أضرار بيئية واقتصادية، يشتكي منها سكان حي المعمورة بالخرطوم، وأصحاب المحال التجارية المطلة على شارع عبيد ختم، شمال جامعة أفريقيا العالمية، بعدما حوّل سائقو مركبات عامة المساحة بين الطريق والمنازل إلى موقف للمواصلات. وخلق الموقف العشوائي، هناك، حالة من الفوضى والازدحام، حيث انتشرت القاذورات بصورة لافتة. وأكد شهود عيان، تكرار حالات تفلتات أمنية، كما ضرب امتداد العربات المصطفة شمالاً حاجزاً أمام المحال التجارية، مما أدى إلى صعوبة إيصال البضائع وضعف القوة الشرائية. وطالب المواطن "أحمد عبد الكريم" صاحب مغلق مطل على شارع عبيد ختم والي الخرطوم، أيمن نمر، والوحدة الإدارية، بمعالجة موقف حافلات الحاج يوسف، ودفع الضرر الذي لحق بهم كأصحاب محال تجارية. وقال عبد الكريم ل(الحداثة)، "إننا نعاني أشد المعاناة، لوقوف وتمركز أصحاب الحافلات الكبيرة والصغيرة التي تقف من الناحية الجنوبية لشارع عبيد ختم وشمال بوابة جامعة أفريقيا". وبيّن أن المعاناة تتمثل في الدخول والخروج لأصحاب المحال التجارية وسكان الحي، فضلاً عن الإفرازات السالبة للبيئة، جراء سلوك سائقي المركبات المشار إليها. وأوضح "عبدالكريم"، أن الموقف غير مصدق من الوحدة الإدارية أو المحلية أو الولاية، وقال: "هذا الموقف نشأ عشوائياً من قبل أصحاب الحافلات، بفعل انعدام الرقابة". واستنكر ما وصفه بالسلوك غير الحميد للسائقين، مضيفاً أنهم في مرات عديدة سبق وأن اختلفوا فيما بينهم في أسبقية (النمرة)، مما دفعهم لاستلال (سكاكينهم) لبعضهم. من ناحية أخرى، امتدح "عبدالكريم" الأدوار الجليلة التي تقوم بها لجان المقاومة بالمنطقة لمعالجة بعض الإشكالات، كاشفاً عن صياغة شكوى مشتركة من سكان الحي والتجار بالمعمورة، للدفع بها لمحلية الخرطوم عن طريق لجان المقاومة والخدمات، من أجل معالجة وقف الأضرار. من جانبه، ندّد المواطن "عبد العظيم النو" صاحب محل لبيع الغاز بما أسماها الظاهرة الجديدة لأصحاب الحافلات، وقال إنها تمثل ثلاثة خطوط لم تكن موجودة من قبل، إلا أنها ظهرت في العام الماضي. وأضاف النو، أنهم يعانون من "بذاءة الألفاظ"، وتلوث البيئة، بالإضافة لمعاناة الزبون في الوصول إلى مجمع الغاز. وتابع "الزبائن يأتون إلينا وهم يحملون الأسطوانات على أكتافهم.. وقع علينا ضرر كبير، ونأمل أن تعمل السلطات المحلية ولجان المقاومة على حل هذه المشكلة"، لافتاً إلى أنهم لا يريدون الدخول في مشاجرات حتى لا يحدث ما لا يحمده عقباه. وفي السياق، يقول "منجد البدري" مالك بقالة إنه يركن سيارته باستمرار بعيداً عن متجره، بسبب ما أسماه التغول في موقف الحاج يوسف على الشارع المواجه لبقالته، مشيراً إلى أنه يعاني من تناقص دخله بسبب قفل الشارع من الناحية الغربية لمتجره. وأضاف أن الوضع أصبح مأساوياً بالنسبة إليهم، بيئة متدهورة وروائح كريهة وغياب للخدمات. "خالد حسن"، وهو يدير مكتبة لخدمات الكمبيوتر، اِلتمس من المحلية ولجان المقاومة إنهاء معاناتهم المتواصلة، جراء وقوف حافلات موقف الحاج يوسف، مطالباً المحلية بإزالة الموقف المذكور وإيجاد بديل له. بالمقابل، يقول وديع يوسف سائق حافلة بالموقف إن أصحاب المحال بحسب القانون، لديهم مساحة (مترين) أمام محالهم، وإن الحديث عن أكثر من ذلك هو أيضاً تعدٍّ على الشارع العام، قبل أن يقر بعدم وجود تصديق للموقف، إلا أنه عاد وأوضح وجود تصديق للخط. ورأى "يوسف" أنه إذا كانت هناك حلول فمن المفترض أن تكون بين السكان وأصحاب المحال من جهة، ونقابة المركبات والجهات المسؤولة من جهة أخرى، لافتاً إلى أنهم لا يرغبون في الدخول في خصومات جانبية ويؤيدون أي خطوة تنظيم. وعن السلوكيات التي تصدر من بعض سائقي الحافلات، يقول "يوسف" هو سلوك يصدر من البعض، وغير معمم على إطلاقه، وأنه لا يسانده. ويرى عضو لجان الخدمات والتغيير بحي المعمورة، محمد بهاء الدين، أن الحافلات تصطف على الشارع وفي مكان لم يحدد موقفاً للمواصلات، موضحاً أنها في السابق كانت تقف غرب المصرف، وحين تسببت في مزاحمة الطريق تم ترحيلها شرقاً، وأصبحت مصدراً لمشاكل كثيرة بالنسبة للمواطنين أصحاب البيوت. وتحدث أيضاً عضو لجان الخدمات والتغيير عن القيادة المتهورة في الشوارع الداخلية للحي، بهدف حجز مكان في (النمرة)، منوهاً بأن بعض الشباب قاموا بوضع متاريس ومطبات بدائية، للحد من الحركة السريعة للمركبات. ونوه إلى أنهم يواجهون صعوبة في التعامل والتفاهم مع سائقي الحافلات، مشيراً إلى أنه بصدد تقديم شكوى موقعة من سكان الحي للجهات المسؤولة بالولاية، تطالب بإرجاع الموقف لمكانه السابق وإيجاد حل عاجل. الحداثة