ما يزال مسلسل اغلاق الشرق وخنق البلاد مستمراً من قبل المتروك الناظر ترك ، ومازال مسلسل تصلُّب العسكر أو لجنة البشير الأمنية وعنادها ومكابرتها ومحاولتها إقصاء المكوِّن المدني من السلطة يراوح مكانه . آخر محاولة (جبَّارة) من دكتور حمدوك لحل معضلة الشرق ، قام بتكوين لجنة وزارية برئاسته للجلوس مع المكون العسكري للوصول الى صيغة مرضية لحل مشكلة الشرق ،وفتح الميناء لانسياب الغذاء والدواء المكدّس بالميناء لولايات السودان المختلفة . لكن للاسف العساكر الذين يتمترسون حول موقفهم الذي يخيّل لهم انه سوف يعيد لهم كامل السلطة بعيداً عن أي مدني يعني (انقلاب ناعم) ، للاسف رفضوا الجلوس مع لجنة دكتور حمدوك الوزارية وفضَّلوا الجلوس مع دكتور حمدوك لوحده فقط . هذه المقاطعة العلنية من قبل المكون العسكري للمكون المدني ، وإفتعال أزمة الشرق بقيادة (الدُّمية) ترك الذي يتم تحريكه برموت كنترول من الخرطوم ، والمحاولة الانقلابية الفاشلة ، والفلتان الامني المتعمد ، وسحب حراسة القوات المشتركة من مقار لجنة التمكين ، ومهاجمة لجنة التمكين والمطالبة بحلها ، وأخيراً قرار المحكمة العليا بإعادة القضاة (الكيزان) الذين تم فصلهم من قبل لجنة التمكين ، كلها مؤشرات تدل على أن العساكر حزموا أمرهم وعقدوا نيتهم وقرروا ان لا تنازل عن السلطة للمدنيين في نوفمبر القادم وما بعده. من الآخر نقول : تورط المكون العسكري أو الشبهات التي تدور حوله في قضية فض اعتصام القيادة العامة ، وإصرار ذوي الشهداء ، والمجتمع الدولي ، ومنظمات حقوق الانسان على ضرورة محاكمة مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء والنكراء ، هو السبب المباشر الذي يجعل فرائص العسكر ترتعد ، ويزيد من تعنتهم ومحاولاتهم اليائسة للتشبث بالسلطة . وكأن تاريخ البشير يعيد نفسه مرة أخرى ، اذ كنكش البشير على السلطة منذ تاريخ اعلان المحكمة الدولية انه المتهم الرئيس في ابادة البشر بدارفور عام 2003م وطلبها منه بالمثول أمامها ، فمنذ ذلك الحين تصلب البشير على (ككر) السلطة بيديه وأسنانه ، فان كان للبشير في ذاك الزمان حاضنة تحميه (جماعة الكيزان) ووفرت له الفرصة في الاستمرار في السلطة ، فعلى من تعوِّل وتسند لجنة البشير الأمنية الحالية ظهرها لتستمر في السلطة؟ . ما يدور في الساحة السودانية للاسف الشديد بكل صراحة يدل على أن المصالح الخاصة والحزبية فوق كل المصالح العامة ، فالسودان الجريح المغلوب على أمره هو من سيجني نتائج هذا التشرذم والتناحر والتكالب على الكراسي . وعليه فان كان للعساكر ذرة من حب تراب هذا الوطن ، وقلبهم على الشعب التعيس العاجز في توفير قوت يومه في وطن زاخر بموارد متعددة ، عليهم أن يعودوا الى رشدهم و الى ثكناتهم ، وأن يتركوا السلطة للمدنيين أو على الاقل عليهم أن يحترموا أرواح الشهداء التي إرتقت من أجل وطن حر معاف تتساوى فيه كل الناس. وعلى كل من أرتكب أو شارك في فض اعتصام القيادة العامة أن يسلم نفسه بنفس الشجاعة التي أقدم عليها في فض الاعتصام، عسى ربي بذلك أن يغفر له . [email protected]