قدمت قناة النيل الأزرق إعادة لسهرة ( قول النصيحة ) مع الشاعر والدرامي الراحل عزالدين هلالي تخليدا لذكراه العطرة ، وأدار مقدم السهرة أمجد نورالدين حوارا مطولا مع الراحل تناول بداياته الأولي في مجال الفن ،وقال هلالي أن نشأته بمدينة بحري أكسبته معرفة تامة بأشكال الفنون المختلفة حيث كانت هناك شجرة تسمي شجرة حماد يتجمع بها الفنانين ويقدمون عروضهم لأهل الحي ،وكانت الأسر الأثيوبية تقيم أحتفلاتها الأجتماعية في منطقة ديوم بحري وشهدنا براعتهم في الرقص ،و يجاورنا الفنان الأستاذ محمد جبريل عازف الباص جيتار المعروف وكان مشهورا بأناقته ويملك عجلة ويدرس بكمبوني ،لذلك كان كبارنا يطالبوننا بأن نصبح مثله لأنه كان مثالا للأناقة والأنضباط والمهارة ، ويقول هلالي : لا أنسي فضل الفنان الأستاذ محمد ميرغني علي ،فقد درسني في الثانوي هو الأستاذ مكي سنادة ،وفي المتوسط درست علي يد الأستاذ يس عبدالقادر ،أجمل قصائدي كتبتها خلال فترة المراهقة وهي طبع الزمن لأبن البادية والنضارة وسمحة الصدف ، وهذا حال غالبية الشعراء يكتبون في تلك المرحلة بصدق ،مثال لذلك حسن السر كتب بخاف في الثانوي ، ودعمني في تلك الفترة الناقد الأستاذ ميرغني البكري الذي نشر لي أول قصيدة وأعتقد أنه قصد أن يحفزني بالنشر ،وكان بن البادية وقتها نجما لامعا في سماء الساحة وتغني بأعمال محمد يوسف موسي وهاشم صديق والصادق الياس ، وقدمت له (طبع الزمن ) وقدمها بعد عام تقريبا وأحدثت تحولا كبيرا لأنها أغنية كبيرة ، وأغنية سمحة الصدف حلوة الظروف تغني بها التاج مكي بلحن وضعه لها ناجي القدسي ، ولم تجد حظها من الأنتشار ،وأعادها الفنان محمود عبدالعزيز للأضواء بلحن مختلف ونجحت وهذا دليل علي أن الأغنية لحن ،أما أغنية ( انت ليا ) التي تغني بها الموصلي عندما كنا زملاء دراسة بالمعهد فقد نجحت هي الاخري رغم أن الشاعر ابراهيم العبادي كان يري فيها إعتدادي بنفسي كثيرا من خلال النص . وقال عزالدين هلالي أن جلسوهم المستمر مع المثقفين والمبدعين الكبار رفع قدرتهم كشعراء شباب لأختيار المفردات الجميلة وتحديدا شعر الفصحي ،ووردي كان معجبا جدا بكتاباته .