استلاب ارادة أهل السودان وإعادة البلاد الي حكم المشروع الحضاري في نسخته الثانية ، هو ما تسعي اليه حركة الناظر ترك في الشرق الغالي ، مظهر من مظاهر الاستعمار الجديد تحركه فلول النظام البائد ، مذكرة الجيش الشهيرة في 20 فبراير1989 مهدت لانقلاب الاخوان في يونيو1989م ، سبقتها تحضيرات من ذوي العمائم والياقات المنشاه يتقدمهم علي عثمان طه وغازي صلاح الدين ، يعيد المشهد تكرار صورته ويتحرك أهل اللباس السوداني البدوي وبثقل الناظر ترك ليقدم المذكرة في شكل اقفال طريق بورتسودانالخرطوم ، يرفع ذلك الحرج عن أصحاب المصلحة الحقيقية أو الباب العالي الذي ينوي استعمار السودان من مكمنه الحصين ، قفل الطريق وبوادر أعمال الشغب تماثل المذكرة ، والمطلب بذات الملامح ولا حاجة الي دبابة تنقل الحاكم الجديد بل يكفي (فورمان) يفوضه ليمنع تسليم الحكم الي المكون المدني ويمنح حكمه الشرعية القبلية. الشرق الحبيب وطوال ثلاثين عاما في حكم الانقاذ لم ينعم بأموال صندوق اعمار الشرق ، لم يقدم الصندوق أدوية مرض السل الذي يفتك بأهلي وعزوتي في سواكن وهيا وطوكر ، أبت ادارة صندوق اعمار الشرق تنفيذ مشروعات لسقيا بورتسودان من أربعات والقاش وبركة ، حصاد مياهها مجتمعة كانت ستصل الي نهر عظيم اذا أنفقت ادارة صندوق اعمار الشرق اليسير من تدفقات الاموال ، الاولي أن يتقدم فحص مسارات انفاق أموال صندوق الشرق مطالب الناظر ترك ، لجنة شعبية بأمر الناظر ترك تفتح لأهل الشرق سيرة صندوق اعمار الشرق وكيف تحولت دولاراته الي عقارات وأملاك خاصه وحسابات باسم بعض الملآ من المتنفذين في ادارة صندوق اعمار الشرق . صورة الاستعمار الجديد تحاول خلق معارك بعيدة عن اعادة تشغيل الخطوط البحرية السودانية ، تجافي رفع طاقة الموانئ السودانية وتحسين ظروف العمل فيها للكوادر والبواخر السودانية لضمان عدم اعادة صادر الهدي ، معركه نأخذ الشرق بعيدا عن مشاكله الحقيقية ، فلجنة ازالة التمكين التي تتحدث عن استرداد الاراضي والأموال في ولايات الخرطوم والجزيرة يسعي جاهدا الناظر ترك لحلها لما فيها من نيران ستصل الي من يوادهم في ولايات الشرق ، معركة استعادة حلايب وشلاتين لم يسبق أن حركت عند الناظر ترك شعره كأنما هي ديار مصرية عادت الي حضن مصر بالمباركة سكوتا من الناظر ترك . الاستعمار الجديد للسودان يستخدم المكون القبلي كغطاء ، الهدف هو الالتفاف علي العيون الدولية التي تراقب حركة التحول الديمقراطي في السودان ، مراكز المراقبة الدولية ربما وجدت المطالبات القبلية نوعا جديدا يطالب بالحكم العسكري وهو ما لم تشهده في تجاربها السابقة ، يأتيك الحكم العسكري هذه المرة مغلفا في غلاف زعيم قبلي له عزوة من دول أإقليمية عربية تقف خلفه لها مصالح في شرق السودان ، مصرتقف خلف الناظر ترك ولها أجندتها في (حلايب وشلاتين لمصر) ، البدون في الامارات والكويت مصدر قلاقل علي الصعيدين للامن الداخلي وتأتي من الخارج الادانات الدولية من منظمات حقوق الانسان ويمثل الشرق عند غلبة حركة ترك وسيطرة فكرتها ملاذا امنا لتفريغ تلك الحمولات السكانية والرهق البشري في وطن جديد للبدون من شتات ارض العرب بشرق السودان. الاستعمار الجديد للسودان من بعض أبناء السودان يأتي – للأسف – بذات طريق المشروع الحضاري الذي قسم البلاد ، لم يستفد عسكر السودان من تجربة نيجريا في ستينيات القرن الماضي وتجارب أثيوبيا والصومال الان للحفاظ علي وحدة البلاد بالتفاوض والحوار ، الناظر ترك وحركته يحملون أجندات وأوراق تخص الغير. يظن ظنا الناظر ترك أنه يتلاعب بها لمصلحة الشرق ولكن في عصر التقنيات الذكية تتدفق الفوائد عائدة الي حيث المشغل الرئيسي والمحرك المستفيد في دول الجوار من مصر الي الامارات. المستعمر السوداني الجديد لإرادة الشعب فاته أن الدول التي تستخدمه ستحصل علي الهيمنة علي السودان الارض والعبد ، من خلال استغلال الناظر ترك ومن يقف خلفه يتم الاستغناء عن الحملات التي كانت تغزو السودان لجلب الرجال الاقوياء للجندية وريش النعام والذهب الذي أصبح متوفرا في كل مناطق السودان ، ثم وأد الديمقراطية القادمة بنهاية الفترة الانتقالية يمثل هدفا كفض الاعتصام لمن يقف مساندا للناظر ترك ليخلع المكون المدني ويثبت الحكم العسكري حليفا لمصر والامارت وصديقا للناظر ترك ليبعد عنه فتح سجلات صندوق الاعمار وحسابات البنوك وما فيها من ديون معدومة وسجلات الاراضي التي أعطت حقا لمن كان لا يملك قبل الانقاذ شروي نقير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [email protected]