاية العام الماضي إضافة إلى الناشط ودعكر الذي وجد جثمانه في مشرحة حكومية وسط 198 جثمانا كدست بطريقة وحشية ويعتقد انها تضم عددا من شهداء ومفقودي جريمة فض الاعتصام. #ججنجويد_رباطةقتلةمغتصبين_لصوص_عملاء فيديو الثائر الذي هتف ضد حميرتي من زاوية اخرى .. عزيزي المواطن انتصر لمن يضحي لينتصر لك ولا تتخاذل #كل_القوةالشمالي_جوة #سليمان_جمال رمز الشجاعة #ججنجويد_رباطةقتلةمغتصبين_لصوص_عملاء Posted by نمور العباسيه on Saturday, September 11, 2021 ويتعرض العديد من الثوار واعضاء لجان المقاومة التي قادت الثورة لملاحقات متواصلة كان آخرها قيام مجموعة من رجال الشرطة بضرب احد النشطاء في حي الصحافة بجنوب الخرطوم بشكل مبرح واعتقال 5 من زملائه دون مسوق قانوني مقبول. اعتداءات متكررة تكررت خلال الفترة الاخيرة بشكل مفزع اعتداءات قوات الدعم السريع والاجهزة الامنية الاخرى على المدنيين؛ وذلك بسبب ثقافة العنف والاضطهاد التي زرعها النظام البائد. ويطالب الثوار والمجتمع الدولي بضرورة إصلاخ وإعادة تأهيل وتدريب كامل المنظومة العسكرية وتعديل عقيدتها وتهياتها لمواكبة التغييرات التي شهدتها البلاد والتعامل مع المدنيين بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتسمح لكل من تعرض للاعتداء لمقاضاة الجهة المعتدية. وتوالت خلال الاشهر الاخيرة التحذيرات من تعدد الجيوش وخطورة ذلك على الامن القومي؛ لكن حميدتي يرفض بشكل قاطع دمج قواته داخل الجيش السوداني وهو ما يضع عقبة كبيرة امام تحقيق السلام الشامل في البلاد إذ تشترط بعض الحركات المسلحة بحل مليشيا الدعم السريع وإعادة إدماجها في جيش وطني موحد. قنبلة موقوتة يعتبر الكثير من السودانيين استمرار وجود مليشيا الدعم السريع وعدم حلها او دمجها في الجيش السوداني بمثابة قنبلة موقوتة تهدد أمن وسلامة الوطن. وبعد الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها في دارفور وعمليات القتل والاغتصاب الواسعة التي طالت ملايين السكان هناك؛ سمح المخلوع البشير في مايو 2014؛ لقوات الدعم السريع المعروفة ب "الجنجويد" بالتواجد في العاصمة الخرطوم وهو ما اثار مخاوف كبيرة. ومنذ ذلك الوقت اتسعت مساحة سلطة وتواجد قوات الجنجويد وتمكنت من بناء مملكة اقتصادية ضخمة على حساب موارد البلاد. وكان دخول الجنجويد الخرطوم بمثابة تحول تاريخي ومفصلي في تاريخ الحياة الأمنية في السودان؛ وهدف لتجريب لورقة الأخيرة لضمان بقاء نظام البشير.