الجنرال البرهان ذو الخطابات المكشوفة والساذجة الذي أعطى الضوء الأخضر للزعيم القبلي تِرِك بالمضي في حشده العاطفي لأهل الشرق مستخدماً إياه لمزيد ، من إعاقة الفترة الإنتقالية للتحول إلى الحكم المدني الديمقراطي الحر الذي اختاره الشعب السوداني بثورته ضد البشير وجنوده ومنظومته الأمنية والسياسية كلها ، وبالفعل تمادى تِرِك في أفعاله وأغلق الميناء البحري والجوي في البحر الأحمر وكذلك فعل بالخط الناقل للبترول والطريق القومي من قبل ، فقد برر البرهان بعد أن رفض تِرِك لقاء أيّاً من المكون المدني وموافقاً على لقاء المكون العسكري حاضاً إياهم على الإستيلاء على السلطة وإلغاء مسار الشرق وغير ذلك من المطالب المستحيل تنفيذها بهذه الصورة وفي هذه المرحلة وهذا هو المقصود أصلاً من المطالب التي تقدم بها الزعيم ترك وقد برر البرهان عدم تدخله أو تدخل القوات المشتركة أو الشرطية التي تحت إمرته بحجة أن الأمر سياسي وهذه المطالب مشروعة ! هنا يجب أن يرد الجنرال على هذه الأسئلة حتى تتضح له الصورة التي يتعامى عنها فهل إذا كان الجنرال هو الحاكم الوحيد على الدولة وقام نفس الزعيم وبنفس الحجج بإغلاق الميناء والمطار والطريق القومي وخط البترول فهل ستكون إجابته أن للزعيم مطالب سياسية مشروعة ويأمر أجهزته بعدم التصدي له وتأمينه وتأمين جماعته حتى تتم الاستجابة لمطالبهم أم يحرك كل قوته العسكرية وأجهزته الأمنية والشرطية للقبض عليه وعلى من معه ثم يصفهم بالعمالة والخيانة لدولة مجاورة وأنهم يريدون الإضرار بالمواطن ويزيدون من تعاسته ؟ . يا ترى هل يغض البرهان الطرف عن كل الزعماء العشائريين والقبليين بعد ذلك بقطع كل الطرق لأن لهم مطالب سياسية كما تفضل سعادته؟! . هل يستطيع البرهان أن يتجرأ ويقول ما قاله الزعيم سليمان بيتاي من أن (التتريس) مشروع ولكن ليس للطريق القومي ولا الميناء ولا المطار لأنها لجميع المواطنين بل ودول الجوار أيضاً ، فأي الزعيمين أقرب للمنطق في نظرتهما لمفهوم الدولة يا برهان؟ [email protected]