على الرغم مما تشهده الفترة الانتقالية، من خلافات وتحديات، خاصة تلك المتعلقة بملف الترتيبات الأمنية، وفقاً لاتفاق سلام جوبا، إلا أن هناك تقدماً مطرداً، فيما يلي هذا الملف بالنسبة للحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار. ويوم الخميس، أطلق عضو مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الشعبي، مالك عقار إير، بداية الترتيبات الأمنية للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال الجبهة الأولى جنوب كردفان/ جبال النوبة، بمعسكر الرويكيبة. وشارك في التدشين، كل من: وزير الدفاع، ياسين إبراهيم، ووزيرة الحكم الاتحادي بثينة إبراهيم دينار، والأمين العام للحركة الشعبية سلوى آدم بنية، ووالي ولاية جنوب كردفان حامد البشير، وقائد المنطقة الجنوبية، بجانب أعضاء لجان الترتيبات الأمنية من الطرفين الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية. وفي الأول من سبتمبر الماضي، بدأت الترتيبات الأمنية، للجبهة الثانية للجيش الشعبي في منطقة أولو بالنيل الأزرق. ويعد تنفيذ الترتيبات الأمنية، وبناء جيش سوداني واحد مهني قومي، هو الضامن لتحقيق الانتقال المدني الديمقراطي. وفي السياق، أكد عقار، على أهمية توافق المكونين المدني والعسكري وشركاء الحكم من أجل إنجاز مهام الفترة الانتقالية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان. وقال عقار، إن الجميع سواسية في حكم البلاد، وأي مكونٍ له الحق في الحُكم. وأتت تصريحات عقار، خلال مخاطبته قوات الجيش الشعبي بمنطقة الحجيرات العسكرية قطاع غرب كردفان بمحلية الفولة، أمس (الجمعة). وأشار إلى أن السودان يعيش في أزمة سياسية وعدم ثقة، تحتاج للتوافق وتفويت الفرصة على الأعداء. وشدّد عقار على أهمية وحدة السودان وتنفيذ اتفاق سلام جوبا، مبيناً أن التراشق الإعلامي لا معنى ولا قيمة له، وأن المكون المدني من بدأ التغيير والمكون العسكري قد أنجز المهمة. ودعا عضو مجلس السيادة، كافة شركاء التغيير للتحلي بالحكمة والعمل سوياً، وقال"هذا التشاكس لا يقود البلد للأمام". وأوضح أن الدولة المدنية تحتاج لتشريعات تسندها وتقويها، داعياً إلى إكمال مطلوبات الثورة، وفي مقدمتها قيام المجلس التشريعي، قبل أن يطالب بنبذ خطاب الكراهية والعنصرية والجلوس مع بعض للتعايش ومراعاة المصالح. وفيما يتعلق بالترتيبات الأمنية، وجه عقار، الجيش الشعبي بإسناد حكومة ولاية غرب كردفان ولجان الأمن، وعدم إتاحة الفرصة للمتربصين والمتفلتين للعبث بالأمن والاستقرار. ولفت إلى أن اتفاق سلام جوبا، اهتم بالترتيبات الأمنية، وأن تنفيذها يسهم في استقرار الأمن ودخول الاستثمار والشركات الأجنبية وزيادة الإنتاج الزراعي بكل البلاد ويحسم التفلت، مشيراً لوجود الفوضى بانتشار السلاح الذي يستخدم في تهديد حياة الشعب. وبحسب وكالة سونا، فقد أشاد عقار بالقوات المسلحة وقيادة الفرقة 22 مشاة بابنوسة ودورها الكبير في حفظ الأمن بالمنطقة، مبيناً أنه ينبغي على الجميع العمل على تأسيس جيش قومي موحد يحرس البلد وإنسانها. ونوه عقار إلى أنه لا رجعة للحرب مرة أخرى، مضيفاً "من ذاق الحرب لا يدعو لها". كما طالب قواته بغرب كردفان بالصبر والانضباط حتى تكتمل الترتيبات الأمنية، موضحاً أنه توجد قوات واحدة خارج المنطقتين، وهي قوات الجيش الشعبي. من ناحية أخرى، أعلن عقار وقوفه مع المطالب المشروعة للمجتمعات المحلية بمناطق البترول. غير أنه استنكر الطريقة التي اتبعها الشباب في المطالبة بالحقوق، وقال إن قفل الطرق وإيقاف عمل شركات النفط عمل غير مسؤول. ولفت إلى أن اتفاق جوبا، منح الولاية 40% من قسمة الموارد، وهي كفيلة بإحداث نقلة تنموية في المنطقة وتحتاج للجلوس سوياً مع حكومة الولاية والتفكير بعمق في استغلالها. الحداثة