ما حدث بقاعة الصداقة (مهزلة) مكتملة الأركان وامتداد لسعي (البرهان) للاستمرار في السلطة بكافة السبل ولايهم حتي ولو تبقي من السودان عشرة مواطنين وصارت حدود (ولاية الخرطوم) هي البلد الذي كان يملأ الدنيا باسم جمهورية السودان.. إعادة أحزاب الفكة الكيزانية (النفعية) وفتح الطريق امام ابوقردة ومسار والتوم هجو وكافة المرتزقة السياسيين وتجميع عواجيز الادارة الاهلية مدفوعة القيمة وأطفال الخلاوي وبقايا الكيزان لن يعطي العسكر الشرعية لاستلام دفة الحكم بانقلاب ابيض كما يحلمون او ربما كان الغرض منه زيادة المشهد تعقيدا ولكن كل ذلك لن يجدي مع إصرار الشباب علي قيادة المشهد فهناك عهود للشهداء واستحقاقات ثورية لم تنفذ بعد.. البرهان الذي وقع بدم بارد علي فض اعتصام القيادة العامة وقتل الثوار العزل ووافق على مضض التوقيع على الوثيقة الدستورية عاش طوال الفترة الماضية وهو يعمل علي تشتيت القوى الثورية وزيادة اعتماد الشعب علي القوات النظامية بتشجيع القوي الرجعية والفلول على إشاعة الفوضى وعدم الأمان ودعم المتفلتين والحركات الانفصالية في أطراف البلاد وصل اخيرا الي نقطة الا عودة بعد مشاهدته للحراك الجماهيري الأخير فاختار تحريك أحزاب الفلول لتكون في (الواجهة) خوفا من المجتمع الدولي الذي ارسل اليه العديد من التحذيرات خاصة وان ملفه بالمحكمة الجنائية يمكن فتحه مرة اخري وقد كان هو الضامن له لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.. وقد كانت الفرصة أمامه مواتية في بداية الحراك لو انه ترك الاستماع للمنتفعين من حوله ورمي بتعهداته للبشير وشلته بعدم المسألة (وهو الشهير بالتنصل من التعهدات) واستفاد من الشرعية الثورية للتخلص منهم ثم خلع بذلته العسكرية وسلم السلطة لحكومة مدنية واستعد لخوض الانتخابات كمواطن سوداني خدم الثورة بدلا من اللهث وراء السلطة بقوة السلاح والتآمر والذي قاده إلي ماوصل إليه اليوم من كراهية الشعب له ووقوفه (كحمار ) الشيخ في العقبة.. اليوم وقد فات الأوان فلن يجني البرهان من كل مايقوم به سوي المزيد من الكراهية ومزيدا من لعنة التاريخ..والثورة ستظل مستمرة ..