أقرّ المستشار السياسي لرئيس الوزراء، ياسر عرمان، بعقبات تواجه الثورة، لكنه قال إن طريق النضال فيه صعود وهبوط. واتهم عرمان فلول النظام البائد بالعمل على محاصرة الحكومة، مشيراً إلى أنهم بدأوا في قطع الكهرباء بمروي ويعملون على قطع البترول في كردفان، والموانئ في الشرق. واعترف عرمان، في لقاء بثته إذاعة هلا 96 أمس (الاثنين)، بوجود تباين بين الحكومة والشارع، لكنه نصح بعدم اللجوء لإسقاط الحكومة الحالية، لأنه مدعاة لفتح الباب لعودة الفلول، داعياً لإصلاحها، وأن تجتمع قوى الثورة على قلب رجل واحد، على حد تعبيره. وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء، إن فلول النظام البائد ما زالوا يسيطرون على مفاصل الدولة، مستدلاً بعدم الاستفادة من ثروات وموارد البلاد مثل الذهب، وأضاف "الفلول يعطلون أي شيء". ورأى أن الحل في الشوارع، داعياً لعدم قبول شيطنة الفلول لقوى الحرية والتغيير. وأوضح عرمان، أن مؤسسات الثورة ليست قوية بالشكل المطلوب، واصفاً إياها بالمريضة، وأنها بحاجة إلى العلاج، وقال "مثلما أفسد الشارع مؤامرة الفلول في الثلاثين من يونيو الماضي، سيفسد مخططهم الحالي". وحول قبوله لمنصب مستشار رئيس الوزراء، لفت عرمان إلى أنه جاء نتيجة تفاهمات بينه وبين رئيس الوزراء، بعد رفضه لتقلد منصبي وزير الخارجية والإعلام. وأشار إلى أن السبب الأول، لقبوله المنصب، هو الإسهام مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، في تقوية الارتباط بالشارع ولجان المقاومة والحركات المسلحة، وبناء جبهة سياسية مع كل الفاعلين، وقال إنهم وصلوا الآن لجزء منها، فيما عزا السبب الثاني، لتنفيذ اتفاق سلام جوبا، خاصة ملف الترتيبات الأمنية، بجانب لعب دور في العلاقات الدولية. وبحسب عرمان، فإن مخطط الفلول للانقلاب على الثورة يقضي بإجبار الناس على إفشال رئيس الوزراء الحالي، وتعيين رئيس وزراء ضعيف وتغيير الحاضنة، مناشداً قوى الثورة بالوحدة. أما فيما يتعلق بالإسلاميين، فقال إن عليهم اتخاذ موقف صحيح من الديمقراطية والعدالة، موضحاً أن ما فعله الرئيس المخلوع، عمر البشير، والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، علي كرتي، انتهى إلى ضفة أخرى من النيل، على حد تعبيره، وقال "لا تتركوا المجموعات الأمنية والعسكرية تسيطر على حركتكم، بل يجب تجديد العمل السياسي". من ناحية أخرى، دعا عرمان المتحفظين والرافضين للإعلان السياسي المطور لقوى الحرية والتغيير بالعودة، داعياً الحزب الشيوعي للاضطلاع بدوره في الانتقال، مثلما تحمل من قبل أعباء وكلفة التغيير. وأعلن أن التحالف سيقود حواراً مع حركة العدل والمساواة، لأن مكانها الطبيعي قوى الحرية والتغيير، وكذلك حركة تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، وقال "نحن في حاجة إليهم، ويجب أن نذهب لبناء السلطة الثالثة التشريعية، لإرساء عنصر المحاسبة للحكومة. ونوه عرمان، إلى أن الإعلان السياسي الأخير، يأتي لإيقاف مخططات الفلول، مشيراً إلى أنهم يستخدمون عصابات "النيقرز" للقضاء على الثورة وتقوم جهات بترتيبها، وقال إن هنالك جهات تقرأ من كتاب هزيمة الثورة عبر تجويع الناس. وشدد عرمان، على أن لا أحد يستطيع تركيع الشعب، وأنه سيمضي رغم كل المشاكل. وعاد عرمان ووصف الإعلان السياسي، بأنه بمثابة "ورشة وتجديد قطع غيار وورنشة جديدة للحاضنة السياسية"، داعياً لمسيرات مليونية ضد الانفلات الأمني لإخراج الفلول من مؤسسات الدولة، لافتاً إلى أن الجرأة بلغت بمن نالوا الوظائف بالاستهبال، أن يتجرأوا على شباب الثورة في تلك المؤسسات. وقال عرمان، إن آلية رئيس الوزراء، مهمتها فتح حوار حول تسع قضايا؛ أهمها الإصلاح الأمني والعسكري، حيث رأى أنه وبدون إصلاحها وبناء جيش مهني لن ينصلح حال الدولة، مضيفاً "المخلوع شوه المؤسسة العسكرية، وزج بها في عمل سياسي واقتصادي لدرجة اعتقد فيها الفلول أنها جناحهم المسلح"، غير أنه أشار إلى أنها الجناح المسلح لحماية المصالح العليا للسودان. وأكد عرمان مضيهم في بلورة مشتركات بين المدنيين والعسكريين تنتهي بدولة مدنية كاملة، وحل التناقضات بين المجتمع المدني والمؤسسة العسكرية، وفتح الطريق لدولة مدنية ومؤسسة عسكرية معافاة. وبشأن إصلاح القطاع الأمني والعسكري، قال إنه لا يهم العسكريين وحدهم، بل كل القطاعات المهنية، مشيراً إلى أنه من الأوفق للمؤسسة العسكرية. ورأى أن الوضع في البلاد خطير، مشيراً إلى أن القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، لديه فرصة ليكون أعظم قائد، وينهي كل التشوهات نحو الانتقال المدني، أو أن يؤدي لانهيار السودان، مشدداً على أن أي محاولة من الفلول لانقلاب على ظهر القوات المسلحة، ستبوء بالفشل. صحيفة الحداثة