أوجب واجبات الحرية و التغيير الأصل إدانة ما تم في قاعة الصداقة و اصدار بيان يؤكد على مشروعيتها السياسية و الأخلاقية و استصدار خطاب من حمدوك بهذا المعنى. المبادرة الى إجراء حوار سياسي عميق يفضي الى تغيير واسع في كابينة القيادة و الشروع في تحديد العلاقة الصارمة و القاطعة مع رئيس الوزراء الذي اصبح ( فكي بلا قبة) ومن اهم ما يجب تحديده هو كيفية تغيير حمدوك نفسه اذا دعت الضرورة الى ذلك، و هذا الموضوع تحديدا كنت قد سألت عنه قياديا قلت له هب أنكم أردتم تغيير حمدوك ما السبيل الى ذلك؟ من اجابته عرفته أنه لا سبيل. المرحلة أضرت بها الرومانسية السياسية و غرقت في سذاجة سياسية و تطلعات كبيرة لبرجوازية صغيرة. يجب ان تعترف الحرية و التغيير الأصل بأخطائها و أن تسارع الى معالجتها بأسرع ما يمكن و أن تترك البيانات الفطيرة من شاكلة ( الحرية و التغيير تنفي علاقتها بما يجري و تنفي أي صلة لها … ) في السياسة لا منجاة من أفعال الآخرين و تأثيرها على فعلك فالنار التي تكتفي بالفرجة عليها بزعم أنك لم تشعلها ستصلك. و ما جرى في القاعة ليس مما يحتال له بنفي العلم و الصلة به بل بالاشتباك الايجابي به بقصد احتوائه ثم تجاوزه. في الحرية و التغيير أخيار كثيرون يجب أن يتقدموا و يقودوا و إذا انتظروا أن يؤتى بهم فسيطول انتظارهم شأنهم شأن خيار الاسلاميين الذين انتظروا ثم انتظروا ثم لاذوا بصمت كسير حتى أفاقوا على السقوط المدوي الذي حملهم أوزار شرارهم و هم أسفون. قوانين السياسة تضطرد لا تفرق بين كوز أو شيوعي أو بعثي. أضر بالحرية و التغيير انكفاؤها عن سواد الشعب و أضر بها قبلا عدم تقدير قوة شارع كانت ستعبر به المحيط إن أرادت و أضر بها أكثر من كل ذلك انقطاعها عن خاصة شارعها فتركته بلا طلب عدالة توطن شعاراتها في فعلها و تركته نهبا للفاقة و الخمول الفكري و السياسي حتى استقر لديها أن الشارع ليس أكثر من ( قطيع سياسي) يطلق من مرابطه ساعة حاجة. و ليس أكثر مدعاة للرثاء من سخرية البرهان و حميدتي من قوى الحرية و التغيير أنها بلا همة سياسية و بلا بضاعة فكرية تطوف بها المدن و الريف السوداني تبشر و تستنفر و تؤسس للغد الجميل الآتي. تنام الخرطوم عاصمة الثورة هامدة مسكونة بالخوف و القلق فلا منابر سياسية و لا ندوات ثقافية و لا اصدارات فكرية تعبد الطريق لأمة مبتلاة بألف معضلة. ليس من أفكار مشرقة تضوي ليل الخرطوم البهيم، لا شيئ يخدش صمتها المحتار إلا استبداد 9 طويلة بالشوارع حيث تكون أحاديث الصباح بين الناس ليس عما قيل في الندوات بل عما وقع من الجرائم. لا ثورة و لا تغيير يقع دون أفكار عظيمة ملهمة و بسبب من هذا الكسل الفكري استقر في خلد الناشطين السياسيين التنفيذيين من الوزراء وممن هم دونهم أن ترنيمة ؛ حرية سلام و عدالة هي مبلغ الغاية و نهاية القول فإذا رفع بها أحد صوته عد ذلك من تمام فرضه الثوري. أما سواد الشعب من الشباب خاصة فقد اكتفوا بلزوم حالة المريد : شكرا حمدوك. و حمدوك الذي لا يدين بشي لأحد في الداخل هو علة الفترة الانتقالية فهو لا يملك من مطلوبات القيادة كثير شيئ. فالمراحل الاستثنائية في حياة الشعوب بحاجة الى قادة استثنائيين. زعماء و الزعيم القائد هو أكبر من رجل الدولة و أكبر من التكنوقراطي المجود صنعته. على الحرية و التغيير أن تصير بأعجل ما تستطيع الى الى المبادرة و المبادأة و تدع حالة الاسترخاء العاجز و أول ما تبدأ به استعادة منصة التأسيس : فهناك منصة واحدة معلومة انعقدت فيها مواثيق و أبرمت اتفاقات خرقها من خرقها هذه المنصة هي ما يجب أن تدير من فوقها الحرية و التغيير الحوارات فيما بينها و بين مكوناتها و فيما بينها و بين الشعب. لقد اختطفت الحرية و التغيير – فرع قاعة الصداقة اختطفت ( مهام الفترة الانتقالية كلها) و جعلت منها برنامجها للتصحيح و الآن ستجد الحرية و التغيير ( الأصل) نفسها مطالبة بجهد جهيد لاستعادة ما ظل تحت يدها تسوف حوله و تؤجل. جاء في الأثر أن الناس إما سيقوا بلطائف الإحسان و إما سيقوا بسلاسل الامتحان و قد غرقت الحرية و التغيير في لطائف إحسان الله و الشعب حتى تناست فأنسيت ثم جاءتها الزلازل ضحى و أهلها قائلون فلات الساعة ساعة تلاوم بل ساعة تشمير عن الساعد لعل و عسى فقد غشكم السامري حين حدثكم عن التناغم و أنكما روح واحدة في جسدين.