في خطابه بالأمس المتماهي مع خطاب البرهان في الشجرة أمس الأول قال نائب مجلس السيادي حميدتي في حفل تخريج القوات الخاصة بوادي سيدنا أن السياسيون هم السبب في الانقلابات المتكررة في السودان !! وبرر قوله هذا بالإهمال الذي وجده المواطن من الساسة وصراعاتهم على الكراسي والمصالح الشخصية نعم صدق حميدتي في ذلك أيما صدق والدلائل على ذلك على (قفا من يشيل) ولكن كان على حميدتي أن يكون منصفاً ويتحدث عن الثروة التي تحت يده بعد أن ترك جبل عامر الى ولاية نهر النيل في أكبر وأغنى منطقة تعدين في محلية أبي حمد المعروفة (بالنابع) وأن يذكر ما تحت يد الشرطة والأمن من شركات وما لدى القوات المسلحة من مداخيل مهولة خارج نطاق المراجع العام وبنك السودان . كان على حميدتي أن يسأل نفسه ويوجه ذات السؤال للأجهزة الأمنية والشرطية والقوات المسلحة والقوات المشتركة وحرس الصيد وحرس الحدود عن هل قاموا بواجبهم تجاه الثورة والشعب السوداني حقيقة؟ . وهل عملوا على تهيئة الجو الملائم للعمل على انتشال الدولة السودانية من الحضيض الذي وصلت إليه في عهد الإنقاذ المرير؟ . هل فعلاً وقفت كل تلك القوات المدججة بالسلاح لحماية الفترة الإنتقالية من أي خلل أو إنفلات أمني؟ أم أن العكس هو الذي حدث ؟! وما سر الصمت المطبق للدعم السريع والشرطة والجيش تجاه الإنفلات الأمني والتهديد العلني لِتِرِك وبقية التهديدات التي سيعاني منها المواطن السوداني بصورة مباشرة ؟! . أليست هذه مهامكم في الأساس؟ ما الذي دعاكم للانخراط في العمل السياسي وأنتم عساكر وقوات نظامية ولستم قوات سياسية (إن صح التعبير) !! . الانقلابات العسكرية ومن ينفذونها يا حميدتي لا تحتاج لمبرر لتنقلب على السلطة فهي دائماً متأهبة متوثبة لذلك وإن لم تجد سبباً للإنقلاب ستنقلب على نفسها ، ما فعلته الأحزاب من هرولة ولهاث خلف الاستئثار بالمناصب مخز ومخجل ويدعو للرثاء بعد كل الكبت والضيق والقهر الذي عانت منه الأمة السودانية طوال عهد الإنقاذ البغيض لم يجد هؤلاء إلا خلق أسباب من العدم لتقديم فرص ذهبية للعسكر لإعادة اسطواناتهم القديمة المشروخة والمكررة والباهتة تلك ، وإلى اللحظة لا يدري أحد كيف أو من الذي حول وبدل وغير من حكومة كفاءات مفترضة للفترة الإنتقالية إلى حكومة محاصصات وترضيات وتوزيع غنائم ولعبة شطرنج ؟!! . [email protected]