مخزون البلاد من الوقود لا يكفي لمدة تتجاوز ال(10) أيام .. هكذا أعلن وزير النفط، جادين على عبيد، أمس في بيان له حول إغلاق المحتجين لمواني التصدير في شرق البلاد ، ويأتي حدث الوزير بعد استقرار نسبي كبيرة في أزمة الوقود ، لكن حديثه عن اقتراب نفاذ الوقود مع استمرار التصعيد في شرق البلاد ينعكس سلباً على الاقتصاد ويفاقم معاناة المواطنين في الأيام المقبلة ، ويتسبب ذلك في خسائر مادية وفنية كبيرة بحسب بيان للوزير أمس السبت. وتبلغ فجوة السودان من البنزين المحلي اكث6ر من (46%) والجازولين (53%) فيما ينتج السودان 70 ألف برميل يوميًا. وأعلن عبيد عن توقف محطات الضخ ما يعني توقف وارد المنتجات البترولية، كاشفاً عن أن المخزون الموجود لا يكفي لمدة تتجاوز ال(10) أيام فقط بالإضافة لاستمرار الإنتاج في مصفاة الخرطوم بصورة طبيعية. وأكد الوزير، استمرار العمل بخط أنابيب خام البترول الذي يعمل على تصدير بترول جنوب السودان، كما يعمل على مد محطة أم دباكر للكهرباء بالخام ويمد مصفاة الخرطوم بالخام بصورة جزئية ولا يزال مستمراً في الإمداد ويعمل بصورة طبيعية، إلا أن توقف الصادر بسبب منع إحدى البواخر من نقل الخام أدى إلى تخزينه في المستودعات الرئيسية بميناء بشائر وهذا لن يستمر أكثر من (10) أيام بعدها ستمتليء المستودعات بالخام وبالتالي الخط الناقل، ما يجعله عرضة للتجمد والتلف ويعد هذا الخط الأطول في أفريقيا، حيث بلغت كلفته المالية حوالي 1.8 مليار دولار، إضافة لإيقاف الإنتاج في حقول دولة جنوب السودان، وفقدان عائدات النقل السنوي من الخط وقدرها 300 مليون دولار سنوياً، وكذلك غرامات تأخير بواخر الشحن تفوق ال25 ألف دولار في اليوم. وأعرب الوزير بحسب صحيفة السوداني ، عن أمله في أن يتم الوصول لرفع حالة الإغلاق الراهن خلال مدة أقصاها أسبوع من اليوم لتفادي كل هذه الخسائر والأضرار. العاملون بالنفط : الإغلاق عمل إرهابي تخريبي.. ويقول تجمع العاملين بقطاع النفط إن المنشآت القومية تعرضت لمخاطر التدمير و التضييق على عامة الشعب وعدت الأمر عملاً تخريبياً و إرهابياً لا علاقة له بالثورة أو الحرية التي لم يخرج فيها ترِك و أعوانه رفضاً لإرهاب نظام الإنقاذ و إستباحتهم للدماء و هبوا فقط حين خطى الشعب نحو الأمام للانتقال إلى دولة الديمقراطية و الحرية مستغلين تماهي المكونات النظامية مع مخططهم الإرهابي و استخدامهم للعنف المُفرط تجاه المواكب السلمية بالخرطوم . يجدر بالذِكر عند إغلاق الطرق القومية بشرق السودان إشارة وزير الطاقة و النفط،جادين علي عبيد، وجود طُرق بديلة لنقل المحروقات عبر خطوط الأنابيب فنهيب بالمسئولين التروي في التصريحات و التعامل بمسؤولية و مهنية مع حساسية المرحلة و العمل الجاد بدلاً عن الحرص على الظهور في المنصات الإعلامية دون عمل حقيقي على أرض الواقع و نناشد رئيس الوزراء بضبط مسئولِيه و إختيار وزراء بقامة المرحلة و عظمة الثورة. واضاف التجمع أن متابعات كارثة البترول في مينائي التصدير، بشاير 1و 2 لا تزال مغلقة تحت سيطرة مجموعة ترِك، مما يوشك أن يؤدي لانعدام غير مسبوق للوقود واحتمالية تلف دائم بخطوط الأنابيب، في غياب تام للقوات النظامية. وقد رفضت الشرطة التدخل لحراسة المنشآت بحجة أنها لديها تعليمات بعدم التدخل. وبحسب العاملين في النفط أن مخربي حقول النفط بمناطق الإنتاج لا زالوا بلا رقيب ولا حسيب مسلّح يوقف العمل في بئر نفطي بحقل دفرا لمدة 10 ساعات ومُخرب يقوم بقطع أسلاك كهرباء تغذّي 5 آبار في حقل نيم، ويجري العمل الآن على إصلاحها. وكان قد أعلن التجمع في بيان سابق أن هنالك غياباً تاماً للحماية الأمنية مع سلبية القوات الموجودة من الشرطة والأمن. واللجنة الأمنية بالولاية غير قادرة على التعامل مع الأزمة حيث أن المجموعة التي ترابط على البوابات تمنع خروج ودخول العاملين والماء و الطعام و إحتياجات التشغيل ، وجاء في البيان . إن هذا الخطر ماحق نتيجة الحصار المفروض علي الميناء من فلول نظام الظلام والدمار وتحت مرأىً ومسمع من الأجهزة الأمنية التي تنظر إلى الأحداث من موقع المتفرج وموارد السودان تهدر و تدمر. تحذير من حالة شلل تام وتوقع الخبير الاقتصادي، د، وائل فهمي بدوي، عودة الصفوف والسوق الأسود للوقود مرة أخرى وقد تصل لقطوعات أطول للكهرباء المعتمدة على الكيروسين وأضاف " طبعاً إن قلت سابقاً إن وفرة الحتياطي الداخلى من السلع المستوردة يعكس قدرة الدولة على تحمل الإغلاق ، وإذا افترضنا استمرار الإغلاق حتي بعد استنزاف الاحتياطي الداخلى فهذا يعني شللاً تاماً للاقتصاد بدءاً من النقل ، والنقل اذا ارتفعت تكاليفه سترتفع كل الأسعار ويرتفع التضخم بمعدلات متسارعة. وحذر وائل فهمي من تفاقم حاد جداً في المشاكل المعيشية للمواطنين وعدم وجود منافذ أخرى لسد النقص مستدركاً " إلا أن تستورد الحكومة الوقود من دول تشاد وليبيا كدول بترولية بديلاً للموانيء مثل استيراد الكهرباء من أثيوبيا أو شراء بترول من جمهورية جنوب السودان لتوفيره بالداخل ، وأضاف " نعم توجد بدائل للموانئ المغلقة". تزايد ساعات انقطاع الكهرباء اما المحلل الاقتصادي،د. هيثم محمد فتحي، فقد أكد أن استمرار الإغلاق والاتجاه إلى إغلاق أنابيب البترول سيفاقم من أزمة نقص المحروقات التى تعاني منها البلاد ، لاسيما مادة (الفيرنس ) كما أن الحال سبنعكس على مستوي الخدمات الأمر الذي سيتسبب في تزايد عدد ساعات انقطاع الكهرباء في عدد كبير من المناطق والولايات ، فضلاً عن تهافت المواطنين على تعبئة سياراتهم بالوقود خشية حدوث نقص في البنزين والجازولين خاصة عقب تصريح الوزير عن الوقود يكفي حاجة البلاد لعشرة أيام فقط. وأضاف هيثم فتحي: أشد خطر يواجه الثروات السودانية هو المطالبة بتقسيم هذه الثروات .ونوه هيثم فتحي الى أن ميناء بورتسودان يعد الميناء البحري الرئيسي للسودان وله أهمية إستراتيجية ويربط بين ثلاث قارات أروبا وآسيا وأفريقيا. مستعدون للتفاوض .. ووصف الخبير الاقتصادي، د، محمد الناير ،حديث الوزير النفط،جادين علي عبيد، عن أن الوقود يكفي لعشرة أيام بالمزعج للغاية باعتبار أن البلاد ليس لها مخزون كافٍ وهذا خطأ استراتيجي ، دائما الأخطاء التى تقع فيها الحكومات انها لا تحتفظ بمخزونات السلع ، يجب أن يكون هناك احتياطي من ثلاثة الى ستة أشهر خاصة السلع الإستراتيجية التى لا غنيدىً عنها ، مثل المحروقات والقمح التى لا يمكن ان تعيش البلاد بدونها . وقال الناير "طالبنا من قبل بضرورة إيجاد مواعين تخزينية في جميع الولايات للسلع المختلفة من البترول والغاز والغلال وغيرها ، حتى لا تحدث أي إشكالات إذا حدثت احداث خارجية حالت دون وصول الواردات". وأضاف " أيضاً الدولة وقعت في خطأ استراتيجي بانها لم تعالج أزمة الشرق بحكمة مطلوبة حيث تهاونت وأهملت القضية بصورة كبيرة والقضية تتصاعد أمامها يوماً بعد يوم وهي لا تبالي ، والخطأ الأكبر الذي وقعت فيه الحكومة الانتقالية عدم إعلان أقاليم السودان في وقت واحد ، مفترض اذا الحكومة ارتضت أن يكون هنالك إقليم في دافور كان يجب أن يتم إعلان كل أقاليم السودان في نفس الوقت حتى لا يكون هنالك تباين بين منطقة وأخرى ويكون هنالك توزان بين كل مناطق السودان المختلفة ، وان تكون هنالك رؤية للحكم المركزي هل تكون هنآك اربعة مستويات حكم او غيرها. واعتبر محمد الناير عدم ضوح الرؤية أدى الى احتقان كبير جداً في شرق البلاد ونخشي ان تنسحب القضية على قضايا البلاد ، الحكومة ما زالت تقف في منطقة متفرج لكن يجب عليها ان تخرج بحلول خاصة وأن القضية تاتي في ظروف اقتصادية غير عادية وممكن أن تعكس على سعر الصرف وانتاج المحصولات وغيرها.
لا توجد رؤية من الحكومة وقال مقرر البجا ونظارات شرق السودان عبدالله اوبشار أنهم كانوا مستبعدين تماماً اللجوء الى خطوات تمس بالمواطن مباشرة بما فيها تعطيل التحرك والنقل ، وأضاف سمحنا لسيارات النقل والبصات السفرية بالتحرك لكن للأسف بعض الجهات والحكومة خرجت بأحاديث استفزازية وبدأت بعض الجهات في حشود مصطنعة مما دفعنا الى إغلاق المطارات والطرق لحماية المعتصمين من المتفلتين. وأضاف " ما عندنا توجه لإغلاق انابيب النفط لكن حديث وزير النقط عن وجود وسائل أخرى لاستيراده دفع المعتصمين للتحرك واغلاق الانابيب. وقال مقرر نظارات البجا بالرغم من مضي عشرة ايام على الاعتصام الا انه لا توجد رؤية من الحكومة لحل القضية وظلت تخرج خطابات مستفزة ، مثلا وزير النفط قال ان هنالك خسائر باليورو دون ان يتحدث عن خسارة انسان شرق السودان للكثير من الخدمات. وأشار اوبشار الى ان قضيتهم ليست التعبير عنها في الشرق فقط وانما في ولايات أخرى متضررة من مسارات اتفاق جوبا لافتا الى ان هنالك تنسيقاً مع هذه الولايات للقيام بالإغلاق واضاف " المشكلة عامة وتحتاج الى رؤية" واكد عبد الله اوبشار استعدادهم الجلوس للتفاوض وما عندنا اي مشكلة ، وسبق وان سلمنا مذكرة الى الوفد الحكومي الذي زار بورتسودان الا انه لا يوجد اي رد او اتجاه للحل. وفي السياق شكا رئيس الهيئة النقابية لغرفة الفرعية للمواصلات بولاية الخرطوم سعد فرح ضو البيت من أزمة حادة في المواصلات بسبب شح الوقود وقال إن الأزمة سبكون انعاكسها كبيراً على المواطن خاصة مع بداية العام الدراسي ،وقال " استقرت مؤخرا المواصلات وأصبحت متوفرة في جميع الخطوط نسبة لوفرة الوقود لكن إغلاق الشرق سينعكس سلبا على المواطن خاصة بعد حديث الوزير عن ان المخرزون من الوقود يكفي لعشرة ايام فقط. اليوم التالي