كلمة (الثالوث) ، في المسيحية، تعني أن الله واحد ، ولكنه في ثلاثة أشخاص أو اقانيم وهي: الأب والابن والروح القدس ، الأمر الذي نرفضه تماما في الإسلام…فهو ثالوث غير مقدس ، غير معترف بتكوينه. والثالوث غير المقدس في السياسة السودانية، في وقتنا الحاضر ، هو توليفة: الحزب الشيوعي والحركات المسلحة الرافضة لسلام جوبا بقيادة الحلو وعبد الواحد محمد نور… هؤلاء المعطلين لمسيرة الفترة الانتقالية وتتجسد فيهم صفات (الثالوث المظلم) . الثالوث المظلم ، من مصطلحات علم النفس الحديث ، حيث الشخصية ذات السمات النرجسية والنزعات الميكافيلية والاعتلال النفسي . هذه السمات قد تتجسد في شخصية بعينها… او تتفرق بين الأفراد فتصبح أكثر خطورة علي المجتمع عندما يجمعها هدف واحد.. وغالبا ما تكون شخصيات حاقدة او كارهة للبشر كما صورها( موليير) في مسرحيته الشهيرة (عدو البشر). هذه المقدمة ، كان لابد منها، ونحن نتأمل حال الفترة الانتقالية الحالية وما يحيط بها من مكر وخبث ودهاء لم تسلم منه الفترات الانتقالية السابقة فعجلت برحيلها قبل اكتمال نموءها حيث يوجد دائما من (يعكنن) مزاج الشعب السوداني ويعطل مسيرته ووأد الديمقراطية المستردة بدماء الشهداء. يفعلون ذلك بالثورة والثوار اما جهلا او نكاية او تشددا في المطالب او حقدا علي البشر او كرها للاستقرار وخلو حياة الناس من (الصراع) الذي يؤكد نظرياتهم ، حدث ذلك عقب ثورة أكتوبر 1964، كما حدث عقب انتفاضة أبريل 1985.. وكلنا يعرف الأسباب: كيف ولماذا ومن الفاعل؟ وكلنا يعرف ما كان يجري تحت الجسر من مياه. ولكن، ما يهدد مسيرة الفترة الانتقالية الحالية، هو وجود هذا (الثالوث غير المقدس) ، ممثلا في (الحزب الشيوعي السوداني) ، و (الحركة الشعبية/ قطاع الشمال) و (حركة تحرير السودان) .. حلفاء الأمس ، أعداء اليوم ! حيث لا يوجد أي مبرر لهذه العداوة ، للشعب او الثورة التي أطاحت بالعدو المشترك .. فكل الخلافات التي يسوغون بها ، ويسوقون لها ، لم تكن من صنيع الفترة الانتقالية ، حتي الشراكة بين المدنيين والعسكر… هي شراكة ظرفية ستنتهي بنهاية الفترة الانتقالية. ان وجود هذا (الثالوث غير المقدس) هو احد الاسباب الرئيسة في عدم استقرار المرحلة الانتقالية ، فضلا عن تشجيعها علي الانفلات الأمنى والتمرد والعصيان المدني الذي تشهده بعض مناطق البلاد ومنها التمرد الأخير بشرق السودان … ولا ادري ، ماذا يكسب هذا الثالوث من عداواته للثورة ، اذا ما انهارت الفترة الانتقالية دون تحقيق أهدافها وعاد العسكر؟ وإذا عادوا ، هذه المرة ، فالعود لن يكون أحمدا بأي حال من الاحوال ، بل هي العودة العكسية بالبلاد الي العصور الوسطى ، بل ربما ، الي العهد المسيحي الأول، حيث : الأب والابن والروح القدس… وعندها .. لا مجال لوجود (الثالوث غير المقدس) مع وجود الكهنة والآباء الأول.. [email protected]